عادي

«زلزال».. رواية جديدة لعلي أبو الريش

19:38 مساء
قراءة دقيقتين
علي أبوالريش

الشارقة: أشرف إبراهيم
يمتلك الراوئي علي أبوالريش فطنة في التقاط تفاصيل الحياة، وهو على علاقة وطيدة بالأرض التي ينتمي إليها، ويتعايش مع الأحداث المتغيرة بروح أدبية، فيستجلي الحقائق برؤية جمالية، وقد أصدر أبوالريش روايته الجديدة التي تحمل اسم «زلزال» الصادرة عن دار مداد للنشر والتوزيع، وتبلغ عدد صفحاتها نحو 750 من القطع المتوسط، يستحضر من خلالها جانباً من حركة تطور المجتمع الإماراتي خلال العشرين عاماً الماضية، برؤية عميقة وكأنها سيرة تحتفي بالمكان والجذور من خلال سرد تجارب تتأرجح ما بين الخيال الواقع.
يتحدث أبو الريش في الرواية عن أماكن حقيقية وشخصيات تأثرت بالطفرات الاجتماعية والثقافية والمادية، فيرصد ويحلل ويجسد جملة من الأحلام والطموحات من خلال توظيف عناصر الرواية في إشباع لذة الحكاية لديه، بالإضافة إلى أن الرواية على طابعها السردي الطويل لا تخرج عن منظور الراوي ورؤيته للأحداث بوعي خلاق ورؤية للتحولات الحضارية معتمداً على لغته التي تتمتع بالثراء والسيولة اللفظية والقدرة على وصف الأمكنة وكأنها ماثلة أمام القارئ، وقد وزع أبوالريش شخوصه على مناطق الرواية بدقة ليصل عدد الأبطال الرئيسيين إلى 10 شخوص يعيشون جميعاً في رأس الخيمة.
لكن الشيء الجميل في هذا العمل السردي الطويل أنه استوعب بمهارة الرحيق الثقافي لهذه المنطقة، وهو يتضح في أصوات بعض شخصيات الرواية، وأبوالريش في هذا السياق يرصد أيضاً التحولات الاجتماعية في ضوء العادات والتقاليد التي تميز طبيعة أهل رأس الخيمة، وقد جاءت هذه الكلمات على الغلاف الخلفي للراوية:«كان الليل يفترش عباءته السوداء، وبدت السماء مثل أنثى عملاقة تغطي جسدها من مفرق الرأس حتى أخمص القدمين، وكانت معيريض تهجع في الظلام الدامس مثل قطة مريضة تمد قدمين في الماء وتسند ظهرها على الجبال الشاهقة، والتي كانت أشبه بخرفان عملاقة تنطح السماء، وقف ناصر عند الشاطئ وكانت الموجة تمشط خصلات الرمل المبلل بالماء والملح، وعلى مقربة من رأسه حلق نورس ربما ضل الطريق إلى المأوى وكان لصوته بحة أشبه بصوت رجل كهل مريض بالسعال».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/w3kejf7r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"