عادي

وزيرة التعليم بإستونيا: الإمارات شريك حقيقي والرقمنة تجمعنا

20:34 مساء
قراءة 4 دقائق
1

حوار : محمد إبراهيم 

أكدت وزيرة التعليم والبحث في جمهورية إستونيا كريستينا كلاس، أنه على الرغم من استحواذ التكنولوجيا على مناحي الحياة بتطوراتها المشهودة، والذكاء الاصطناعي، الذي يعزز مكانته في المجالات كافة يوماً بعد آخر، يبقى التميز في قطاع التعليم وبناء الأجيال مرهوناً بتأهيل المعلم وتمكينه، إذ يعد محور التطوير والتغيير في القطاعات كافة.

وأفادت بأن الإمارات شريك استراتيجي لجمهورية إستونيا، وهناك تعاون كبير في مجالات عدة، أبرزها الابتكار والتعليم والرقمنة والأمن السيبراني والتكنولوجيا، ونركز على تعميق الشراكات في المرحلة المقبلة.

وقالت في حوار مع «الخليج» إن أبرز الملفات التي تعمل عليها إستونيا، تلك التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقليل مشاكل المناخ، وتخفيف آثاره باستخدام الوسائل الذكية وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي.

  • تحولات رقمية

في ردها على سؤال عن التحولات الرقمية واستحواذ أدوات الذكاء الاصطناعي وتنامي التكنولوجيا في قطاع التعليم، أكدت أن معظم المجتمعات تعتقد خطأ أن المعلم يمكنه تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بمجرد الطلب منه، ولكنها تناست أن تفعيل هذه التقنيات ينبغي أن يسبقه حجر أساس قوي يتمثل في إعداد كوادر مميزة قادرة على بناء جيل واع ومثقف.

وقالت: «بحسب تجربتنا يجب إتاحة المساحة للمعلم في فصله لاتخاذ القرارات واستخدام الطرق الخاصة به لتدريس الطلبة، ليتمكن المعلمون من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرقهم الخاصة، إذ إن طرائق التعليم والتعلم لا يمكن توحيدها بين المعلمين وفي مختلف المؤسسات، فلكل معلم أسلوب وطريقة تميزه، لذا يجب الوثوق به وتدريبه بشكل ممتاز، حيث ينعكس هذا في المتطلبات والمؤهلات، التي يجب عليه أن يمتلكها لأننا ندرب كفاءات عالية ونزودهم بأعلى الرواتب أيضاً».

  • طرائق التدريب

وفي وقفتها مع طرائق تدريب وإعداد المعلم في إستونيا، أفادت بأن المعلم هناك يحصل على أطول مدة دراسة بعد الأطباء، فكل التخصصات تدرس الجامعية لمدة 3 سنوات، أما المعلمون فيدرسون لمدة 5 سنوات، لأن المهارات التي يحتاجونها ليصبحوا خبراء في إدارة الفصول الدراسية عالية جداً، مبينة أن البلاد ركزت على تضمين الذكاء الاصطناعي في منظومتها التعليمية، ولكن لا يزال تطبيق هذه التقنيات على أرض الواقع مرتبطاً بتطوير وتأهيل المعلمين الذي يتصدر قائمة أولوياتنا القصوى.

  • أنظمة ذكية

وفي إجابتها عن سؤال عن توظيف أنظمة الذكية في القطاعات الحيوية في إستونيا، ونوعية التعاون بين القطاعات الحكومية في البلاد، قالت: «عبر تضميننا الذكاء الاصطناعي في التعليم، لابد لنا من التعاون مع وزارة الاقتصاد التي توفر التقنيات اللازمة، بالإضافة إلى اتفاقيات عديدة مع شركات تكنولوجية تحت مظلة وزارة الاقتصاد، لتطوير نظم وتطبيقات تساعد في تسهيل رحلة التعليم الذكي لدينا».

وأكدت أن أبرز الملفات الملحة التي تركز عليها حكومة إستونيا، تكمن في التركيز حالياً على إيجاد حلول ومعالجات لمشكلتين أساسيتين، من خلال تكاتف الجهات الحكومية كافة، أولاهما الحد من تأثير الأمراض النفسية، من خلال التعاون مع منظمات خارجية، إذ تم ابتكار تقنيات لمساعدة الطلبة في التعامل مع صحتهم النفسية، فعلى سبيل المثال تعاونا مع شركة تقنية تعليمية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير ألعاب تساهم في الحفاظ على صحتهم النفسية. أما المشكلة الثانية، فترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحديات المتعلقة بالمناخ، إذ إنه مع زيادة التوجه العالمي نحو تخفيف آثار التغير المناخي، كان لابد لإستونيا من الاستعانة بوزارة المناخ، لتوفير وسائل تعليمية ذكية ومبتكرة، ضمن المناهج الإستونية تساهم في تثقيف الطلبة وتوعيتهم عن أهمية اتخاذ تدابير لازمة للحفاظ على البيئة والحد من المشاكل المناخية.

  • نماذج التعاون

وفي استعراضها لبعض نماذج التعاون بين حكومتي الإمارات وإستونيا في مجال التعليم، أوضحت أن هناك مذكرة تفاهم في 2022، حول الابتكار والتعليم مع حكومة الإمارات، والتي مهدت الطريق لبدء مشاريع عديدة بين البلدين، ما يسهل هذا هو العامل المشترك بين حكومتي البلدين في تعزيز منظومة تعليمية رقمية بمعايير عالمية للحفاظ على هوية كلا البلدين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أن هناك اتفاقية تعاون ثلاثية الأطراف بين جامعة هاربيرج في دبي ومركز الإمارات السيبراني وشركة «نورتال» الإستونية الرائدة في المجال الرقمي.

  • تكنولوجيا متقدمة

وفي ردها على سؤال عن مشاركة إستونيا في معرض «جيتكس»، أفادت بأن إستونيا تركز على عرض إنجازاتها التكنولوجية المتقدمة، خلال أيام المعرض، فضلاً عن استكشاف فرص التعاون مع شركاء إقليميين وعالميين.

وأضافت أن جناح إستونيا يضم 12 شركة تكنولوجية متخصصة في مختلف مجالات الابتكار التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني والخدمات التقنية، إذ تركز جميعها على استثمار الفرصة السانحة المعرض الذي يُعد أحد أهم المعارض التقنية في العالم.

وقالت إن إستونيا تعد الآن واحدة من أهم الدول الرقمية على مستوى العالم، بفضل تجربتها الناجحة في توظيف التقنيات المبتكرة والمتقدمة في مجال الخدمات الحكومية، ما يضعها في صدارة المشهد التقني العالمي، إذ تحتضن عشر شركات أحادية القرن «يونيكورن»، وبتفوُّقها على غيرها من الدول الأوروبية بوجود أكبر عدد من الشركات الناشئة الناجحة فيها قياساً بعدد سكانها.

  • مزيج واسع

تحمل الشركات المشاركة في جناح إستونيا مزيجاً واسعاً من الخبرات والتخصصات إلى المعرض بدءاً من خدمات الدفاع السيبراني وحلول التنقل الذكية، وانتهاءً بخبراء عالميين في الاتصال ورواد في تكنولوجيا التدفق الميوني المصمَّمة لتعزيز ممارسات السلامة والبناء في العديد من الصناعات.

كادر

  • تقنيات مبتكرة

التقنيات المبتكرة التي تقدمها إستونيا ليست جديدة على المنطقة، فقد أدى إنشاء مجلس الأعمال الإماراتي الإستوني في عام 2022 إلى توطيد التعاون بين البلدين ودفع عجلته إلى الأمام، وتعد أبرز الاتفاقيات التي تم إبرامها مع الجانب الاماراتي، تلك التي تشمل شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات (أبو ظبي).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc84zh69

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"