القاهرة: «الخليج»
يقدم متحف هيئة الأرصاد الجوية في مصر، سجلات نابضة بالحياة، عن أحوال الطقس التي مرت على البلاد، خلال فترة تصل إلى نحو قرن، وينقل الزائر في رحلة عبر التاريخ، إلى العصور الأولى للحضارة المصرية القديمة، والأدوات التي ابتكرها المصريون القدماء لمعرفة الوقت وتقلب الفصول، واستخدام تلك الآلات في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية.
وتعد جدارية «الرياح الأربعة»، واحدة من أبرز المقتنيات الموجودة في المتحف، وقد عثر على تلك الجدارية في معبد حتحور، الكائن بدير المدينة في الأقصر، وهي توضح كيف اهتم المصري القديم برصد جميع الظواهر والتغيرات المناخية والفلكية ودراستها، ومن بينها الرياح التي قام بتقسيمها وفقاً لاتجاهاتها، وذكرها في العديد من النصوص القديمة، مثل نصوص الأهرام، وكتاب الموتى.
ويضم المتحف العديد من المقتنيات، من بينها نموذج لساعة مائية تعود لعصر الملك امنحتب الثالث، كانت تستخدم لتحديد الوقت، في معبد آمون رع بالكرنك، وتتكون الساعة من اثني عشر عموداً منفصلاً، مع علامات متباعدة في الداخل، لقياس مرور الساعات، عن طريق استخدام تدفق المياه، وقد استخدمت هذه الساعة لتحديد الوقت في المساء من قبل الكهنة.
ويعد قسم الوثائق والسجلات، واحداً من أهم الأقسام داخل المتحف، إذ يضم العديد من الدراسات النادرة عن مناخ الدلتا، خلال نهايات القرن السابع عشر، وبدايات القرن الثامن عشر، إلى جانب عدد من الوثائق التاريخية، التي تروي تاريخ بدء تسجيل الأرصاد في مصر منذ بدايات عهد محمد علي، وتغطي درجات الحرارة في القاهرة بشكل يومي، عند مواقيت الصلوات الخمس، وكانت تحدد عن طريق ترمومتر مئوي، في غرفة اتجاهها بحري بمدرسة المهندسخانة، كلية الهندسة جامعة القاهرة حالياً، فضلاً عن مجموعة من تقارير الطقس اليومي، خلال الفترة من بدايات القرن الماضي، وحتى مطلع السبعينات، مكتوبة بخط اليد، وتغطي عناصر الطقس المختلفة لأهم المدن، المصرية والسودانية، إضافة إلى مالطا وبرنديسي وتريستي بإيطاليا، وأثينا باليونان، وبيروت بلبنان.
يقسم متحف الأرصاد الجوية في مصر، حسبما تقول مروة سامي، الباحثة في إدارة المناخ بهيئة الأرصاد، إلى ثلاثة أقسام رئيسية، أحدها يضم السجلات التاريخية، فيما يضم القسم الآخر أجهزة الرصد النادرة، وتطور تلك الأجهزة على مر العصور، إلى جانب قسم خاص بالعصر الفرعوني.
