زيارة تثير القلق

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

قضيتان أثارتا اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، في زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون إلى روسيا، الأولى تتعلق بالمباحثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخصوصاً ما يتعلق بالأسلحة، والثانية وسيلة النقل التي استخدمها للانتقال من بيونغ يانغ إلى محطة القطارات في بريمورسكي كراي بجنوب شرقي روسيا.

كما هي عادة كيم إيل سونغ الجد، وكيم جونغ إيل الأب، فإن حب ركوب القطارات متأصل في هذه العائلة، لذلك استخدم كيم جونغ أون «القلعة المتحركة» في رحلته إلى روسيا، وهي قطار مصفح أخضر اللون مجهز بأسلحة ومرافق اتصالات عالية التقنية، وقاعات استقبال ومؤتمرات.

وكان استخدم «القلعة المتحركة» خلال زيارته إلى بكين عام 2018، ثم إلى مدينة فلاديفوستوك عام 2019، وخلال مشاركته في قمة هانوي مع الرئيس دونالد ترامب عام 2019.

لكنها الزيارة الأولى التي يقوم بها كيم خارج بلاده منذ أربع سنوات، وقد أثارت الكثير من التساؤلات والقلق في العواصم الغربية، وتحديداً في الولايات المتحدة، التي حذرت كوريا الشمالية من أنها «ستدفع الثمن» إذا ما أرسلت أسلحة لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت أن بوتين يريد الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية، فيما يريد كيم الحصول على تقنيات متقدمة للأقمار الاصطناعية والغواصات، إضافة إلى مساعدات غذائية.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أعرب عن قلق بلاده إزاء التقدم السريع في مفاوضات شحن الأسلحة من بيونغ يانغ إلى موسكو.

لكن من الواضح أن روسيا وكوريا الشمالية لا تلقيان بالاً للتهديدات الغربية، طالما أنهما يتعرضان لعقوبات غربية مماثلة، ويشعران بتعرضهما لتهديد مشترك، فيما تواصل الدول الغربية تزويد أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة، كما تقوم الولايات المتحدة بتشديد الحصار على بيونغ يانغ، وتزوّد كوريا الجنوبية بالأسلحة، وتقوم بمناورات عسكرية متواصلة معها، إضافة إلى وجود نحو 28 ألف جندي أمريكي على أراضيها.

إذاً، ترى موسكو وبيونغ يانغ أن من حقهما اتخاذ ما يلزم من قرارات تتوافق مع مصالحهما، بمعزل عن التهديات الغربية. وقد أعلن ذلك صراحة المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بقوله: «إن روسيا وكوريا الشمالية غير مهتمتين بالتصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة».

الرئيس الروسي الذي استقبل الزعيم الكوري الشمالي في قاعدة فوستوشني الفضائية، وهو أحدث موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية الروسية، صافح ضيفه قائلاً: «أنا سعيد برؤيتك..هذه قاعدتنا الفضائية الجديدة»، وأشار إلى أن بلاده ستساعد كوريا الشمالية على بناء أقمار اصطناعية. وعندما سئل عمّا إذا كان هو وكيم سيتناقشان بشأن إمدادات الأسلحة قال: «سنناقش كل القضايا».

وكان الزعيم الكوري الشمالي أكد خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في يوليو/تموز الماضي، عزمه على تعزيز التعاون العسكري والأمني بين بيونغ يانغ وموسكو.

كل مجالات التعاون بين البلدين مطروحة للنقاش، ومن بينها التعاون العسكري، ما دامت الولايات المتحدة تمارس سياسة مجابهة واضحة ضدهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/sjckuyr8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"