تجري «سوفت بنك غروب» محادثات للاستحواذ على حصة 25% في «آرم» التي لا تمتلكها بشكل مباشر من صندوق «فيجن 1»، وهو صندوق استثماري بقيمة 100 مليار دولار جمعته في عام 2017، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، مما قد يحقق مكسبًا للمستثمرين الذين انتظروا سنوات للحصول على عوائد قوية.
وتأتي المناقشات في الوقت الذي تستعد فيه «سوفت بنك» لإدراج مصمم الرقائق في بورصة ناسداك الشهر المقبل، بتقييم يتراوح بين 60 مليار دولار و 70 مليار دولار.
وإذا أدت المفاوضات إلى صفقة، فسيقدم المستثمر التكنولوجي الياباني مكاسب كبيرة وفورية لمستثمري صندوق «فيجن 1»، بما في ذلك صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ومبادلة في أبوظبي. وعوض المستثمرون الخسائر بعد أن توترت العديد من رهانات «سوفت بنك» على الشركات الناشئة مثل مزود مساحات العمل «وي وورك» وشركة «دي دي غلوبال» لمشاركة الرحلات.
والبديل، السماح ل صندوق «فيجن 1» ببيع أسهم «آرم» في سوق الأسهم بمرور الوقت بعد الطرح العام الأوّلي (IPO)، عادة ما يستغرق ما لا يقل عن سنة إلى سنتين بالنظر إلى حجم الحصة. وسيكون أيضًا أكثر خطورة على مستثمري الصندوق، لأنه من المحتمل أن تنخفض أسهم «آرم» بعد الاكتتاب العام.
العودة إلى الربحية
وعاد صندوق «فيجن 1» إلى الربحية في الربع الأخير، بفضل إثارة المستثمرين حول الذكاء الاصطناعي الذي عزز قيمة بعض الشركات الناشئة التي استثمر فيها. ومع ذلك، منعت خسائرها السابقة «سوفت بنك» من تأمين مستثمرين خارجيين لصندوق «فيجين 2»، الذي جاء رأس ماله البالغ 56 مليار دولار من الشركة اليابانية وإدارتها، بما في ذلك الرئيس التنفيذي ماسايوشي سون.
وقد يؤدي تحقيق مكاسب كبيرة غير متوقعة لمستثمري «فيجن 1» إلى تعزيز فرص «سوفت بنك» في الاستفادة منهم للحصول على رأس المال مرة أخرى في المستقبل.
وقالت المصادر: «إن سون، قد تنحى عن مداولات فيجن 1 بشأن هذه المسألة، حتى يتخذ الصندوق قرارًا بشكل مستقل لصالح مستثمريه».
وأضاف أحد المصادر أن «لجنة الاستثمار في فيجن1 والمجلس الاستشاري للاستثمار في سوفت بنك، بحضور ممثلين عن مستثمري الصناديق، يديرون المفاوضات».
ولا يمكن معرفة التقييم الدقيق ل «آرم» الذي يناقشه الجانبان لصفقتهما، وحذرت المصادر من أنه من الممكن عدم التوصل إلى اتفاق.
وإذا تم التوقيع على صفقة، فسوف تبيع «سوفت بنك» عددًا أقل من أسهم «آرم» في الاكتتاب العام، ومن المرجح أن تحتفظ بحصة تتراوح بين 85% و90%، وفقًا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المفاوضات سرية.
نعمة للمستثمرين
وسيكون الاكتتاب العام الأوّلي لشركة «آرم» نعمة ليس فقط لصندوق «فيجن1»، ولكن أيضًا ل «سوفت بنك»، التي أبلغت عن خسارتها الفصلية الثالثة على التوالي الأسبوع الماضي. وقد تأثرت بالتراجع في تقييمات ممتلكات كبرى مثل شركة التجارة الإلكترونية الصينية «علي بابا» وشركة الاتصالات الألمانية دويتشه تليكوم وشركة الاتصالات اللاسلكية الأمريكية «تي موبايل».
وباعت «سوفت بنك»، التي استحوذت على «آرم» مقابل 32 مليار دولار في عام 2016، حصة 25% في الشركة إلى صندوق «فيجن1» مقابل 8 مليارات دولار في عام 2017. كما أجرت «سوفت بنك» محادثات مع العديد من شركات التكنولوجيا حول جعلهم مستثمرين أساسيين في «آرم» قبل الاكتتاب العام، بما في ذلك «أمازون» بحسب ما ذكرت «رويترز».
وقالت «سوف بنك» الأسبوع الماضي: «إن صندوق فيجن1 حقق مكاسب قدرها 12.4 مليار دولار على 89.6 مليار دولار من الاستثمارات، بينما تكبد رؤية 2 خسارة قدرها 18.6 مليار دولار على 51.8 مليار دولار من الاستثمارات».
وكان عملاق الاستثمار في «وضع الدفاع» منذ مايو 2022 بعد انهيار التقييمات التكنولوجية، وسط ارتفاع في أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي. ولكن في يونيو، قال سون: «إنه كان يخطط للتحول إلى وضع الهجوم وسط فورة الذكاء الاصطناعي».
وبدأت «سوفت بنك» الاستعدادات للاكتتاب العام لشركة «آرم» بعد انهيار صفقة بيع الشركة لشركة «انفيديا» مقابل 40 مليار دولار العام الماضي، بسبب اعتراضات من هيئات مكافحة الاحتكار الأمريكية والأوروبية. ويمكن أن يجمع الاكتتاب العام الأوّلي لشركة «آرم» الآن ما يصل إلى 10 مليارات دولار.
وحققت أعمال «آرم» أداءً أفضل من صناعة الرقائق الأوسع، لأنها ترخص التصميمات بدلاً من الدفع لإنشاء أنظمة المعالجة نفسها. وأصبحت تقنيتها موجودة في كل مكان في الهواتف الذكية ومراكز البيانات. ومع ذلك، فقد ضعف الطلب على الهواتف الذكية مؤخرًا، مما أثر في أرباح شركة «آرم». (رويترز)
