عادي
مشروع «شيراتا» في إندونيسيا بقدرة 145 ميجاواط

«مصدر» تدشن أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في جنوب شرق آسيا

20:51 مساء
قراءة 5 دقائق
«مصدر» تدشن أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في جنوب شرق آسيا
«مصدر» تدشن أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في جنوب شرق آسيا

أبوظبي: «الخليج»

بحضور جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، دشنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»،، وشركة «بي إل إن» التابعة لشركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا، محطة «شيراتا» للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة 145 ميجاواط في إندونيسيا (192 ميجاواط عند الذروة)، والتي تعد أكبر محطة من نوعها في جنوب شرق آسيا.

حضر مراسم التدشين الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وعارفين تصريف، وزير الطاقة والثروة المعدنية في جمهورية إندونيسيا؛ وإريك توهير، وزير المشروعات المملوكة للدولة في جمهورية إندونيسيا؛ ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»؛ ودارماوان براسودجو، الرئيس التنفيذي لـ «بي إل إن».

وتعد محطة «شيراتا» أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة تطوره شركة «مصدر» وأول مشروع طاقة متجددة للشركة في منطقة جنوب شرق آسيا. وتم بناء المحطة على مساحة 250 هكتاراً على سطح مياه سد «شيراتا» الواقع في مقاطعة جاوة الغربية. وستسهم المحطة في تزويد 50 ألف منزل بالكهرباء وتفادي انبعاث 214 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وكانت «مصدر» قد وقعت مؤخراً اتفاقية مع «بي إل إن نوسانتارا باور» لتطوير المرحلة الثانية من مشروع محطة «شيراتا» بقدرة تصل إلى 500 ميجاواط، وذلك بعد القوانين الأخيرة الصادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في إندونيسيا والتي تسمح بزيادة مساحة المسطحات المائية المخصصة لاستخدامات الطاقة المتجددة لتصل إلى 20%.

  • رؤية القيادة

وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، رئيس مجلس إدارة «مصدر»: «تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة ونشر حلول الطاقة النظيفة ودعم العمل المناخي، يأتي تدشين محطة ’شيراتا‘ للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة ليعكس الجهود الرائدة لشركة ’مصدر‘ في تطوير مشاريع طاقة متجددة توظف أحدث التقنيات المبتكرة وترتكز على شراكات فاعلة ومتينة».

وأشاد بجهود جمهورية إندونيسيا الصديقة في مجال تعزيز انتشار مشاريع الطاقة النظيفة وتطوير أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في المنطقة.

وأشار الجابر إلى أنه في ضوء اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات، يسهم هذا المشروع في تسليط الضوء على التقنيات المبتكرة مثل الألواح الكهروضوئية العائمة، خاصةً في ضوء الحاجة لتسريع التقدم في قطاع الطاقة النظيفة ومضاعفة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030،مؤكداً ضرورة تكاتف وتضافر جهود المجتمع الدولي لتحقيق تقدم ملموس لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.

  • علاقات التعاون

من جهته، قال عارفين تصريف، وزير الطاقة والثروة المعدنية في إندونيسيا: «يأتي تطوير محطة شيراتا للطاقة الشمسية العائمة ثمرة تضافر خبرات وجهود كل من شركة ’بي إل إن‘ الإندونيسية و’مصدر‘ الإماراتية، وذلك في إطار علاقات التعاون بين البلدين. وبالإمكان رفع القدرة الإنتاجية لهذه المحطة لتصل لنحو 1.2 جيجاواط في حال تم استغلال 20% من إجمالي مساحة بحيرة سد شيراتا».

وأضاف: «نأمل أن يسهم دخول محطة شيراتا حيز التشغيل في تعزيز ثقة المستثمرين وتشجيع الابتكار التكنولوجي الذي يقدم حلاً يساعد في تطوير مشاريع طاقة شمسية في المناطق التي تتسم بمحدودية الأراضي، سيما وأن إندونيسياً لديها إمكانات هائلة يمكن الاستفادة منها في تطوير مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة».

  • الحياد المناخي

من جانبه، توجه الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، بالتهنئة إلى فخامة رئيس جمهورية إندونيسيا وشعبها الصديق على تحقيق هذا الإنجاز البارز في إطار مساعيهم لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2060.

وقال: «يعكس مشروع محطة ’شيراتا‘ الصداقة الوثيقة التي تربط دولة الإمارات مع جمهورية إندونيسيا في مختلف المجالات، وكذلك علاقات الشراكة الوطيدة بين مصدر الرائدة في مجال الطاقة المتجددة وشركة بي إل إن نوسانتارا باور الإندونيسية، وهو امتداد لتاريخ طويل من التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والابتكار. ونتطلع إلى تعزيز صلات التعاون في المستقبل بما يسهم في دعم تحقيق التحول في قطاع الطاقة الإندونيسي».

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «يجسد تدشين محطة شيراتا التزام ’مصدر‘ بتطوير حلول تقنية مبتكرة عالمية المستوى تسهم في دعم مساعي الدول لتحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة. ويسرنا دخول أول مشروع طاقة شمسية عائمة نطوره بالتعاون مع شركة الكهرباء الحكومية ’بي إل إن’ حيز التشغيل، بما يسهم في دعم تحقيق أهداف إندونيسيا المتعلقة بالطاقة المتجددة. وقد اتفقت كل من مصدر و’بي إل إن’ في أكتوبر الماضي على مضاعفة القدرة الإنتاجية لهذا المشروع البارز بمقدار ثلاث مرات، بما يسهم في دعم جهود إندونيسيا في التخلص من الانبعاثات وتحقيق أهدافها في مجال الحياد المناخي».

من جهته، قال دارماوان براسودجو، الرئيس التنفيذي لـ «بي إل إن»: «تمثل محطة شيراتا نموذجاً ناجحاً لأهمية دور الشراكات والتعاون الدولي في خفض الانبعاثات وتسريع عملية الانتقال في قطاع الطاقة وتحقيق إندونيسيا للحياد المناخي بحلول عام 2060».

وتعد إندونيسيا سوقاً استراتيجية رئيسية بالنسبة لشركة «مصدر» في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تتطلع الشركة إلى توسيع محفظة مشاريعها في هذه المنطقة. وبالإضافة إلى مشروع شيراتا، دخلت «مصدر» قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في إندونيسيا من خلال استثمار استراتيجي في شركة «برتامينا للطاقة الحرارية الأرضية» في فبراير 2023، كما افتتحت «مصدر» أيضاً مكتب أعمال بجاكرتا في عام 2021 بهدف تعزيز العلاقات مع الجهات والشركاء الرئيسيين في المنطقة.

  • حصة الطاقة المتجددة

وتخطط إندونيسيا لزيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة لديها وتعهدت بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2060 أو قبل ذلك. والتزمت إندونيسيا بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 29% بحلول عام 2030، أو بنسبة 41% في حال تلقي المساعدة من المجتمع الدولي. وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات في أواخر الشهر الجاري، تأتي اتفاقية توسيع نطاق مشروع شيراتا لتعكس مدى التزام دولة الإمارات بدعم دول العالم لتحقيق خططها الخاصة بالحد من الانبعاثات الكربونية من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة.

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» فإن توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة قد يساهم في توفير الكلفة الإجمالية على الحكومة الإندونيسية بقيمة تصل إلى 51.7 مليار دولار سنوياً مع الأخذ بعين الاعتبار الكلفة المرتبطة بالتأثيرات السلبية الناتجة عن تلوث الهواء والتغير المناخي.

وتعتبر محطات الطاقة الشمسية العائمة حلاً فعالاً لدول مثل إندونيسيا التي تشهد تزايداً في عدد السكان وتتسم بمحدودية مساحة الأراضي، وترتفع كفاءة إنتاجية الألواح الشمسية في مثل هذه المحطات نظراً لقربها من سطح الماء مما يساعد على تبريدها، كما تعمل الألواح العائمة على الحد من التبخر، مما يساهم في المحافظة على المياه العذبة واستخدامها لأغراض الشرب والري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2y58n5f2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"