عادي

طوابير «بلاك فرايدي» تنطلق في أجواء اقتصادية تبعث على الحذر

18:56 مساء
قراءة 4 دقائق
طوابير «بلاك فرايدي» تنطلق في أجواء اقتصادية تبعث على الحذر
طوابير «بلاك فرايدي» تنطلق في أجواء اقتصادية تبعث على الحذر

انطلق، الجمعة، البحث عن العروض المغرية التي عادةً ما تُوَفَّر في يوم جمعة الحسومات «بلاك فرايدي» وتحديداً في الولايات المتحدة، فيما يتوقع الخبراء تخفيضات كبيرة على منتجات معيّنة، في ظل بيئة اقتصادية أفضل مما كان متوقعاً لكن مع سيطرة شعور بالريبة من جانب المستهلكين.

منذ أسابيع عدة، بدأت الحمى المرتبطة بهذا اليوم التقليدي للعروض الترويجية تجتاح واجهات المتاجر الاميركية ومواقع البيع الالكترونية. وباتت صناديق البريد الإلكتروني مثقلة بالخيارات.

وباتت شركات كثيرة تعلن عن تخفيضات مصحوبة بعبارة «بلاك فرايدي» أبكر من موعد اليوم المنتظر، وخصوصاً هذا العام الذي بدأت فيه الإعلانات عن العروض منذ تشرين الاول/أكتوبر.

ويقول أستاذ الإدارة لدى جامعة كورنيل راندي ألن إن «التجار قلقون، ويحاولون استقطاب المستهلكين في وقت أبكر من المعتاد للتأكد من أنهم سيحصلون على المبالغ التي يخصصها المتسوّقون لشراء السلع».

ولفتت شركة «أدوب أناليتيكس» المتخصصة في التجارة الإلكترونية، إلى أنّ المبيعات عبر الإنترنت بلغت 76,8 مليار دولار في تشرين الاول/أكتوبر، مع تسجيلها زيادة بنسبة 5,9% على أساس سنوي وبنسبة 13,6% مقارنة بمبيعات أيلول/سبتمبر.

ولاحظ مدير شركة «بروسبر إنسايتس أند أناليتيكس» فيل ريست أن «الشراء المبكر اتجاه بدأ قبل اعوام عدة، وهذه السنة لاقت الصفقات والعروض الترويجية التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر صدى لدى المستهلكين». وأضاف ان «التخفيضات الكبيرة في سياق بلاك فرايدي وسايبر مَنداي مُنتظرة» الاثنين، ويُتوقّع أن تدرّ المبيعات الالكترونية 9,6 مليارات دولار خلال «بلاك فرايدي» و12 مليار دولار من «سايبر مَنداي»، بحسب «أدوب أنتاليتيكس».

وفي المجمل، من المتوقّع أن يدر «سايبر ويك» الممتد من عيد الشكر يوم الخميس 23 تشرين الثاني/نوفمبر إلى الاثنين الذي يليه، 37,2 ملياراً من المبيعات عبر الإنترنت (+5,4%).

وقدّر الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة بأكثر من 182 مليوناً عدد الذي سيُقبلون على الشراء من المتاجر، أو عبر الإنترنت خلال ما يُعرف بالـ «سايبر ويك»، مما يمثل ارتفاعاً بنحو 16 مليوناً عن معدّل العام 2022 ورقماً قياسياً منذ بدء تسجيل هذه الأرقام عام 2017.

ولم يوفّر الاتحاد أرقاماً عن المبيعات المتوقّعة لهذه الفترة، لكنّه ذكر أنّ المبيعات خلال موسم الأعياد (تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسبمر) قد تدر ما يصل إلى 966,6 مليار دولار (+4%).

الصورة
طوابير «بلاك فرايدي» تنطلق في أجواء اقتصادية تبعث على الحذر
  • تسوق مفيد

وقد يصل متوسط هذه التخفيضات إلى 35 في المئة تبعاً للفئات، أي إلى مستوى أعلى مما كانت عليه عروض 2021 و2022، بحسب شركة «أدوبيه أناليتيكس» التي توقعت حسوماً تصل إلى 30 في المئة للإلكترونيات وإلى 22 في المئة لأجهزة التلفزيون.

وتوقّعت أن تتجاوز عمليات الشراء عبر الأجهزة المحمولة للمرة الاولى تلك التي تتم باعتماد أجهزة الكمبيوتر.

وستقتصر مشتريات عدد كبير من المستهلكين على هدايا أعياد نهاية العام والتي تشمل الملابس وبطاقات الهدايا والألعاب والكتب وألعاب الفيديو ومنتجات النظافة ومستحضرات التجميل، بحسب الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة.

من بين السلع الأكثر مبيعاً، تبرز قطع التركيب «ليغو» وسيارات اللعب «هوت ويلز» والدمى عموماً وأبرزها «باربي» بعد الزخم الذي أحدثه الفيلم عنها صيفاً، ومستلزمات ألعاب الفيديو ومنها نظارات الواقع الافتراضي «ميتا كويست 3»، وأحدث أجهزة «آي فون»، وأجهزة القراءة الإلكترونية، وغير ذلك.

ويستخدم المزيد من الأميركيين خيار «اشتر الآن، وادفع لاحقًا»، والذي من المتوقع أن يدر 17 مليار دولار (+16.9% على مدار عام واحد) على الإنترنت، لتوسيع إنفاقهم بشكل أكبر.

ولتوزيع هذه النفقات بشكل أكبر، يستخدم عدد متزايد من الأميركيين خيار «اشتر الآن، وادفع لاحقاً» الذي يُتوقع أن يدر 17 مليار دولار (أي بزيادة 16,9 في المئة على مدار عام واحد) عبر الإنترنت.

وأوضح مدير شركة «غلوبال داتا» نيل سوندرز أن «الزبائن سيبحثون عن السلع التي يرغبون بها ويحتاجون إليها فعلاً بدلاً من شراء الكثير من الأشياء»، وهو «ما قد لا يصب بالضرورة في مصلحة التجّار».

  • ضغوط

واضاف أن «المتاجِر توفّر بحذر تنزيلات تستهدف سلعاً محددة بدلاً من اعتماد العروض الترويجية الشاملة الواسعة». وأشار العلماء إلى أنّ هدف التجّار يتمثل قبل كل شيء ببيع البضائع المكدّسة لديهم.

ومع أن عدداً من الخبراء لاحظوا أن المخاوف من الركود لم تتحقق، بل أظهر المستهلك الأميركي «مرونة» كبيرة، يشكّل الوضع المقلق للاقتصاد الكلي مبعثاً على الحذر.

وتوقف ارتفاع نسب التضخّم، لكنه لم يصل إلى المستوى الذي يرغب فيه البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي) الذي أحجم منذ تموز/يوليو الفائت عن رفع أسعار الفائدة الرئيسية، بعدما بلغت أعلى مستوياتها في 22 عاما.

أما المدخرات المتراكمة خلال الجائحة فذابت، حتى أنها انخفضت إلى ما دون مستويات ما قبل مرحلة كوفيد-19، ولم تعد خطة الإعفاء من قروض الطلاب قائمة، ووصلت ديون البطاقات الائتمانية إلى أعلى مستوياتها، وكذلك أسعار الفائدة عليها، والتي تقترب من 20 في المئة.
وتتمثل المؤشرات الإيجابية في بقاء معدل البطالة مستقراً عند مستويات منخفضة تاريخياً.

ورأى المحلل في «سي إف آر إيه ريسيرتش» زاكاري وارينغ أن «التوظيف شكّل العمود الفقري للاقتصاد الأميركي منذ بداية العام».

وتوسعت حمّى «بلاك فرايدي» لتشمل بلداناً أخرى، وأبرزها فرنسا والمملكة المتحدة، حيث توقعت شركة الخدمات المالية «هارغريفز لانسداون» نسخة «صعبة» في بيئة «شديدة الصعوبة». (أ.ف.ب)

الصورة
طوابير «بلاك فرايدي» تنطلق في أجواء اقتصادية تبعث على الحذر
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddpb29p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"