عادي

ذكرى رحيل محمود درويش.. على هذه الأرض ما يستحق الحياة

18:17 مساء
قراءة 3 دقائق

احتفى محبو الشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش، الأربعاء 9 أغسطس 2023 بالذكرى الـ15 لوفاته.

الشاعر الكبير، محمود درويش، الذي ملأ وشغل الناس بشعره، مازال حاضراً متغلغلاً في المشهد الثقافي والذاكرة الجمعية العربية بشكل عام.

ويعتبر المثقفون العرب، أن غياب درويش ما هو إلا غياب للجسد، فروحه باقية وملهمة ومتجددة فيما تركه من آثار شعرية ونثرية وتكوينات إبداعية.

أسر الخطوة الأولى

«إنني أقوم بتنمية طاقتي الإبداعية المستقلة عن أسباب شهرتي وبعدم الوقوع في أسر الخطوة الأولى التي قدمتني للناس والتمرد على أشكالي القديمة بمحاولة التجديد المستمر للذات»، هكذا تحدث، محمود درويش، ونقله عنه الناقد الدكتور صلاح فضل في كتابه، «محمود درويش: حالة شعرية».

إذا كان عمر الإنسان يحسب بالأيام والسنين، فإن عمر الشاعر يحسب بما أبدعه، وأنجزه من أعمال شعرية يركب فيها ريح القلق، ويغمض عينيه عن المحسوسات ليرى ما يريد.

رموز مكثفة

«قصائد درويش، هي عبارة عن رموز مكثفة يعيد خلقها بمهارة في كل قصيدة، بحيث لا يمكن اتهامه بالتكرار أبداً، كرمز القدس والبرتقال والبحر والحجر والعصافير على سبيل المثال»، هكذا يؤكد فضل، الذي يعتبر مهارة درويش تظهر خاصة في عدم تقييده لنفسه داخل إطار ضيق، فحداثته المميزة تكمن في قدرته على صياغة اللفتات التعبيرية الخاصة والإسنادات المجازية، والقدرة على بلورة الرؤية.

بقية حياة

محمود درويش المولود في 13 مارس 1941، في قرية البروة، شمالي فلسطين، كان ينتظر الموت، وكأنه على موعد معه، وقد قال في قصيدته «بقية حياة»:

إذا قيل: ستموت هنا في المساء

فماذا ستفعل في ما تبقى من الوقت؟

ــ أنظرُ في ساعة اليد

أشرب كأس عصير

وأقضمُ تفاحةً

وأطيل التأمل في نملة وجدتْ رزقها...

ثم أنظر في ساعة اليدِ/

ما زال ثمَّة وقتٌ لأحلق ذقني.

نبوغ مبكر

كبر محمود درويش مهموماً بالقضية الفلسطينية وحب الوطن، وهي الأفكار التي سيطرت على أشعاره ومقالاته.

وخلال دراسته الابتدائية بدأ رحلته مع كتابة القصائد ليظهر نبوغه الشعري مبكراً. وفي عام 1960 أطلق ديوانه الأول «عصافير بلا أجنحة»، وبدأ كتابة الشعر والمقالات في جريدة «الاتحاد» و«مجلة الجديد».

وسافر درويش إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، ومنه انتقل إلى القاهرة وعمل في جريدة الأهرام، وواصل ترحاله إلى لبنان ليعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

واكتشف الشاعر اللبناني روبير غانم موهبة محمود درويش المميزة في الشعر، ونشر قصائده على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار التي كان يرأس تحريرها.

وشغل محمود درويش منصب رئيس اتحاد الكتاب والأداء الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية، وعاش لفترة في باريس، حتى قرر العودة إلى وطنه لزيارة والدته، لكن الكنيست أصدر قراراً يسمح له بالإقامة في فلسطين دون مضايقات أمنية.

منصات التواصل

أجرى محمود درويش، عملية للقلب المفتوح في ولاية تكساس الأمريكية، لكنه دخل في غيبوبة بعدها، وتوفي يوم 9 أغسطس 2008 عن عمر ناهز 67 عاماً، لكن أشعاره بقت بين محبيه، الذين ارتبط الكثير منهم ببعض عباراتها.

وأصبح من المعتاد رؤية صورة محمود درويش عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارة تنقل واحدة من أفكاره، ومن أشهرها «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a6hyj5f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"