العين: راشد النعيمي
شهدت مسيرة الراحل الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، محطات كثيرة من العطاء والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع وقطاع الرياضة في الإمارات، حيث كان المغفور له مخلصاً في المهام التي أوكلت إليه، وكان محباً للرياضة ومشجعاً لرفع اسم الإمارات في المحافل الدولية.
الراحل سعيد بن زايد، من مواليد العين عام 1965، وهو الابن السادس للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة الإمارات عام 1988، وعيّن بعد تخرجه، وكيلاً لدائرة التخطيط في أبوظبي، وعضواً في المجلس التنفيذي.
وشغل منصب رئيس دائرة الموانئ البحرية من 1991 إلى 1996. وكان عضواً في مجلس أبوظبي للإنماء، كما كان- رحمه الله- ممثلاً للمغفور له الشيخ زايد، في الكثير من الزيارات الرسمية الدولية.
الراحل محبّ للرياضة عموماً، ويهوى كرة القدم خصوصاً، ومن أهم المؤسسين لهذه الرياضة في الدولة، فضلاً عن هواية القنص والسباحة، وتولي رئاسة اتحاد كرة القدم الإماراتي 2002-2003.
كما أنه محبّ للفنون وعلى اطلاع واسع على التصاميم الهندسية والتطور العمراني في مختلف أنحاء العالم، وكان مساهماً في مشاريع تنموية كبيرة في الدولة. كان عضواً في المجلس التنفيذي، كما ترأس مجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي.
في 15 يونيو 2010 أصدر الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة آنذاك، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، مرسوماً أميرياً بتعيين الشيخ سعيد بن زايد، ممثلاً لحاكم إمارة أبوظبي، على أن ينفذ المرسوم من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية.
خلال ترؤسه دائرة الموانئ البحرية في أبوظبي، اتبع الشيخ سعيد بن زايد، سياسة تمثلت في حرصه الشخصي على تشجيع الشركات والمؤسسات الكبرى، باستخدام موانئ أبوظبي موانئ رئيسية لتصدير منتجاتهم واستيراد خاماتهم، وكان من أبرز هذه الشركات شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة «بروج» التي وقعت اتفاقية مع دائرة الموانئ البحرية، تستخدم بموجبها الشركة لميناء زايد وميناء المصفح موانئ رئيسية لتصدير إنتاجها واستيراد احتياجاتها وخاماتها الإنتاجية.
وشجع سياسة الجذب الترويجي عبر برامج تسويقية عملية بأفراد وكوادر مواطنة مدربة حققت قدراً كبيراً من التميز في التعامل مع الشركات والمؤسسات التجارية والملاحية وأصبحوا يتعاملون بوعي تسويقي ناجح، أدى إلى جذب الكثير من الخطوط الملاحية، وذلك يرجع إلى أساليب الخدمة والتسهيلات التي تتوفر لعملاء الميناء، فضلاً عن معايير الجودة والأسعار التنافسية وكثير من التيسيرات والتخلص من بعض الأساليب القديمة التي تتصف بالبيروقراطية، وتحول الفكر الإداري عبر البرامج التدريبية المتواصلة، إلى فكر اقتصادي حي يسعى إلى تقديم خدمة متميزة لعملائها وخطوطها الملاحية.
وتكنّ رياضة الإمارات عرفاناً وامتناناً كبيرين لما قدمه الراحل الشيخ سعيد بن زايد، من إسهامات كبيرة أدت إلى تطوير مسيرة كرة القدم الإماراتية، خلال رئاسته لنادي الوحدة. كما كان لجهوده وإدارته الحكيمة للنادي منذ عام 1990 حتى نوفمبر 2011 الفضل الأكبر في النجاحات والإنجازات والفوز بالبطولات المحلية، والتأهل لدور نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2008، إلى جانب تأهل الوحدة لتمثيل دولة الإمارات في كأس العالم للأندية 2010 التي أقيمت في أبوظبي.
