عادي

قطارات الليل تعود إلى سكّة أوروبا

16:37 مساء
قراءة دقيقتين
القطارات الليلية ذات بصمة كربونية منخفضة (أ.ف.ب)

تشهد القطارات الليلية المعروفة ببصمتها الكربونية المنخفضة إقبالاً كبيراً هذا الصيف في المحطات الأوروبية، لكن بعد عقود من الإهمال وقلة الاستثمار، قد تواجه الركاب والمشغلين صعوبات كثيرة.

ويفضل كثر في العاصمة النمساوية فيينا مثلاً أخذ القطار الليلي بدافع من قلقهم من مدى التلوث الذي تسببه الطائرات، ولاقتناعهم بحسنات البطء.

وفي وقت كانت دول أخرى تقلّص قدراتها التشغيلية بفعل منافسة الرحلات الجوية المنخفضة الكلفة والقطارات العالية السرعة، اتخذت النمسا التي تتمتع بموقع مثالي في قلب أوروبا الخيار المعاكس.

وقال الناطق باسم «أو بي بي» برنارد ريدر إن الشركة العامة ترددت في الاستثمار في هذا المجال عندما لاحظت التراجع الذي تشهده نقاط أخرى في أوروبا الغربية، لكنّها مضت قدماً عام 2018 في هذه الخطوة التي تستند فيها إلى «تاريخ عريق».

واتضح أن هذا الاستثمار الذي خصصت له الشركة مئات الملايين من اليوروهات رهان رابح. فحال الطوارئ البيئية جعلت القطارات الليلية مطلوبة جداً، إذ تجذب نحو مليون ونصف المليون مسافر سنوياً.

وفي فرنسا، أعادت شركة «إس إن سي إف» العمل برحلاتها الليلية عام 2021، بعدما أهملتها مدة طويلة، على أن يبلغ عدد خطوطها عشرة عام 2030، ومنها باريس-برلين في نهاية السنة الجارية.

إلا أن المشكلة التي برزت هي أن عربات القطارات متقادمة وأن شبكة السكك الحديد غالباً ما تتعطل ليلاً بسبب الأشغال وحركة قطارات الشحن، وهي جملة عوامل تسبب تأخير مواعيد الرحلات.

وأوضح كريس إنغلسمان، المؤسس المشارك لشركة «يوروبيانز سليبر» البلجيكية الهولندية التي دشنت خطًا بين برلين وبروكسل في مايو/أيار الماضي،أن عربات السكك الحديد «المتقادمة» هي المشكلة الرئيسية.

وفي ضوء هذا الواقع، فضّلت شركة «ميدنايت ترينز» الفرنسية الناشئة إقامة شراكة مع شركة مصنّعة للبدء ب«معدات جديدة»، بهدف إعادة إطلاق خط باريس-ميلانو-البندقية الشهير في 2025.

وفي الوقت الراهن، من الصعب فعلاً منافسة الأسعار«المنخفضة جداً» لبعض الرحلات الجوية، بحسب تقرير أصدرته أخيراً منظمة «غرينبيس»غير الحكومية، بينما يستفيد القطاع من الإعانات والإعفاءات الضريبية، ولا سيما على الكيروسين.

أما قطاع النقل بالسكك الحديد فيخضع لمختلف الضرائب والرسوم، خصوصاً لجهة استخدام البنى التحتية، على ما شرح فيليب كوسوك من مركز الأبحاث الألماني«أغورا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y2b4kz7p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"