قلق «ساعة يوم القيامة»

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من الواضح أن «الخيار النووي» بات أحد الخيارات المطروحة في ظل تصاعد الحرب الأوكرانية مع انعدام كل الحلول السياسية لوضع حد لها، ومع تأجج الصراع في الشرق الأوسط على خلفية المواجهات المدمرة في قطاع غزة، وقيام العديد من الدول الغربية بإرسال أساطيلها إلى سواحل البحر المتوسط، واحتمال توسيع رقعة الحرب في المنطقة، بما يحمله ذلك من احتمال مواجهات واسعة لن تكون الدول الكبرى بمنأى عنها.

في يوم 17 من الشهر الجاري، بدأ حلف الأطلسي مناورات «الظهيرة الصامدة»، في إطار ما يُسمى «ممارسة قدرات الردع النووي»، التي من المقرر أن تنتهي، اليوم الاثنين، بمشاركة 14 دولة، ونحو 60 طائرة من مختلف الأنواع، من بينها القاذفات الأمريكية بعيدة المدى (بي 52)، القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وطائرات استطلاع، وأخرى للتزود بالوقود. وتجري هذه المناورات فوق سماء بلجيكا التي تستضيف المناورات، وفوق بحر الشمال وبريطانيا. وقال الحلف إن هذه المناورات هدفها «ضمان بقاء الردع النووي للحلف آمناً وفاعلاً».

ويوم الأربعاء الماضي، قامت روسيا باستعراض قوتها النووية، من خلال مناورات ل«قوات الردع الاستراتيجي» تم خلالها إطلاق للصواريخ الباليستية والمجنحة «تحت قيادة القائد الأعلى للقوات الروسية فلاديمير بوتين» في إشارة رمزية لأهمية المناورات، بمشاركة القوات والوسائل البرية والبحرية والجوية لقوات الردع النووي، وتم كذلك، إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات «يارس»، والصاروخ «سانيفا» من بحر بارنتس من الغواصة الصاروخية «تولا» التي تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى مشاركة الطائرات بعيدة المدى من طراز «تو-إم أس». اللافت أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وصف هذه المناورات بأنها تدريب على تنفيذ «ضربة نووية هائلة، رداً على ضربة معادية محتملة».

وتزامنت هذه المناورات مع إعلان روسيا الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية للعام 1996 التي وقعتها 187 دولة، في حين أن الولايات المتحدة صادقت على المعاهدة من دون التوقيع عليها، كما أن بعض الدول رفضت التصديق عليها؛ مثل: الهند وباكستان وإسرائيل.

لم تعد مسألة الخيار النووي مستبعدة؛ بل باتت احتمالاً مثيراً للقلق، وكأن العالم بات على بعد خطوة واحدة من اللجوء إلى الأسلحة النووية، وأصبحت «ساعة يوم القيامة» تقف الآن عند 90 ثانية؛ أي أنها تحركت 10 ثوانٍ إلى الأمام هذا العام باتجاه نهاية العالم، وفقاً لعلماء الذرة. كذلك فإن الولايات المتحدة كانت أعلنت من جانب واحد الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، ومعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى. أي أن العالم فقد الغطاء الشرعي الذي يحول دون اندلاع حرب نووية محتملة.

إضافة إلى ذلك، لم تأخذ الدول النووية أي خطوة باتجاه لجم طموحاتها النووية، فكل الدول التي تمتلك أسلحة نووية، تقوم بتحديث ترساناتها وتطويرها، وترصد مليارات الدولارات من أجل ذلك.

هل نعيش إرهاصات حرب نووية باتت تطرق الأبواب؟ أم أن الذين يمسكون بالأزرار النووية يتجنبون «ساعة يوم القيامة»؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56k4cc23

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"