عادي

الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً من إبداع مصممي الأزياء

16:33 مساء
قراءة 3 دقائق
تصميم أزياء بواسطة الذكاء الاصطناعي

يُحدث الذكاء الاصطناعي تَحوّلاً أيضاً في عالم الأزياء، لكن هذه التكنولوجيا الآخذة في الازدهار لن تتمكن يوماً من أن تكون بديلاً من إبداع المصممين، بحسب المسؤول عن مشروع رائد، إلا أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في عالم الأزياء ليس واضحاً.

أما على صعيد مخاوف المصممين من أن تحل المعلوماتية محل العملية الإبداعية البشرية، فإن المفتاح، بحسب مدير الكلية الملكية للفنون نارين بارفيلد، هو معرفة من يتحكم في عملية اتخاذ القرار.

وابتكر كالفن وونغ أول برنامج ذكاء اصطناعي يتولى إدارته مصمم أزياء، ويُعرف باسم Interactive Design Assistant for Fashion (أي «مساعد تصميم الأزياء التفاعلي القائم على الذكاء الاصطناعي» أو اختصاراً AiDA (أيدا)، ويستخدم البرنامج تقنية التعرف إلى الصور للانتقال بسرعة أكبر من مسودة رسم التصميم الأولى إلى مرحلة عرض الأزياء.

ويقول وونغ في لندن: إن «مصممي الأزياء يحمّلون على البرنامج رسوم الأنماط المطبّعة والألوان التي يعتزمون استخدامها ومسودة رسومهم الأولى، وبعد ذلك، يمكن لأداتنا التعرف إلى عناصر التصميم هذه وتقديم اقتراحات أخرى للمصممين لتحسين تصميمهم الأولي وتعديله».

ويتحدث كالفن وونغ عن أهمية برنامج «أيدا»، وقدرته على أن يقدّم للمصمم «كل النماذج الممكنة» للتصميم الواحد، وهو ما يستحيل من دون الذكاء الاصطناعي.

وعُرضت في معرض «أم بلاس ميوزيزم» في هونغ كونغ خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي تشكيلات لأربعة عشر مصمم أزياء أسهمت هذه الأداة في وضعها.

ويشدد كالفن وونغ على أن هذه الأداة تهدف إلى «تسهيل وحي» المصممين، لكنها ليست «بديلاً من إبداعهم». ويعلق قائلاً «يجب أن نولي الأهمية الأكبر للإبداع الأصلي للمصمم».

ويدير وونغ مختبر الذكاء الاصطناعي في التصميم «أيد لاب» (AidLab)، وهو مشروع بحثي مشترك بين الكلية الملكية للفنون في المملكة المتحدة وجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، حيث يعمل أستاذاً لمادة الأزياء.

الحفاظ على المهارات

يلاحظ نائب مدير الكلية الملكية للفنون نارين بارفيلد، أن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الأزياء سيكون «تحويلياً».

ويضيف: «سيكون هذا التأثير هائلاً بدءاً من مرحلة ولادة الفكرة والتصميم مروراً بالنموذج الأول وصولاً إلى التصنيع والتوزيع وإعادة التدوير النهائية».

وبدأ اعتماد شخصنة التصاميم لتوفير تجربة أفضل للزبائن بفضل تحسين التوصية بمنتجات معينة وتعزيز فاعلية عمليات البحث، ما يساعد المتسوقين على العثور على ما يريدون بسرعة وسهولة أكبر.

ولكن مع تطور التكنولوجيا، تتطور أيضاً مجموعة البرامج التي تتمتع بدرجة عالية من التخصص.

ولا يعدو برنامج «أيدا» كونه واحداً من مشاريع «ايدلاب» الأخرى التي تعرض في لندن خلال أسبوع الموضة.

ويُعرض أيضاً مشروع Neo Couture «نيو كوتور» الذي يهدف إلى الحفاظ على المهارات والتقنيات المتخصصة التي يستخدمها المصممون. وتُنشئ هذه الأداة نظاماً تدريبياً قائماً على الذكاء الاصطناعي يسهل تعليم تقنيات الخياطة.

تحت السيطرة

تعترف مؤسِسة ماركة «كولينا سترادا» في نيويورك هيلاري تايمور بأنها استخدمت مع فريقها منشئ الصور «ميدجورني» لتصميم تشكيلتها التي عرضت في أسبوع الموضة في نيويورك مطلع أيلول/سبتمبر الجاري.

ومع أن هيلاري تايمور لم تستخدم سوى صور لتصاميم قديمة تابعة لدارها لابتكار تشكيلتها لربيع وصيف 2024، فإن مشكلات قانونية يمكن أن تمنع الملابس المولدة بالذكاء الاصطناعي من الظهور على منصات عروض الأزياء.

وتتوقع أمينة متحف التصميم في لندن ريبيكا لوين «أن يثير المصممون قضايا حقوق الملكية الفكرية». وتعتبر أن هذه المسألة قد تستغرق الكثير من العمل لتنظيمها.

ورجّح نارين بارفيلد أن «تستثمر الشركات» في الذكاء الاصطناعي وتتبناه بسرعة إذا كان يوفّر لها ميزة تنافسية. والأمر الوحيد الذي يعيق الشركات حالياً هو الاستثمار الضخم في البنية التحتية اللازمة، على حد قوله.

وأضاف: «لكن بمجرد أن تفعل، سيحقق لها ذلك وفراً».

ويوضح أن المسألة يمكن أن تُطرح مع استخدام خوارزمية توصف ب«الجينية»؛ إذ تتيح للكمبيوتر أن يُنتج استناداً إلى الرسم الأول بعد تحميله ألف رسم آخر مختلف عن الأصلي، ما قد يستلزم من المصمم البشري أسابيع.

ولكن إذا بقي المصمم متحكماً في البرنامج، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفّر فوائد كبيرة من خلال تسريع العملية كثيراً من دون جعل البرنامج يتخذ القرارات بدلاً من المصمم، بحسب بارفيلد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ardxtkpv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"