عادي

فحوص «الأربعين».. مواجهة لاحتمالات الخطر

22:48 مساء
قراءة 6 دقائق
فحوص «الأربعين».. مواجهة لاحتمالات الخطر

تحقيق: راندا جرجس

يُشكل بلوغ سن الأربعين مرحلة فارقة في حياة الإنسان، حيث يشهد الجسم العديد من التغييرات الصحية، وخاصة مع تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، ومعاناة النساء من التغيرات الهرمونية لانقطاع الطمث. ولذلك يلعب الالتزام بإجراء الفحوص والاختبارات الدورية دوراً حيوياً، في الكشف المبكر عن احتمالية الإصابة بالأمراض الشائعة في هذه المرحلة العمرية وما فوق، وتعزيز النهج الاستباقي لإدارة المخاوف الصحية.

وفي السطور القادمة يستعرض الخبراء والاختصاصيون مجموعة متنوعة من المشكلات التي يواجهها الأشخاص من الجنسين.

قال د. وسام السهلي استشاري أمراض القلب التداخلية إن سن الأربعين فترة حرجة في حياة الإنسان، حيث تصبح الفحوص الاستباقية ضرورية لحماية صحة القلب لدى الرجال والنساء على حد سواء، ومع التقدم في السن، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا يُعد من الضروري إعطاء الأولوية للفحوص المنتظمة والاستشارات مع طبيب القلب للكشف عن أي حالات مسبقة وعلاجها من بدايتها.

وأضاف: تشمل الاختبارات الحيوية فحوص الدهون لتقييم مستويات الكوليسترول، وضغط الدم لمراقبة ارتفاع ضغط الدم، واختبارات الجلوكوز في الدم الصائم لتقييم خطر الإصابة بالسكري، وتقييمات مؤشر كتلة الجسم لإدارة الوزن، وتخطيط القلب لتحديد أي إيقاعات غير طبيعية للقلب، واختبارات الإجهاد لتحديد تقييم لياقة القلب والأوعية الدموية والاستجابة للمجهود البدني، وتوفر هذه الاختبارات رؤى قيمة حول صحة القلب والأوعية الدموية للفرد وتساعد على تحديد العلامات المبكرة للمشاكل المحتملة.

وأشار د.السهلي إلى أن الأمراض الأكثر انتشاراً بعد سن الأربعين، تشمل: مرض الشريان التاجي، ارتفاع ضغط الدم، اضطراب شحوم الدم والسكري، عدم انتظام ضربات القلب، فشل القلب، ويُعد اكتشاف هذه الحالات مُبكراً من أهم الإجراءات التي تسمح بتنفيذ استراتيجيات الوقاية والعلاج، وتحسين النتائج وتقليل المضاعفات، وتعزيز نوعية الحياة بشكل عام.

وأضاف: يحتاج الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً وما فوق إلى إعطاء الأولوية للتدابير الاستباقية لحماية صحة القلب، وتعد الفحوص المنتظمة، والاستشارات مع طبيب القلب، والالتزام باستراتيجيات الوقاية الشخصية أمراً بالغ الأهمية لإدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، ولضمان توفير الحماية اللازمة يجب الالتزام باتباع نظام غذائي ملون ومغذٍ، والحفاظ على الوزن الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وأن يكون ضغط الدم تحت السيطرة وإدارة مستويات التوتر، والتحكم في مستويات الكوليسترول من خلال الاختيارات الغذائية المدروسة.

أمراض متعددة

يذكر د. أيسم مطر، أخصائي الأمراض الباطنية، أن فحص مستويات سكر الدم من أهم الفحوص التي يجب إجراؤها بشكل دوري مع بلوغ سن الأربعين، للتأكد من عدم ارتفاع نسبته، كونه يعد أحد الأمراض التي تزداد فرص الإصابة بها مع تقدم العمر، وخاصة عند تناول الأطعمة غير الصحية على مدار السنين، ويتسبب في العديد من المضاعفات الصحية والأمراض التي تضر مختلف أجزاء الجسم مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها.

ولفت إلى أن أهمية إجراء فحص السكري تزداد لدى الأشخاص الذين يعانون تاريخاً عائلياً للمرض أو مع زيادة الوزن أو في حالات وجود ارتفاع ضغط الدم، وتعتمد الوقاية من النوع الثاني من خلال اتباع نمط حياة صحي والحفاظ على الوزن، وذلك عن طريق تناول الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة الدسمة والسكريات، وكذلك الانتظام في ممارسة الرياضة.

وأشار د.مطر إلى أن ارتفاع ضغط الدم من المشكلات الصحية الشائعة بعد الأربعين لدى الجنسين، ولذلك، فإن قياس ضغط الدم يجب أن يتم بشكل روتيني ودوري، لتلاشى الآثار الجانبية المترتبة على ارتفاعه، كمشاكل القلب التي تهدد الحياة، وللحفاظ على مستويات الضغط الطبيعية، يمكن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، إلى جانب تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.

وأكد د.مطر أن ارتفاع معدل الدهون الضارة بالدم، يعد من المشكلات المزمنة والشائعة بعد سن الأربعين، ويتم الكشف عنه خلال إجراء اختبار تحليل نسبة الدهون بالدم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تكرار هذا الاختبار مرة واحدة كل عام على الأفل، لتجنب مخاطره التي تؤثر في تدفق الدم بالجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وظائف الكلى

بيّن د.مطر أن فحوص وظائف الكلى تتم عن طريق اختبارات الدم وعينة البول للتأكد من الأداء السليم لوظائف الكليتين وقياس مدى كفاءتها في التخلص من السموم، وتعتمد على اختبار نسبه الكرياتينين واليوريا ومعدني الصوديوم والبوتاسيوم بالدم، كون البول لا يحتوي على بروتينات أو مكونات غير طبيعية، وتجدر الإشارة إلى أن اختبار وظائف الكبد يفيد في الكشف المبكر عن حدوث تلف ما، من خلال قياس أنزيمات الكبد وبروتينات الدم.

وأوضح د.مطر أن سرطان القولون والمستقيم من السرطانات الشائعة بعد سن الأربعين، خاصة ممن لديهم تاريخ عائلي، وتشمل الاختبارات، فحص الدم الخفي في البراز، وإجراء التنظير كل 5 أو 10 سنوات. وأشار د.مطر إلى أن سرطان البروستاتا الأكثر شيوعاً بين الأمراض المسرطنة عند الرجال، ولذلك يجب القيام بفحص سرطان البروستاتا بعد الأربعين، ويتم من خلال فحص الدم الذي يكشف عن وجود ارتفاع بروتين معين مرتبط بالسرطان، وتحتاج بعض الحالات فحص المستقيم للبحث عن أي كتل محيطة بالبروستاتا.

اختبارات نسائية

ورأت د. سعاد عطا الله أخصائية أمراض النساء والتوليد أن معالجة صحة المرأة بعد سن الأربعين تتطلب اتباع نهج دقيق يشمل الاختبار الاستباقي وفهم التحديات الصحية المحتملة التي قد تواجهها خلال هذه المرحلة من الحياة، ولذلك تصبح الفحوص والاختبارات الروتينية حاسمة بالنسبة للنساء عند دخولهن هذه المرحلة من العمر، وغالباً ما تتضمن هذه الفحوص: تصوير الثدي بالأشعة السينية للكشف عن سرطان الثدي، ومسحة عنق الرحم للتحقق من تشوهات عنق الرحم، وفحوص الحوض لتقييم الصحة الإنجابية.

وأضافت: تشمل المشكلات الصحية البارزة التي قد تواجهها النساء بعد الأربعين تغيرات هرمونية، وزيادة خطر الإصابة بحالات معينة، وتحول في الأولويات الصحية العامة، وتعد الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة وتقلب المزاج والتغيرات في كثافة العظام، من المشكلات الشائعة، إضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان التي تميل إلى الزيادة مع تقدم العمر (الثدي والمبيض)، كما تزيد فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب.

وأكدت د.سعاد عطالله أن الفحوص الصحية المنتظمة من أهم الإجراءات التي تتعلق بالتدابير الوقائية، يجب على النساء الالتزام بجداول الفحص الموصي بها، مثل: تصوير الثدي بالأشعة السينية ومسحة عنق الرحم، ومناقشة أي أعراض أو دلالات غير عادية مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن على الفور، والاطلاع على التاريخ الطبي للعائلة وفهم المخاطر المرتبطة بحالات معينة يمكن أن يساعد على الكشف المبكر والوقاية. وتابعت: يجب اعتماد نمط الحياة الصحي، والنشاط البدني المنتظم، والحفاظ على النظام الغذائي المتوازن والغني بالمواد المغذية، وتجنب التدخين والإفراط في استهلاك الكحول، والحفاظ على الوزن والتحكم في التوتر من خلال ممارسات اليقظة الذهنية.

هشاشة العظام

أشارت د. نور هشام، طبيبة الصحة العامة، إلى أن العظام تبدأ في فقدان كثافتها وتصبح ضعيفة ورقيقة، مع بلوغ سن الأربعين، وبالتالي يكون الإنسان عرضة للإصابة بالهشاشة، التي تؤدي إلى تدهور صلابة العظام تدريجياً، وزيادة خطورة الكسور الناتجة عن الإصابات، وتزداد نسبة حدوث المرض لدى السيدات أكثر من الرجال، حيث تعد من الأعراض المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمث.

وأضافت: يجب إجراء فحص العظام في هذه المرحلة العمرية، للتأكد من عدم وجود أي مشكلة صحية تؤثر في كفاءتها، وتعمل أشعة ديكسا لمناطق (الورك، العمود الفقري، الساعد) على قياس مستوى الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام لتحديد معدل القوة والسماكة والكثافة، وتقييم صلابتها ومستوى المعادن، ما يسهم في التشخيص المبكر وتجنب المضاعفات.

وأوضحت د.نور هشام أن اختبار كثافة العظام يتم عن طريق قياس عدد غرامات الكالسيوم ومعادن العظام الأخرى الموجودة في شريحة من العظام، وفي حالة اكتشاف نقص مستويات فيتامين «د» يجب تعويضه بالمكملات بحسب تعليمات الطبيب المختص، وينصح بالتعرض للشمس الصباحية لمدة 15 دقيقة يومياً.

الجلد والنظر

لفتت د.نور هشام إلى أن هناك تغيرات تحدث في طبيعة الجلد في مرحلة الأربعين، وتشمل المشكلات الشائعة (التجاعيد، الأوعية العنكبوتية، التقرحات، النمش، الجفاف، سرطان الجلد)، وتزيد فرص حدوث هذه الآفات لدى السيدات أكثر من الرجال، حيث تلاحظ بعضهن وجود بعض الشامات غير الطبيعية بالجلد أو تغيرات في لونه، وتتطلب بعض الحالات أخذ خزعة وخضوعها للاختبار المعملي، ومراجعة الطبيب المختص لعمل الفحوص اللازمة لتأكيد أو استبعاد الإصابة بسرطان الجلد.

وأوضحت د.نور هشام أن فحص النظر الدوري من أهم الإجراءات الوقائية للجنسين مع بلوغ سن الأربعين، لكن تزيد فرص الإصابة بالمشكلات البصرية لدى للنساء أكثر من الرجال، حيث تنخفض حدة النظر لديهن مع تقدم العمر، ولذلك ينصح بإجراء فحص النظر عند المعاناة من عدم القدرة على القراءة أو عدم وضوح الرؤية، للكشف المبكر وتحديد العلاج المناسب والحد من تفاقم الحالة، وتشمل الأمراض الشائعة: المياه البيضاء (إعتام عدسة العين)، أو الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين)، جفاف العين، طول النظر، واعتلال الشبكية بسبب مرض السكري، ولذلك يوصى بإجراء هذه الاختبارات كل عامين أو 4 أعوام كحد أقصى، وسنوياً بعد بلوغ عمر ال 55.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymuwnck3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"