عادي
يتبناه «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب» سنوياً

«المُحكّم الواعد».. مشروع ملهم لصناعة المبدعين

22:22 مساء
قراءة 6 دقائق

تحقيق: مها عادل
اختتم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، فعاليات دورته العاشرة، مؤخراً، والتي نجحت في تمكين منتسبي مؤسسة «ربع قرن» من الشباب والأطفال من امتلاك الأدوات التعبيرية والمهارات الفنية والمعرفية، التي تساعدهم على التعبير عن أنفسهم، ورفع مستوى تواصلهم الفعّال مع العالم؛ حيث يمنح المهرجان سنوياً فرصة ذهبية للمبدعين الصغار بأن ينخرطوا في عملية تحكيم ونقد الأفلام المشاركة بالمسابقة من فئة الأفلام من صنع الصغار والمبتدئين، ليحمل كل منهم بطاقة «المحكم الواعد» التي تمنحهم صلاحيات اختيار الأفلام الفائزة بهذه الفئة، وهي مبادرة رائدة لإعداد الشباب والنشء، وليكون بمنزلة مشروع ملهم لصناعة المبدعين، وفق أفضل المعايير المتخصصة.
يقول الطالب سالم راشد السويدي، «16 سنة» محكم واعد في المهرجان عن تجربته: «بعد ستة أيام متتالية من العمل المتواصل طوال مدة المهرجان، استفدت الكثير من الخبرة والمعرفة على مستوى الفن وأدوات صناعة السينما، إلى جانب مهارات اجتماعية عن كيفية التعامل مع هذا العدد الكبير من الضيوف وعشاق الفنون من كل أنحاء العالم الذين اجتمعوا في إمارة الشارقة الباسمة، وعلاقتي بتطوير الذات بدأت منذ انضمامي لمؤسسة ربع قرن عام 2019». وأضاف: «في البداية كنت أخجل من الحديث على الملأ، ولا أستطيع أن أنخرط في هذا النوع من الأنشطة التي تتطلب التعامل المباشر مع الجمهور، لكن بعد أن شاركت في العديد من الورش والفعاليات التابعة للمؤسسة، لم يعد عندي خوف من التواصل مع الجمهور، وأعتقد بأن التعامل مع هذه المؤسسات التي تعمل على إعداد الشباب بكل المستويات الثقافية والنفسية، حوّل شخصيتي إلى الأفضل، وتعرّفت خلال المهرجان إلى أصدقاء من خيرة الشباب من دول عدة حول العالم، مثل عمان وسوريا وفرنسا وإسبانيا».

الصورة


مسؤولية
تتحدث الطالبة سيرين عثمان، «14 سنة»، عما اكتسبته في مشاركتها في مهرجان «المحكم الواعد»، وتقول: «هذه هي مشاركتي الأولى في المهرجان، وعندما سجلت نفسي للالتحاق بالمحكمين الصغار، لم أكن أفكر في اختياري لهذا الشرف العظيم، وبالفعل فاق حجم استفادتي من التجربة، مخيلتي وتوقعات أسرتي أيضاً، فقد اكتسبت الكثير من المعرفة والمعلومات من خلال ممارسة مهام عملي محكّماً دولياً، فقد حصلت على تدريب عملي امتد لشهور، من قبل متخصصين من إدارة المهرجان، وتعلمت من خلاله آليات التحكيم ومعاييره؛ حيث كان علينا أن نركز على الرسالة التي يحملها الفيلم، وكيف عبّر عنها المخرج، وزوايا الكاميرا التي تم استخدامها في تجسيد المشاهد المختلفة، وهذه التجربة حمّلتني مسؤولية وشرفاً وتقديراً أعتز به، وحفزتني على التعرف أكثر إلى أنواع من الثقافة والفنون ومعايير النقد والحكم عليها، وبالفعل كانت تجربة مفيدة وسّعت مداركي وعلمتني الكثير، وأشكر كل القائمين عليها».
تعليم وتطوير
تقول فاطمة عيسى حدادي، «19 سنة» طالبة وممثلة مسرحية مبتدئة: «أنا شغوفة بفن التمثيل منذ الصغر، ومثلت في مسرحية «فريج» مع مؤسسة سجايا فتيات الشارقة، وعندما قرأت عن المهرجان في مواقع التواصل الاجتماعي، قررت الانضمام لفريق المهرجان، وتقدمت للمشاركة مع صديقاتي، وبعد قبولي في فريق المحكّمين الواعدين حضرت العديد من الورش التدريبية؛ حيث تعلّمنا الكثير عن أساسيات صناعة السينما، وتاريخها، وكيفية صياغة النقد السينمائي، وزادت معارفي وشغفي أكثر بهذا المجال، وتعرفت إلى مبادئ الإخراج والتصوير، وتطورت شخصيتي أيضاً، فقد كنت انطوائية لا أستطيع الكلام أمام الجمهور، وتغير ذلك للأفضل، وحضرت جلسات حوارية لرموز الفن والسينما، وتعرفت إلى تاريخهم وخبراتهم، ما عزز شخصيتي أيضاً، وهدفي يتمثل في إشباع شغفي الفني، فأنا أحب الأفلام والسينما والتصوير، وأحاول أن أطور موهبتي في المجال، وهذه المشاركة بصفتي محكماً واعداً خطوة مهمة في طريقي».
إفادة وتحفيز
تحدثنا أميرة سعود الأميري، «16 سنة» عن حلمها وموهبتها ودورها محكّماً واعداً، وتقول: «أنا عضوة في سجايا فتيات الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن؛ حيث تتم تنمية هواياتي الفنية، مثل التصوير والرسم وغيرهما، وهذه مشاركتي الثانية في المهرجان؛ حيث شاركت محكماً واعداً عام 2018، وكان عمري وقتها لا يتجاوز 11 عاماً، لكن هذه المرة استفادتي وفهمي للتجربة أكبر بكثير، وحرصت على المشاركة للمرة الثانية في المهرجان، لما وجدت فيه من إفادة وتحفيز على الإبداع، وقد تعلمت بالفعل الكثير من المعلومات». وتابعت: «وأشبعت رغبتي في خوض تجارب جديدة واكتساب مهارات متنوعة، وشاركت زملائي في تحكيم 10 أفلام من فئة أفلام من صنع الأطفال والشباب، وهي أفلام تراوح مدتها من 5 إلى 10 دقائق، وعلى الرغم من أن عددنا 20 محكماً واعداً، فإننا أحياناً نواجه صعوبة في تكوين رأي نهائي واحد في كل عناصر الفيلم، لكننا كنا نتناقش ونصل في النهاية إلى رأي جماعي بالأغلبية، وقمنا باختيار الأفلام الفائزة بالمركز الأول والثاني والثالث، بعد أن تشاورنا، وقيّمنا عناصر الفيلم الفنية مثل القصة والتصوير والإخراج والتمثيل، مع مراعاة أن هذه الأفلام قام بصناعتها أطفال وشباب مبتدئون، قد يفتقرون إلى الخبرة التي يمتلكها الكبار، مع مراعاة أن تكون متماشية مع عاداتنا وتقاليدنا، وتحمل رسالة هادفة وراقية ومناسبة للمجتمع، وهدفي من المشاركة إلى جانب استفادتي الشخصية، هو توصيل صوت الأطفال والشباب المشاركين في المهرجان إلى العالمية، لأن الأفلام الفائزة ستجد لها مكاناً في العالم».


نقلة نوعية
تقول ثريا أحمد، محكم واعد في المهرجان، «15 سنة»، بالصف العاشر: «تعد مشاركتي مع مؤسسة فن ومهرجان الشارقة السينمائي نقلة نوعية في حياتي، فهذه أول مرة أتعرف فيها عن قرب إلى مجال السينما، وبفضل ورشات العمل والتدريب التي حصلت عليها في هذا المهرجان ومع مؤسسة فن، تطورت شخصيتي، وتعلمت الكثير عن الفن السابع وأسسه، وقبل التحاقي بمؤسسة فن، انخرطت في أنشطتها، كانت حياتي خالية من الشغف ومملة، ولكن انضمامي لأنشطة وفعاليات المؤسسة أثرى حياتي وتجربتي في الحياة عموماً».
وأضافت: «علاقتي بمشاهدة الأفلام كانت تجارية فقط، ويغلب عليها طابع السينما الأمريكية المكرر، لكن بعد اطلاعي على نوعية الأفلام المستقلة التي تعرض بالمهرجانات، وجدتها شديدة التنوع والثراء، وفتحت عيوني على رسالة هذا الفن، وطموحي أن أصبح مخرجة سينمائية، وأمامي مشوار طويل، لكنني سأركز على هدفي وأعمل على تحقيقه، واستفدت كثيراً في المهرجان بمقابلة أشخاص وفنانين وصنّاع أفلام لديهم خبرات أكبر تعلمت منهم الكثير».

مراحل الإعداد
تقول فاطمة مشربك، رئيس قسم المهرجان بالشارقة السينمائي الدولي عن بداية برنامج المحكمين الدوليين ومراحل الإعداد: «تم إطلاق البرنامج في عام 2017، وحينها اخترنا 33 محكماً واعداً من إجمالي طلبات المشاركة، ثم بدأ عدد المشاركين المختارين يتناقص عبر الأعوام، حيث إننا وجدنا أنه كلما نقص العدد، حصلنا على نتيجة أفضل، ونستطيع التركيز معهم أكثر، وتدريبهم أفضل. وفي الدورة العاشرة للمهرجان هذا العام، اخترنا 20 محكماً من إجمالي 150 طلب مشاركة، تراوح أعمارهم بين 12 و20 عاماً، وقمنا بتقييم المشاركين من خلال فيديو يرسلونه إلينا، يجسد قدرتهم على القراءة النقدية للأفلام، ويوضح ثقافتهم السينمائية، ثم تبدأ عملية الإعداد والتأهيل لهم قبل ثلاثة أشهر من بداية المهرجان، حيث يحصلون على قسط وافر من المعلومات عن تاريخ السينما وكيفية التحليل النقدي لعناصر الفيلم ومعايير اختيار الفيلم الفائز».
وتضيف فاطمة مشربك: «ما يميز البرنامج هذا العام وجود مشاركات لمحكمين من خارج الدولة، وغير مقيمين فيها للمرة الأولى، فقد شارك معنا أحد المحكمين الواعدين من سوريا وآخر من عمان، كما نخطط أن يتم اختيار عدد أقل من المحكمين في الدورة المقبلة ليراوح الرقم بين 10 و15 مشاركاً لضمان أفضل نتيجة».

جواهر بنت عبدالله القاسمي

جواهر بنت عبدالله: البرنامج يتماشى مع الأطفال والشباب
أوضحت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير عام مؤسسة فن، لـ«الخليج» أهم ملامح برنامج المحكمين الواعدين وأهدافها، وقالت: «قررنا إضافة البرنامج لفعاليات المهرجان، تماشياً مع طبيعته المخصصة للأطفال والشباب، حيث أردنا أن تكون لهم مشاركة فعالة معنا، وأن يكونوا جزءاً من المهرجان، وليس فقط في مشاهدة الأفلام وحضور ورش العمل؛ بل أيضاً أن يكون لهم دور مؤثر، وبما أن إحدى فئات المسابقة مخصصة لأفلام من صنع الأطفال والشباب، فقد حرصنا أن تكون لجان التحكيم من الفئة نفسها، وعقب اختيار المشاركين عبر عملية فرز دقيقة، ينخرط المشاركون في إعداد وتأهيل يمتد لشهور قبل المهرجان، من خلال حضور العديد من الورش التعليمية المكثفة، لنمدهم بالكثير من المعلومات والتفاصيل، عن آليات تقييم الأفلام والتذوق الفني وأهم معايير التحكيم، ليتم تأهيلهم جيداً، لأداء مهمتهم بتقييم الأفلام المشاركة، واختيار الفيلم الفائز».
وأضافت: «على الرغم من أن هذا البرنامج تم تطبيقه في بعض الدول حول العالم، إلا أننا اخترنا تطبيقه بدولتنا لحرصنا على السعي إلى إعداد شبابنا المشاركين في البرنامج، ليصبحوا في المستقبل من محكمي المهرجانات العالمية، وأعضاء لجان التحكيم الدولية خارج الدولة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y9k38f28

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"