يواصل حوت الأوركا استهدافه للسفن الشراعية والقوارب الخاصة بالصيد على طول مضيق البحر الأبيض المتوسط بين المغرب وإسبانيا، فيما توجه أصابع الاتهام إليه في «غرق اثنين من الصيادين المغاربة منذ أكثر من سنة، لا يزالان مفقودين إلى حدود الساعة».
وكان قارب صيد مغربي قد وُجد دون صاحبيه، بعد تعرضه لهجوم مجهول أتلفه من قاعه قرب سواحل العرائش، فيما أكد المهنيون المغاربة بالقطاع، أن «حوت الأوركا وراء الواقعة»، لأن الهجوم مشابه لما تقوم به الأوركا عادة.
ويضع هذا الحيوان، لأسباب غير معروفة حتى الآن، قوارب الصيد والسفن المتوسطة ذات الأشرعة على طول مضيق البحر الأبيض المتوسط في قائمة أعدائه الكبار، وهو ما حدث ليخت شراعي بولندي دمر من القاع، ووجد في الأخير قبالة ميناء طنجة المتوسطي.
ويفسر العلماء الواقعة بأن «هذه الحيتان تقوم بذلك بدافع المرح، أو بفعل حوادث قد أزعجتها في السابق»، وفقاً لموقع هسبريس.
وبحسب رئيس غرفة طنجة المتوسطية للصيد البحري يوسف بنجلون، فإن هجوم الأوركا المتواصل مؤخراً على القوارب ذات الأشرعة يحتمل أن يكون سببه «حادثة لهذه القوارب قد أضرت بفرد من الأوركا كانت مجموعته بقربه وشاهدت الأمر».
وأشار بنجلون إلى أن «الأوركا ذكي للغاية وبدرجة لا تصدق، حيث يمتلك رؤية واسعة لمحيطه، وربما في مضيق البحر الأبيض المتوسط قد تعرض لمضايقة من إحدى السفن الشراعية، ثم بعدها بدأ يشرع في عمليات الانتقام».
وتابع: «يعمل هذا الحيوان بمنطق الذاكرة، وأي جسم عارضه أو شكل تهديداً له يعتبره عدواً كبيراً، ويقوم بعدها على شكل مجموعات بشن هجومات منتظمة وبذكاء كبير للغاية».
وعلى الرغم من غياب أي حل يمكن أن يتم به مواجهة تهديدات حيتان الأوركا، حسب بنجلون، فإن «التدابير التي يتم استخدامها مؤخراً من قبل السفن الشراعية السياحية هي إطلاق مفرقعات نارية تمكن من تخويف الأوركا وإجباره على التراجع»، مبيناً أنه «رغم ذلك فالأوركا يجد وسائل لتدارك هذه المفرقعات بفعل ذكائه الكبير».
وأكد رئيس غرفة طنجة المتوسطية للصيد البحري، أن حيوان الأوركا هاجم، خلال سنة 2023، في ثلاث مناسبات، قوارب صيد مغربية في عرض مضيق البحر الأبيض المتوسط، إذ يوجّه ضرباته بقوة ودقة كبيرتين نحو القاع.
