القاهرة: «الخليج»
قال د. أحمد رجب، القائم بأعمال نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب: «إن الأزياء العالمية مستوحاة في أغلبها من الحياة المصرية القديمة، التي ما زالت تمثل مصدراً للإلهام والوحي للعالم أجمع».
وأكد في محاضرة له ضمن فعاليات معسكر القيادة الفعالة الأول، الذي تنظمه جامعة القاهرة، تحت عنوان «تطوير الوعي الوطني»، برعاية د. محمد الخشت رئيس الجامعة، أن الإنسان المصري هو أقدم الحرفيين في التاريخ، فهو حفيد بناة الأهرامات، مشيراً إلى أن الحضارة المصرية القديمة شهدت تقدماً كبيراً في الطب والفلك والكيمياء والهندسة وغيرها من العلوم، إضافة إلى الجيش النظامي، وبالتالي مثلت هذه الحضارة بداية تشكيل الوعي والفكر المجتمعي لدى المصريين.
وأضاف أن مثلث الحضارة لا يزال يعيش في المصريين وطباعهم وحكاياتهم وأمثالهم، التي ترجع إلى أصلها الفرعوني والإسلامي، مستعرضاً تاريخ تأسيس العديد من المناطق المعروفة داخل مصر، وأسباب تسميتها.
وأشار د. رجب إلى أن الدولة المصرية مرّت بمرحلة دخول الإسلام إلى مصر على يد عمرو بن العاص، بمراحل متنوعة تحت حكم الأمويين والعباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وأسرة محمد علي، وهو ما صاحبه وجود العديد من العواصم.
وأكد أن مصر عبر تاريخها لم يسقط منها فترة واحدة إلا وكان بها حضارة وآثار، وبالتالي امتلكت الدولة المصرية خصوصية وتراثاً حضارياً يجعلها أقوى من أي حضارة، موضحاً أن حضارة الدولة المصرية وخبراتها ليست حصيلة يوم واحد، لكنها حضارة متراكمة من نتاج آلاف السنين.
وأوضح د. أحمد رجب، أن التاريخ هو ما يميز مصر عن غيرها، خاصة أن الحضارة المصرية القديمة بدأت بالأسرة الأولى الفرعونية، التي كونها الملك مينا موحد القطرين.
ولفت إلى أن حضارة مصر بها 30 أسرة، بداية من عصر الدولة القديمة، وكانت بداية بناء الأهرامات في عصر الأسرة الثانية، كما شهدت الأسرة الخامسة قمة تطور بناء الأهرامات، الذي استمر حتى الأسرة العاشرة، ثم عصر الدولة الوسطى من الأسرة 11 إلى الأسرة 18 التي شهدت نقوش المقابر والمعابد.
وقد جاء بعدها عصر الدولة الحديثة، الذي استمر حتى الأسرة 19، الذي يمثل عصر الازدهار والتطور الكبير، وظهر به أغلب الملوك المعروفين، مثل أحمس ورمسيس الثاني وتوت عنخ آمون.
وقال: «إن الحضارة المصرية هي ميراث للإنسانية كلها، لأن مصر هي مهبط الديانات والحضارات، وليس لها مثيل على كوكب الأرض، من حيث التنوع، وهو ما يجب أن ينعكس على حاضر المصريين ومستقبلهم».
وفي السياق، تواصل جامعة القاهرة فعاليات معسكر القيادة الفعالة الأول، في إطار مشروع الجامعة لتطوير العقل المصري، وبناء جيل جديد من الشباب يمتلك عقلاً علمياً وطنياً، في ضوء حرص الجامعة على رفع درجة وعي طلابها وإدراكهم لأهمية المشاركة الإيجابية في صناعة مستقبل الوطن، وتأهيلهم لخدمة مجتمعهم على الوجه الأكمل.
واستضاف المعسكر في رابع لقاءاته، الدكتور عبدالله التطاوي، المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، والدكتور مجدي عمر، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، ومنسقي الأنشطة الطلابية، و«طلاب من أجل مصر» المشاركين في معسكر القيادة الفعالة.
ويأتي المعسكر في إطار مشروع فكرى تتبناه جامعة القاهرة، بهدف تطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري، وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي.
