نوار القاسمي تفتتح معرض سامية حلبي في متحف الشارقة

الشارقة: «الخليج»

افتتحت الشيخة نوار القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون مساء أمس الأول الأربعاء، في متحف الشارقة للفنون، معرضاً للفنانة الفلسطينية الأمريكية سامية حلبي، وذلك بحضور كل من الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، وعائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، والفنانة سامية حلبي، والقيمة إيناس ياسين، وعدد من الشخصيات الثقافية، وجمهور كبير من متذوقي الفن.

يهدف المعرض الذي يستمر حتى السابع من يناير 2024، ويقام ضمن سلسلة معارض «علامات فارقة»، لتسليط الضوء على الشخصيات الفنية البارزة التي ساهمت في تطوير الفن الحديث في العالم العربي.

ويتضمن المعرض نحو 200 عمل إبداعي متعدد الأوجه لحلبي، أنتجتها سامية على مدار 6 عقود من مسيرتها الفنية، بدءاً باللوحات التجريدية والأعمال الرقمية إلى الرسومات الوثائقية القوية، والتي تمت استعارتها من مجموعات مختلفة محلياً ودولياً، بما في ذلك استوديو سامية حلبي في نيويورك.

ويمنح المعرض فرصة لاستكشاف تجربة سامية حلبي الفنية المميزة والتعرف إلى الدور الملهم كفنانة ومناضلة فلسطينية، في تشكيل المشهد الفني العربي المعاصر، الذي ترك بصمة قوية في عالم الفن.

نظرة شاملة

ويقدم المعرض نظرة شاملة على مسيرة الفنانة، باعتبارها أحد أبرز روّاد الفن التجريدي في العالم العربي، مستعرضاً أعمالاً تروي رحلة من استكشاف مفهوم صناعة الصورة والتجريد عبر عقود من العمل، وتعبّر أعمالها عن تفاعل المبادئ الهندسية مع الرؤية والإدراك، متجاوزة التشخيص الواقعي ليرتقي إلى ما هو جمالي، ما يجعلها نموذجاً فريداً في عالم الفن التجريدي.

وتتيح هيئة الشارقة للمتاحف للفنانة الفلسطينية، تقديم فلسفتها الخاصة حول صناعة الصورة والرسم كحقل فني مستقل عن ممارستها الفنية الملتزمة بتقديم الرواية الفلسطينية، كما يُمكّن المعرض الجمهور من التعرّف عن قرب إلى تطور وتنوع إبداعات الفنانة بصورة خاصة والمدرسة التجريدية بصورة عامة.

هذا وقد ثمنت «الشارقة للمتاحف» الدعم الكبير والمساندة التي وجدتها من مؤسسة حلبي، ووجهت شكرها إلى كافة الجهات التي أسهمت في الترتيبات التنظيمية لاستضافة المعرض في الشارقة.

يشار إلى أن المعرض الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، وتشرف عليه القيّمة إيناس ياسين، هو استمرار لمسيرة العطاء والتوهج والإبداع، وجزء من جهود الشارقة للترويج للفنون والثقافة وتقديم منصة للفنانين المتميزين في العالم، من خلال «علامات فارقة» التي تستضيف سنوياً فناناً متميزاً ممن أثروا المشهد الفني العربي، وتعد النسخة الأحدث من هذا المعرض فرصة استثنائية لاستكشاف إبداعات حلبي والتعرف إلى مسارها الفني المميز والثري.

جدير بالذكر أن الفنانة حلبي ولدت في القدس، فلسطين عام 1936، وتعد من روّاد الحركة التجريدية المعاصرة، انتقلت للعيش في أمريكا عام 1951، ورغم أنها عاشت معظم حياتها في أمريكا، فإن جذورها الفلسطينية لازمتها طيلة مسيرتها المهنية، وكانت رحلتها المؤثرة، من تجربة المنفى والتهجير في 1948 إلى الدفاع بلا هوادة عن الحقوق الفلسطينية وحقوق الإنسان، مصدر إلهام لمجموعة أعمالها العميقة، وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى سلسلة سيتم عرضها في المعرض، والتي تخلد ذكرى مجزرة كفر قاسم كتجسيد لإخلاصها لجذورها وتاريخ شعبها.

فعاليات

يتخلل «علامات فارقة» في نسخته الجديدة عدة فعاليات وورش تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، منها جولة بلغة الإشارة تستهدف ذوي الإعاقة السمعية، وجولات خاصة وبرامج تعليمية مجانية لطلاب المدارس.

وينظم متحف الشارقة للفنون بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة جلسة حوارية بعنوان «حوار مع سامية حلبي: بحضور قيّمة المعرض إيناس ياسين ويدير الحوار سلطان القاسمي» وذلك يوم غد السبت من الساعة 5:00 إلى 7:00 مساءً بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بالفن.

ومن الفعاليات الشائقة كذلك، تنظم الهيئة ورشة «موسيقى الألوان» المُلهمة التي تستند إلى أعمال سامية حلبي، لتوفر للأطفال من ذوي الإعاقة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاماً، فرصة لاستكشاف عالم الفن التجريدي والتعبير عن أنفسهم من خلال الألوان والأشكال، مع التعرف إلى تقنيات هذا الفن، وتشجع الورشة المشاركين على تكوين لوحاتهم التجريدية الخاصة، فيما تتيح ورشة «خط وفن» للمشاركين من عمر 18 عاماً فما فوق، مشاهدة لوحة «اللولب الأصفر»، للفنانة قبل أن يشرعوا في إبداع لوحاتهم الخاصة، فيما تتيح ورشة «سلسلة الإبداع» لليافعين، بين 13 و17 عاماً، اكتشاف تأثير الطبيعة في لوحات الفنانة سامية حلبي التجريدية، قبل أن يرسموا لوحاتهم الفنية تحت مؤثرات الطبيعة.