إعداد: علي نجم
حافظ فريق الوصل على قمة جدول ترتيب دوري أدنوك للمحترفين، بعدما حقق الفوز السادس هذا الموسم والثالث على التوالي، حين عاد من ملعب البطولات، استاد محمد بن زايد بالانتصار الغالي على الجزيرة بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ووسع الوصل الفارق بينه وبين العين الوصيف إلى نقطتين، بينما تأخر شباب الأهلي حامل اللقب إلى المركز الثالث بعدما انتهت القمة بفوز «الزعيم» بثلاثية نظيفة.
شرع الوحدة لنفسه أبواب المنافسة على اللقب، بعدما دخل دائرة المرشحين، بفوزه الثالث على التوالي والخامس هذا الموسم، ليحافظ على فارق النقاط الخمس التي تفصل بينه وبين الوصل.
وفقد الشارقة نقطتين جديدتين في لعبة الصراع على الدرع، وإن كانت الرحلة لا تزال طويلة، في حين كان الجزيرة أبرز الخاسرين في هذه المرحلة بالسقوط الثالث.
القوة الصفراء
حقق الوصل المتصدر فوزاً ثميناً على الجزيرة 4-2، يعد الأهم بعد مرور 8 مراحل من عمر دوري أدنوك، كونه جاء في ملعب صعب هو استاد محمد بن زايد الذي لم ينتصر فيه «الإمبراطور» منذ عام 2015.
كما سجل الوصل أربعة أهداف في مرمى الجزيرة لأول مرة في تاريخ لقاءات الفريقين في دوري المحترفين.
ويعتبر الفريق الحالي للوصل هو «حلال العقد»،بعدما تجاوز هذا الموسم العديد من العقد التي وقفت في طريقه في السنوات الماضية، مثل تحقيق أول فوز على العين منذ 2017، وتجاوز شباب الأهلي في استاد راشد لأول مرة منذ 2010 في كأس الرابطة،إضافة إلى كسر عقدة ملعب الجزيرة.
والأهم من كسر العقد، هو أن الوصل قدم في استاد محمد بن زايد «سيمفونية» موسيقية، بعد عرض فني أكثر من رائع، وأهداف جميلة سجلها كايو وفابيو ليما وعبد الرحمن صالح وديالو، ليقدم «الإمبراطور» أوراق اعتماده مرشحاً قوياً للفوز بلقب الدوري، للمرة الأولى منذ 2007.
وكان لافتاً تلك الروح التي يلعب بها الثنائي ليما وكايو،إلى درجة أنهما قادا احتفالات بعد المباراة، ورقصا وأنشدا الأغاني مع الجمهور، وذلك في سعيهما إلى تحقيق أول لقب مع الفريق الذي قدمهما لكرة الإمارات.
هجوم مرعب
وتمكن الوصل من الضرب بقوة، وتسجيل رباعية هز بها شباك علي خصيف، بعدما كان قد سجل ثلاثية في مرمى حارس العين خالد عيسى في المرحلة السابقة، ليؤكد «الإمبراطور» أنه بات يمتلك قوة هجومية فتاكة بعد تسجيل 23 هدفاً في أول 8 جولات.
وبات الوصل الفريق الوحيد الذي لم يعرف مرارة الخسارة في الدوري هذا الموسم، كما نجح في الحفاظ على سجله دون خسارة للمباراة السادسة على التوالي التي يخوضها خارج زعبيل، حيث كانت آخر خسارة قد مني بها خارج أرضه أمام عجمان 4-2 (الجولة 22/ موسم 2022-2023).
وعلى عكس تألق الوصل، فشل الجزيرة في الفوز للمباراة الرابعة على التوالي( خسارتان وتعادلان) ليتراجع إلى المركز الثامن برصيد 11 نقطة.
ويتأخر «فخر أبوظبي» عن ركب المنافسة بفارق 9 نقاط، كما أن مستوى وأداء الفريق وحصيلة ما قدم في الجولات الثماني الأولى لا يبشر أبداً بإمكانية عودة الفريق.
وفشل الجزيرة للمباراة الرابعة على التوالي في الفوز على أرضه على أحد المنافسين المباشرين.
استعراض الزعيم
وتقدم العين إلى وصافة جدول الترتيب بفوزه الكبير والثمين على حامل اللقب شباب الأهلي على أرض الأخير بثلاثية نظيفة، في ليلة بدأ بها «الزعيم» حقبة الرقص الكروي مع مدربه ابن مدرسة «التانجو» الكروية الأرجنتيني هرنان كريسبو.
فرض «الزعيم»الهيبة والسطوة فنياً على مجريات دقائق اللقاء الأولى، ووضع المنافس تحت الضغط، ونفذ سلسلة من الكرات الركنية بلمسات وضحت بصمة كريسبو عليها، ونجح لابا في افتتاح التسجيل، قبل أن يسجل بالاسيوس الثاني، ليرد التحية لمواطنه الذي وضع الثقة به ودفع به أساسياً مع عمير أتزيلي، بعدما كان الثنائي خارج حسابات المدرب السابق شرودر.
ورفع «الزعيم» غلته من الانتصارات على حساب «الفرسان» إلى 13 فوزاً، علماً بأن العين لم يعرف منذ 2015 حلاوة الفوز في استاد راشد.
ونال شباب الأهلي حامل اللقب، الخسارة الأولى هذا الموسم في الدوري، كما توقف عداد البطل عند حاجز ال 21 مباراة، بعدما مني بالخسارة الأولى منذ أن سقط أمام بني ياس في الملعب الأحمر، في الجولة 12 من ذهاب الموسم الماضي.
«العنابي» يبتسم
وكان الوحدة أحد أبرز الفائزين في المرحلة الثامنة، حين حقق فوزه الثالث على التوالي، والأول مع المدرب الهولندي آرنو الذي خلف الجنوب إفريقي موسيماني الذي أقيل خلال فترة التوقف الدولي.
وعاد «العنابي» ليعزف لحن الفوز الثالث على التوالي، ما جدد من آمال الفريق في الدخول بقوة دائرة المنافسة.
وشهدت المباراة دخول النجم المخضرم إسماعيل مطر نادي المئوية تهديفياً بتسجيل الهدف رقم 100 له في تاريخ دورينا.
تعثر «الملك»
وكان الشارقة ثاني أكبر الخاسرين في هذه المرحلة بعد الجزيرة، بعدما أهدر نقطتين بالتعادل المر والحلو أمام مضيفه البطائح 3-3، في مباراة تأخر فيها «الملك» بثلاثية بعد 30 دقيقة من زمن اللقاء.
وفي الوقت الذي نفض الفريق غبار التعثر في مستهل المباراة، نجح في قلب المشهد، وتحقيق التعادل الثمين، ليخرج بنقطة كانت مكسباً في حسابات مجريات المباراة، وخسارة نقطتين في لعبة الصراع على اللقب، خاصة أن الفريق الملكي بات يتأخر بفارق 6 نقاط عن الوصل المتصدر.
وخرج بني ياس فائزاً بالنقاط الثلاث حين زار ملعب حمدان بن راشد، ليحقق الانتصار على حتا الصاعد بهدف حمل توقيع تولانت في الوقت القاتل من زمن المباراة.
وقدم النصر ومضيفه اتحاد كلباء المباراة الأسوأ فنياً في دورينا منذ بداية الموسم الحالي، حين خاضا مباراة سلبية على كل المستويات، ليخرج كل منهما بنقطة من المباراة، وليرفع كل فريق رصيده إلى 8 نقاط.
وسقط خورفكان في فخ الخسارة على أرضه أمام ضيفه عجمان الذي حقق فوزه الأول هذا الموسم، والأول بعد 9 مباريات على التوالي لم يعرف فيها طعم الانتصار، بعدما كان قد خسر آخر مباراتين في نهاية الموسم الماضي، أمام كل من الوحدة وشباب الأهلي.
كما يعتبر هذا أول فوز ل«البرتقالي» خارج أرضه، منذ فوزه على اتحاد كلباء بهدفين دون مقابل في 19 إبريل/ نيسان الماضي.
وساهم الفوز والحصول على النقاط الثلاث، في خروج رجال الفريق البرتقالي من النفق المظلم، والتقدم إلى المركز الثاني عشر أول مراكز الأمان في جدول الترتيب.
وشهدت المباراة تسجيل التونسي هيكل الشيخاوي هدف الانتصار، ليكون الهدف رقم 7600 في تاريخ المحترفين (دون احتساب موسم كورونا الملغى).