عادي
لها دستورها وشعارها وعلمها

«أوزوبيس».. جمهورية «كذبة أول إبريل»

01:31 صباحا
قراءة دقيقتين
WhatsApp Image 2023-07-24 at 15.04.42
WhatsApp Image 2023-07-24 at 15.06.35
WhatsApp Image 2023-07-24 at 15.03.29
WhatsApp Image 2023-07-24 at 15.05.55

فيلينيوس (ليتوانيا) إبراهيم مرعي:

هي جمهورية طريفة ليست كبقية جمهوريات العالم.. إنها «جمهورية أوزوبيس»، تقع في أحد أحياء المدينة القديمة لفيلينيوس، لها رئيس ورئيس وزراء، وتقع على مساحة نحو كيلومتر مربع، ولها علمها الخاص وشعارها ودستورها، ولا تعترف بها أية دولة، ولا تعترف هي بأية دولة، لكن لها سفراء وقناصل فخريون غير معترف بهم أيضاً. وكأنها «كذبة أول إبريل».

ندخل «جمهورية أوزوبيس»، ومعناها «ما بعد النهر»، وهي أصغر جمهورية في العالم، من على جسر خشبي عتيق فوق نهر فيلنيا، ونعبر أزقتها الضيقة، وأول ما نطالعه اسمها المكتوب باللغة الليتوانية على لافتة، ومن ثم دستورها المؤلف من 41 بنداً، والمعلق على أحد الجدران العتيقة، وقد كتب ب41 لغة من بينها اللغة العربية، وهو مثال للطرافة في نصوصه، وتقول مادته الأولى «لكل إنسان الحق في أن يعيش على جانب نهار فيلينا، ولنهر فيلينا الحق في التدفق على الجميع»، ويقول البند الثاني «لكل إنسان الحق في الحصول على الماء الساخن والتدفئة»، ويقول البند الثالث «لكل إنسان الحق في أن يموت، لكن هذا ليس التزاماً»، ويقول بند آخر «لكل إنسان الحق في أن يكون محبوباً، ولكن ليس بالضرورة»، و«لكل إنسان الحق في أن يحب القطط، وأن يعتني بها، والقطة غير مجبرة على أن تحب صاحبها، لكن عليه مساعدتها وقت الحاجة»، و«للكلب الحق في أن يكون كلباً»، و«لكل إنسان الحق في أن يكون غير مميز وغير معروف»، و«لكل إنسان الحق في أن يكون سعيداً، ولكل إنسان الحق في أن يكون تعيساً».

وبعد استقلال ليتوانيا عن الاتحاد السوفييتي، أعلن سكان أوزوبيس البالغ عددهم آنذاك 7 الآف نسمة، في 1 إبريل/ نيسان عام 1998 استقلال حيّهم، ووضعوا علمهم، وهو عبارة عن راحة يد مثقوبة تسمى«الكف المقدسة»، وهي بأربعة ألوان حسب فصول السنة. والثقب في وسط الكف يعني عدم قبول الرشى.

أما شعار الجمهورية فهو «الملاك جبريل» الذي نصب له تمثال عام 2002 وسط الحي، ويبدو وهو ينفخ في البوق كتعبير عن نهضة سكان الجمهورية، وعودة الحياة إلى الحي الذي كان حياً للفقراء والمهمشين والمشردين، ويحتاج دخوله ليلاً إلى شجاعة لكثرة الجرائم التي كانت ترتكب فيه. أما اليوم فتحول إلى حي يقيم فيه الشعراء والفنانون والموسيقيون والكتّاب، وأصبح مزاراً للسياح والسياسيين. ويقول رئيس «الجمهورية» روماس ليليكس، الذي يتخذ من أحد مقاهي الحي مقراً له «أهم شيء بالنسبة إلينا هو العيش معاً، وما يجمعنا هو الشعور بالوطن.. والجمهورية لا يملكها أحد.. إنها ملك الجميع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yvyeznm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"