القوة الناعمة

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

مبارك الرصاصي

لم تعد كرة القدم كما كانت في السابق لعبة يتابعها عشاقها أينما كانت، بل حجزت لها مكانة بين الصفوف الأولى وبات صداها يصل قاعات السياسيين ومكاتب أصحاب القرار، وأصبحت إحدى وسائل القوى الناعمة التي تخاطب الشعوب وتؤثر فيهم.

ظهر كريستيانو رونالدو اللاعب البرتغالي مؤخراً بالزي السعودي التقليدي وهو يؤدي العرضة، إضافة إلى اللاعب ساديو ماني وبقية لاعبي النصر السعودي، بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني الثالث والتسعين، وانتشرت كذلك عبر وسائل الإعلام العالمية صور اللاعب نيمار رفقة كوليبالي ومالكوم وسافيتش وميشايل وبقية لاعبي الهلال، مرتدين الأزياء التقليدية للمشاركة في الاحتفالات ومؤدّين للرقصات التراثية على أنغام الأهازيج السعودية.

وبالتأكيد لا يخفى على الجميع مدى التأثير العالمي الكبير، الذي أرساه توجّه السعودية من خلال تطوير المنظومة الرياضية لديها، بضم واستقطاب أبرز لاعبي كرة القدم العالميين للأندية السعودية، واستخدام الرياضة كوسيلة وقوة ناعمة، الذي بدوره بات تأثيره كبيراً وجلياً لما تحظى به هذه الأسماء من شهره عالمية، وبطبيعة الحال ارتباط الصحف العالمية المهتمة بنشر كل ما يتعلق بهؤلاء النجوم، بالإضافة لحقوق بث نقل مباريات الدوري السعودي وما يتعلق به.

الرياضة أصبحت إحدى وسائل القوى الناعمة بجانب الاقتصاد والسياحة والفن والإعلام وغيرها من المجالات الاستراتيجية لبناء الصورة الذهنية للدول، وأصبحت طريقاً لتعزيز مكانتها وحضورها بين دول العالم، ويتأتى ذلك من خلال الاستثمار الرياضي بشتى صوره من شراء أندية أو استقطاب نجوم أو من رعاية كبرى المسابقات والمنافسات العالمية، وتحقيق مصالحها وسد الفجوات وتقريب وجهات النظر بغض الفوارق المختلفة، وهكذا أضحت كرة القدم من أهم مصادر الدخل القومي وتحقيق التنمية البشرية للدول إن أحسنت استغلالها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/z9hm98ne

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"