عادي
ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان

«الأدب الموريتاني» يواصل دراسة ملامح السرد «الشنقيطي»

23:38 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير يتوسطان الكتاب والشعراء الموريتانيين

نواكشوط: «الخليج»

ضمن فعاليات مهرجان الأدب الموريتاني، شهد بيت الشعر في نواكشوط ثاني أيام المهرجان الذي يأتي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني.

حضر الجلسة الثانية عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعدد كبير من مثقفين وأدباء موريتانيين وعرب، إلى جانب أساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي السرد والشعر العربي.

وسلّطت عناوين ثاني الأيام، الضوء على راهن وتاريخ والقصة القصيرة في موريتانيا من جانب، والرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر من جانب آخر.

حمل المحور الثاني عنوان «راهن القصة الموريتانية» لكل من: د. محمد الحسن محمد المصطفى «القصة القصيرة في موريتانيا- النص والقراءة»، ود. إزيد بيه محمد البشير «ملامح الخصوصية والتفرد في القصة»، ود. أم كلثوم المعلى «الإسهام النسائي في مجال القصة»، ود. محمد الحافظ محمد الفتح «آفاق القصة القصيرة في موريتانيا».

وتناول المصطفى الحصيلة الإبداعية القصصية الموريتانية، وأشار إلى أن القصة القصيرة مشهد يبرز لحظة زمنية، أو موقفاً معيناً عن طريق تقنية السرد المركز، وعرض تطور القصة القصيرة في موريتانيا، ثم توقف ملياً عند اتجاهات دراستها، وقارن بين مناهج تنظر إلى النص من خارجه معولة على التفسير من خلال السياقات التاريخية والاجتماعية، والنفسية وغيرها، وأخرى تتخذ النص منطلقاً للوصف ومن ثم التأويل بمستوى من مستوياته المختلفة.

وتطرق محمد البشير لثلاث مسائل تتعلق أولاها بنشأة الأدب العربي الموريتاني الفصيح، وظروف ظهور أهم أجناسه، ومنها الرواية، وتتعلق الثانية بالنظام التعليمي الموريتاني، أو بما عرفته هذه البلاد من أنظمة تربية وتعليم منذ صار لها وجود قائم بنفسه، وصارت تعرف وتذكر باسمها القديم «بلاد شنقيط» أو باسمها اليوم «موريتانيا». واتصلت المسألة الثالثة باللغة مادة الأدب ومنها الرواية.

وناقشت د. أم كلثوم المعلى في ورقتها الإسهام النسائي في مجال القصة الموريتانية، طبيعتها وملامحها، من منطلق ما يلاحظ من ميل المرأة الكاتبة إلى جنس القصة.

وسعى محمد الفتح إلى تقديم صورة عن القصة القصيرة تساعد المتلقي على تبين آفاق هذا الشكل من الكتابة، واعتمد منهجاً يجمع بين السرديات الوصفية من جهة والموضوعاتية من جهة أخرى نظراً لطبيعة النصوص.

وشهد اليوم الثاني خلال جلسة مسائية المحور الثالث «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر»، وتحدث في الجلسة: د. محمد الأمين مولاي إبراهيم بورقة «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد الراهن»، ود. سيدي محمد أمين: «ملامح الخصوصية في الرواية الموريتانية»، ود. أحمد أكاه بورقة «نحو نمذجة الرواية العربية في موريتانيا»، ود. محمد أحظانا بورقة «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى الحاضر».

وحاول المتحدثون العودة إلى نشأة الرواية الموريتانية من جانب، والتطرق إلى حاضرها، فيما عدد النقاد السمات الأبرز في هذه الرواية التي بدأت تأخذ مكانة مرموقة في الساحة الأدبية الموريتانية، وحتى العربية أحياناً، وبخصوصية تميزها عن غيرها من الكتابات السردية العربية المركزية.

شهادات

في فقرة «شهادات»، قدم الكتّاب: الشيخ ولد أحمدو شهادة بعنوان «الكتابة الروائية بين الهواية والاحتراف»، ومحمد ولد سالم بعنوان «الكتابة الروائية في مجتمع الإنشاد»، والشيخ نوح بعنوان «مستقبل السرد الموريتاني من خلال تجربتي في الكتابة الروائية».

وقال ولد سالم: «تدفعني طبيعة الشهادة الأدبية إلى تناول موضوع «الكتابة الروائية في مجتمع الإنشاد» من زاوية شخصية، وليس من زاوية تاريخية موضوعية، فالشهادة الأدبية تعنى بما عاشه الكاتب وما خبره وخرج به من تجربته الكتابية، فلذلك لن أتناول تاريخ الكتابة الأدبية النثرية والأشكال السردية، التي كانت موجودة منذ القدم في مجتمع الإنشاد أي «مجتمع الشعر» وهو هنا المجتمع الشنقيطي الذي كان تشبع بالشعر وارتوى منه.

من جانبه، أشار أحمدو إلى أن شهادته أقرب لعرض لنشأة الرواية الموريتانية، والمراحل الأولى من تطورها، موضحاً أنها في نفس الوقت يمكن اعتبارها ممارسة وتجربة ذاتية، ومعاصرة لنشأة هذا الجنس الأدبي وتطوره في موريتانيا.

وقال نوح إن تجربته في كتابة السرد جعلته يعي مجموعة من التحديات في هذا الاتجاه، ولعل أبرز هذه التحديات يتمثل في غياب أرضية من المنجز السردي يمكن الركون إليها لكتابة رواية موريتانية، معللاً أن ضآلة هذا المنتج وتأخره الكبير، لم يكن في صالح الأجيال اللاحقة التي قد تتبنى مشروعاً سردياً متكاملاً، ليس فقط بسبب أن هذا المنجز قليل ومتباعد زمنياً، وإنما أيضاً لأن الثيمات التي لامسها هذا السرد ليست الثيمات نفسَها التي اقتربت منها في مشروعي السردي.

حمل المحور الرابع عنوان «السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية»، بمشاركة د. محمد تتا مصطفى بورقة «خصوصية السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية»، ود. محمد الأمين الشيخ أحمد «السرد الحديث في موريتانيا واستثمار الموروثات المحلية»، ود. الحسن محمد محمود «السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي الحديث»، ود. أحمدو لكبيد «السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي القديم».

وتضمنت فعاليات المهرجان ندوة «الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد»، بمشاركة: د. الشيخ سيدي عبدالله، ود. أحمد أبو بكر الإمام بورقة ود. ولد متالي لمرابط محمد.

طقوس

أوضح لمرابط أحمد أن المشهد الشعري الموريتاني متعدد الأوجه، له طقوسه الكتابية الخاصة، وتتوزعه مجموعة من الرؤى الإبداعية المركزية، مبيناً أنها ينتمي بعضها إلى حقل التقليد، وينتمي الآخر إلى بوابة التحديث وبين هذا وذاك نقاط عبور لكل منها سمتها الخاصة، وخلفيتها المعرفية المؤثرة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vcc59ns

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"