عادي

مضاعفات حقن البوليمرات «التجميلية» تلاحق فنزويليات

18:16 مساء
قراءة دقيقتين
د.خوان كارلوس (أ.ف.ب)
بوليمرات

تسير ماريا سانشيز (50 عاماً) ببطء داخل منزلها في كاراكاس، وهي تحمل كيسَي تصريف معلّقين في خاصرتها، بعد خضوعها لعملية جراحية هي الثانية لها. فبعد 10 سنوات على تلقيها حقن البوليمرات الحيوية لزيادة حجم جسمها، تعاني راهناً تبعات قرارها.

وتمتد إحدى الندوب عبر أسفل ظهرها، لتذكّرها بأوّل عملية خضعت لها قبل ثمانية أشهر لإزالة 90% من 125 ملليمتراً من البوليمرات الحيوية حُقنت بها عام 2006.

وتقول لوكالة فرانس برس «أنا مشوّهة» و«عليّ أن أتحمّل».

وحُظرت البوليمرات الحيوية غير المغلفة التي يتم حقنها وتتوسّع داخل الجسم على عكس الأطراف الاصطناعية، في فنزويلا سنة 2012، بعدما كانت تُستخدم بصورة كبيرة ومدى سنوات في صالونات التجميل وحتى في العيادات الطبية.

وتُعدّ الجراحات التجميلية تقليداً راسخاً في فنزويلا التي تشتهر بملكات جمالها اللواتي يشاركن في مسابقات الجمال العالمية.

وكانت حقن البوليمرات الحيوية تبدو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بمنزلة عملية ثورية تجنّب مستخدميها الخضوع لعمليات جراحية.

ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الأشخاص الذين واجهوا مضاعفات خاصة بالبوليمرات الحيوية.

ويقول الجراح خوان كارلوس بلانكو الذي يسعى إلى ترميم الضرر الناجم عن تحلل البوليمرات الحيوية «ما يخرج من الجسم هو زيت». وتولّى منذ سنة 2018 معالجة نحو 50 حالة، تعيّن خضوع 20 منها إلى عمليات جراحية، على غرار ما حصل مع ماريا سانشيز.

وتعطّل البوليمرات الحيوية جهاز المناعة الذي لا يتوقّف عن محاربتها، ما يعرّض الشخص إلى حمى وتورّم وآلام.

ويتّفق الجراحون على أنّ إزالة كامل المادة المحقونة خطوة مستحيلة. ويؤكّد الطبيب بلانكو أنّ أي متخصص يدّعي عكس ذلك يكون «كاذباً»، مضيفاً «ستبقى كمية ما ولو صغيرة داخل الجسم».

وكان يوصَى قبل اعتماد التقنيات الجراحية، بعدم لمس المنطقة المصابة.

وتروي سوزانا أنها بعدما مرضت، خضعت سنة 2017 لعملية جراحية بتقنية محظورة مشابهة لشفط الدهون، في خطوة تصفها بـ«الخطأ». وكلّفتها هذه العملية ثلاثة آلاف دولار، فيما زادت من «سوء» وضعها. وتقول: «لم أعد أستطيع المشي». وفي عام 2019، خضعت لعملية جراحية طارئة كلّفتها خمسة آلاف دولار.

وتظهر الندوب على القسمين العلوي والسفلي من أردافها، وقد أصيبت بضرر بسبب العمليتين الجراحيتين، فيما تنتظر الخضوع لعملية ثالثة.

وتقول: إنّ «الطبيبة المتخصصة ستزيل أكبر كمية ممكنة من السائل، وقالت لي ألّا أكرهها في حال عادت أردافي مسطّحة»، مضيفة: «لن أشعر بأي كره تجاهها؛ بل سأكون ممتنة جداً لها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4unaf5s2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"