إعداد: مصطفى الزعبي
في كثير من الأحيان نقوم بحركات لا إرادية أثناء تعاملنا مع الآخرين، إلا أنهم يلتقطونها ويفسّرونها بمعان نفسية معينة، ومع أنها لا إرادية إلا أننا في بعض الأحيان نستطيع تدارك بعضها لإخفائها عن الآخرين، وحجبهم عن الوصول إلى مكنوناتنا الداخلية، فما هذه الحركات، وكيف يمكن تفسيرها؟ هي حركات لا إرادية لها معان نفسية، ويطلق على هذه الحركات اللا إرادية في علم النفس لغة الجسد، وتمثل لغة تواصل غير منطوقة بين الأشخاص، حيث يمكن أن تحمل الكثير من الحالة العاطفية الداخلية لصاحبها، فهي تعكس ما يحمله من أفكار ومشاعر لا يبوح بها شفوياً.
ويصعب حصر الحركات اللا إرادية التي يمكن للشخص أن يقوم بها، إلا أنها غالباً ما يتم تصنيفها تحت مجموعة من الفئات على النحو التالي:
1 -تعابير الوجه
على الرغم من اختلاف معاني الحركات اللا إرادية اعتماداً على الثقافات المتنوعة، إلا أن تعابير الوجه تبقى بالمعاني ذاتها باختلاف الثقافات، ومن هذه التعابير:
* فتح الفم: عند الشعور بالاندهاش يقوم الشخص بفتح فمه على اتساعه، بحيث يظهر ذلك على النحو التالي: ترك الفم مفتوحاً والعينين أيضاً، ورفع الحاجبين إلى أعلى ما يكوّن التجاعيد على الجبهة.
* فتح العينين بشدة: غالباً عندما ينتاب الشخص الشعور بالخوف فيفتح عينيه بحيث تظهر منطقة البياض العلوية بشكل كبير، إضافة إلى شد الحاجبين بخط مستقيم بحيث تظهر تجاعيد بينهما.
* عض الشفة: يعض الشخص شفته السفلى عند شعوره بمزيد من القلق والتوتر، ما يساعد على تهدئة النفس.
* الازدراء بالفم: عندما يشعر الشخص بالازدراء يظهر ذلك على شكل حركة لا إرادية يقوم فيها برفع جانب واحد من فمه إلى أعلى.
* نفخ الفم: ينفجر هذا الشخص بأي وقت، إذا تنفس بشكل عميق مع ملء الفم بالوأكسجين إلى درجة الانتفاخ، لذلك يجب الحذر.
2 -حركات الجسم
يمكن أن تنقل حركات الجسم «اليدين والرجلين»، أو طريقة الجلوس والوقوف والمشي، الكثير من المعاني النفسية للآخرين، حيث تشتمل على:
*الضغط على الصدر: من خلال هذه الحركة اللا إرادية قد يشير الشخص إلى الضيق الذي يشعر به، بوضع اليد، أو كلتا اليدين على الصدر، وعلى الرغم من ذلك فقد يدل على الشعور بالثقة بالنفس أحياناً.
* وقفة الثقة: تعكس الوقفة التي يقفها الشخص بين الآخرين مدى ثقته بنفسه، حيث إن الظهر المشدود والكتفين مع إبراز منطقة الصدر تدل على ثقته العالية بنفسه.
* تكتيف اليدين: عند شعورنا بالغضب قد نقوم بتكتيف يدينا معاً بحركة لا إرادية في محاولة للسيطرة على النفس وكبح الانفعال قدر الإمكان، أو يمكن أن نقبض كفينا بشدة كبيرة.
* اللعب بالخاتم أو الساعة: من خلال القيام باللعب المستمر بالخاتم أو الساعة يمكن الإشارة إلى التوتر الذي يشعر به الشخص.
* ترك اليدين بين الفخذين: بهذه الحركة اللا إرادية يظهر الشخص شعوره بعدم الأمان وانخفاض الثقة بشكل عام.
* مرجحة الأرجل: عند الجلوس بوضعية يمكن من خلال مرجحة الأرجل ذهاباً وإياباً، فهذا يدل على مدى الشعور بالراحة والسعادة معاً. 3 - الإيماءات
يجب الحرص عند استخدام الإيماءات بشتى أنواعها، حيث إن الإيحاءات أو حركات اليدين المعبرة أثناء الحديث قد تحمل معاني غير المعروفة للشخص ذاته في مناطق أخرى، ومن ضمن هذه الإيماءات:
* الإشارة بالتحدث: عند بسط الكف باتجاه شخص معين، فإنها إشارة إليه بإمكانية الحديث، أو جاء دوره للكلام، أو يمكن الإشارة إليه بالأصبع.
* إشارة التوقف: بوضع كف اليد مقابل الطرف الآخر، فإنها طلب للتوقف إلى هذا الحد.
* وضع اليدين خلف الرأس: خلال الجلوس، يضع الشخص يديه خلف رأسه في محاولة لإسناده، مع ترك الكوعين للخارج ما يشغل مساحة أكبر ويظهر الثقة الكبيرة بالنفس.
* فرك اليدين معاً: غالباً ما يفرك الشخص يديه معاً عند شعوره بالإثارة، أو عند توقع نتيجة معينة، حيث أنه عند فرك اليدين السريع يتوقع الشخص أن تكون النتيجة إيجابية، وعند الفرك ببطء يتوقع الشخص أن تكون النتيجة سلبية.
* قضم الأظافر: في محاولة لتهدئة النفس قد يقوم الشخص بقضم أظافره كسلوك اعتاد عليه، وعادة ما تشير إلى أن الشخص يشعر بالتوتر أو القلق في هذه الأثناء.
* اللعب بالشعر: يلعب الشخص بشعره، خاصة النساء، عند الشعور بالراحة، أو الشعور بالرضا، والثقة بالنفس.
