أكد إيميت شير، المؤسس المشارك لخدمة «تويتش»، تعيينه رئيساً تنفيذياً جديداً لشركة «أوبن إيه آي»، بعد أيام من إقالة مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي سام ألتمان. وقال على منصة إكس: «تلقيت اليوم مكالمة تدعوني إلى التفكير في فرصة تأتي مرة واحدة في الحياة: أن أصبح الرئيس التنفيذي المؤقت ل«أوبن إيه آي». بعد التشاور مع عائلتي والتفكير في الأمر لساعات قليلة فقط، قبلتُ».
وأقيل ألتمان، الوجه البارز في سيليكون فالي، من منصبه كرئيس لشركة «أوبن إيه آي» التي أطلقت «تشات جي بي تي» قبل عام، بعد انتقاده من مجلس الإدارة بأنه لم يكن «صريحاً» معه.
- مجلس الإدارة
وتأتي خطوة «أوبن إيه آي» السريعة لتعيين مدير تنفيذي جديد خلفاً لرئيسها المخلوع، بمنزلة توبيخ لاذع للمستثمرين، بقيادة مايكروسوفت و«ثرايف كابيتال»، الذين لم يكتفوا بدعم ألتمان والسعي لإعادته إلى منصبه، بل خططوا أيضاً لحل مجلس الإدارة والإطاحة بأعضائه.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن أعضاء مجلس إدارة شركة الذكاء الاصطناعي، ومقرها سان فرانسيسكو، تواصلوا مع اثنين على الأقل من المديرين التنفيذيين البارزين في صناعة التكنولوجيا، على أمل أن يتولى أحدهما هذا الدور. ونفى شير في منشوره أن يكون ألتمان أقيل بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وأوضح: «قبل أن أقبل بالوظيفة، تحققت من الأسباب التي كانت وراء التغيير. لم يقل مجلس الإدارة سام بسبب أي خلاف محدد بشأن السلامة، كان تبريره مختلفاً تماماً عن ذلك».
وتابع: «لست مجنوناً لتولي هذه الوظيفة من دون دعم مجلس الإدارة لتسويق نماذجنا الرائعة».
- ألتمان إلى «مايكروسوفت»
وقبل ساعة من إعلان شير، أكد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا أنه سيعين ألتمان لقيادة فريق للبحوث حول الذكاء الاصطناعي في المجموعة.
وقال ناديلا على حسابه في منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، إن كلاًّ من ألتمان رئيس «أوبن إيه آي» السابق ورئيس مجلس الإدارة جريج بروكمان، إلى جانب زملاء آخرين، سينضمون إلى مايكروسوفت لقيادة فريق البحث، وقال، إنهم في سعي حثيث لمدهم بالموارد اللازمة لنجاحهم.
واستثمرت شركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت مليارات الدولارات في «أوبن إيه آي» ولديها شراكة تكنولوجية وثيقة معها. وكان مجلس إدارة «أوبن إيه آي» قد أعلن في وقت متأخر، الجمعة، أنه قام بإقالة ألتمان واستبدال رئيسة التكنولوجيا ميرا موراتي، على أساس مؤقت.
- ماذا حدث؟
وبعد 48 ساعة فقط من طرده من منصبه الذي صدم العالم التقني عموماً ووادي السيليكون خصوصاً، نشر ألتمان، صورة له وهو يرتدي تصريح «ضيف» داخل أروقة الشركة، وكتب على حسابه في «إكس»: «إنها المرة الأولى والأخيرة التي أرتدي فيها واحدة من هذه البطاقات».
ولم يكن سبب الزيارة المفاجئة لسفير الذكاء الاصطناعي التوليدي واضحاً على الفور، لكن «فاينانشال تايمز» نقلت عن 4 أشخاص مطلعين، أن «مايكروسوفت»، التي استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في «أوبن إيه آي»، تستكشف مجموعة من الخيارات لحل الأزمة، بما فيها التخلص من مجلس إدارة الشركة الحالي، وإعادة ألتمان إلى منصبه السابق.
وأضافت الصحيفة بأن أكبر داعمي مشروع «أوبن إيه آي» من عمالقة رأس المال الاستثماري، بما في ذلك «ثرايف كابيتال»، و«تايغر غلوبال»، و«سيكويا كابيتال»، و«خوسلا فينتشرز» بالإضافة إلى «مايكروسوفت» بالطبع، أبدوا دعمهم الكامل لألتمان، وأملهم بعودته إلى الشركة.
وقال فينود خوسلا، أحد المستثمرين الأوائل في مشروع OpenAI، إنه يريد عودة ألتمان إلى الشركة من جديد، وبأنه سيدعمه في أي قرار يتخذه بعد ذلك.
وصرّح أيضاً ألتمان بأنه سيترك الشركة في منشور على منصة «إكس»، الجمعة، لكنه لم يذكر أي اتهامات من مجلس إدارة الشركة بأنه فشل في أن يكون واضحاً أثناء تلك المراجعات، التي لم يتم تحديدها، وقال إنه أحب العمل في الشركة، وأنه سيتحدث عن الخطوة التالية لاحقاً.
- ردود فعل
وأخذت «أوبن إيه آي» التي جمعت مليارات الدولارات من مايكروسوفت، الاتجاه السائد في أواخر عام 2022، بعد إطلاق برنامج الدردشة الآلي «شات جي بي تي» الخاص بها، وانتشرت الخدمة على نطاق واسع، ودفعت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ألفابت وميتا، إلى زيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وانخفضت أسهم مايكروسوفت، بعد الإعلان لتغلق ذلك اليوم منخفضة بنسبة 1.7% عند 369.84 دولار.
ونشرت منصة «إكس» تعليقات ممن شملهم القرار، منهم بروكمان الذي قال في وقت لاحق من مساء يوم اتخاذ القرار إنه وألتمان شعرا بالصدمة والحزن بسبب ما قام به مجلس الإدارة.
ودعا سوتسكيفر إلى عقد اجتماع افتراضي مع ألتمان حضره بقية أعضاء مجلس إدارة «أوبن إيه آي» باستثناء بروكمان، حسب ما ادعى رئيس الشركة السابق في منشور على (إكس). وكتب بروكمان أنه خلال هذا الاجتماع، يقال إن سوتسكيفر طرد ألتمان وأخبره أن الأخبار ستصدر قريباً جداً.
وبعد أقل من نصف ساعة، قال بروكمان إنه تلقى رسالة نصية من سوتسكيفر استدعى فيها كبير العلماء لاجتماع افتراضي آخر، وفي هذا الاجتماع قال بروكمان، إنه علم بإقالة ألتمان، وأنه تمت إقالته من مجلس إدارة الشركة، لكنه أكد أنه سيكون حيوياً للشركة وسيحتفظ بدوره.
وقال بروكمان في المنشور الذي أعقبه بسرعة رسالة منفصلة من ألتمان، إنه على حد علمهم، تم إبلاغ فريق الإدارة بهذا بعد فترة وجيزة، بخلاف موراتي، الذي اكتشف ذلك في الليلة السابقة. وقال ألتمان في منشور على «إكس»: إن اليوم كان تجربة غريبة من نواحٍ عديدة، وإنه كان أشبه بقراءة شخص تأبينه، وهو لا يزال على قيد الحياة.
وفي منشور آخر قال إنه إذا بدأ بالخروج، فيجب على مجلس إدارة الشركة ملاحقته للحصول على القيمة الكاملة لأسهمه.
وكانت «أوبن إيه آي»، ظهرت لأول مرة عام 2015، منظمة غير ربحية، ووظفت سوتسكيفر مديراً للأبحاث، وبروكمان رئيساً تنفيذياً للتكنولوجيا. وكان من بين المستثمرين الأصليين للشركة العديد من الشخصيات البارزة في وادي السيليكون، مثل ألتمان والمؤسس المشارك ل«لينكد إن» ريد هوفمان، والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك الذي قيل إنه خصص مليار دولار للمشروع.
- خبير ومتحدث
قبل توليه منصب الرئيس التنفيذي، كان ألتمان البالغ من العمر 38 عاماً، رئيساً لشركة «واي كومبيناتور» لتسريع الشركات الناشئة، واكتسب شهرة في وادي السيليكون كمستثمر في مرحلة مبكرة، وفي وقت سابق من حياته المهنية أنشأ شركة الشبكات الاجتماعية «لوبت».
وفي سبتمبر/أيلول، منحت إندونيسيا ألتمان ما يسمى «التأشيرة الذهبية»، ما زوده بإقامة سفر وامتيازات متنوعة لمدة عشر سنوات، تهدف إلى مساعدة البلاد على جذب المزيد من المستثمرين الأجانب.
- 60 مشرعاً
في تمهيد لشهادته في مجلس الشيوخ، تحدث ألتمان أيضاً في مأدبة عشاء مع ما يقرب من 60 من المشرعين الذين قيل إنهم انبهروا بخطابه ومحاضراته. كما تحدث هذا الأسبوع في مؤتمر التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، إلى جانب العديد من المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا وقادة العالم، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وعقدت «أوبن إيه آي» مؤتمرها الأول للمطورين في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ما يؤكد الشعبية المتزايدة للشركة الناشئة في صناعة التكنولوجيا، وظهر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا، ضيفاً مفاجئاً خلال الحدث؛ حيث انضم إلى ألتمان على المسرح لمناقشة تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة الناشئة وشراكتها مع مايكروسوفت.
