أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن أكثر من 1000 مستوطن ومتطرف يهودي اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح أمس الأربعاء، في وقت اتسعت فيه ظاهرة الإساءة إلى المسيحيين في القدس، بينما نظم مستوطنون مسيرة استفزازية في تل الرميدة بوسط الخليل، واعتقل الجيش الإسرائيلي تسعة أطفال من المدينة.
اقتحم أكثر من 1040 مستوطناً ساحة باب الأسباط بالزي الكاهنوتي الخاص بالاحتفالات الدينية، أمس الأربعاء، وشهدت أزقة البلدة القديمة بالقدس الشرقية ومحيط المسجد الأقصى، مسيرات كبيرة لمتطرفين إسرائيليين، وسط انتشار كثيف للجيش والشرطة الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى، والقيام بإبعاد المصلين عن المسجد، وعن الأبواب المؤدية إليه وتعنيفهم.
واستناداً إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فقد اقتحم الأقصى الأحد 789 مستوطناً، فيما اقتحمه الاثنين 1468، ليقوم 859 مستوطناً باقتحام المسجد أمس الأول الثلاثاء، وتمثل هذه الأرقام أضعاف عدد المستوطنين في الأيام العادية، حيث تراوح أعداد المقتحمين بين 100 200 يومياً، وتنادى المستوطنون لاقتحامات جديدة اليوم الخميس.
- الإساءة للمسيحيين
وفي نفس السياق، اتسعت ظاهرة الإساءة للمسيحيين، ورصدت الشرطة الإسرائيلية يهوداً متشددين، وهم يبصقون تجاه مسيحيين وأبواب كنائس بالبلدة القديمة في القدس خلال مسيرة شارك فيها رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، والذي دافع عن تصرفات المستوطنين المشينة بحق المسيحيين زاعماً أن عادة البصق هذه «عادة يهودية قديمة»
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت خمسة مشتبه بهم للاشتباه في قيامهم بالبصق تجاه المسيحيين والكنائس في البلدة القديمة بالقدس. وأمر قائد منطقة القدس بتشكيل فريق تحقيق خاص بمحافظة القدس لمعالجة أعمال البصق والكراهية تجاه المسيحيين في البلدة القديمة. وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت إن هناك معضلة قانونية تمنع مقاضاة هؤلاء لأنهم يبصقون على الأرض وليس باتجاه شخص معين.
بدورها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ظاهرة «البصق على غير اليهود التي يمارسها مستوطنون متطرفون خاصة بالبلدة القديمة في القدس»، معتبرة أنه «انعكاس لثقافة الكراهية والعنصرية والحقد التي يشرف على نشرها حاخامات كبار ومدارس دينية متطرفة، وتعكس تفشي التطرف في المجتمع الإسرائيلي، خاصة في أوساط غلاة المستوطنين، وهي تعبير عن موقف يبدأ بالبصق ثم يتحول إلى الضرب والقتل». وأعربت عن رفضها ل«تبريرات الجانب الإسرائيلي بشأن عدم إمكانية محاسبة الذين يرتكبون هذا الاعتداءات»، معتبرة أنه «نتاج لتحريض بشع يلخص إنكار الآخر واستباحة حياته والانتقاص منها».
- مسيرة للمستوطنين بالخليل
وفي مدينة الخليل، اقتحم عشرات المستوطنين البلدة القديمة بحماية الجيش الإسرائيلي، ونظموا مسيرة استفزازية انطلقت من محيط الحرم الإبراهيمي وصولاً إلى مدرسة أسامة بن المنقذ التي حولها الاحتلال إلى معهد ديني لتخريج الحاخامات، وأطلق عليها اسم مستوطنة «بيت رومانو».
وجاب المستوطنون شوارع وأزقة البلدة القديمة احتفالاً بالأعياد اليهودية، ورددوا هتافات عنصرية معادية للعرب أبرزها «الموت للعرب»، كما عرقلت القوات الإسرائيلية مرور المواطنين في البلدة القديمة، ومنعتهم من الوصول إلى منازلهم. واعتقلت القوات الإسرائيلية تسعة اطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و13 عاماً أثناء عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة.
في سياق متصل، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء، أن 1300 معتقل إداري (دون تهمة) في السجون الإسرائيلية خاضوا أمس الأربعاء إضراباً تضامنياً عن الطعام ليوم واحد، دعماً للأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 63 يوماً. (وكالات)
