عادي

العقلانية الجديدة وتأصيل العلوم

22:46 مساء
قراءة دقيقتين
غلاف

القاهرة: «الخليج»

لا تزال العقلانية موضوع اهتمام في الثقافة العربية المعاصرة، على الرغم مما يشوب هذا المفهوم من لبس وغموض، وما يعرفه من تراجع في العقود الأخيرة إما باسم (ما بعد الحداثة) التي ترفع شعار نهاية السرديات الكبرى، واليقينيات المطلقة، وتفكك العقل، أو باسم القوى المناهضة للعقل والعقلانية في المجتمعات العربية.

تأتي ترجمة «الزواوي بغور» لهذا الكتاب الصادر عن المركز القومي للترجمة، وعنوانه «العقلانية الجديدة» في الوقت المناسب، لتوضح لنا مفهوم العقلانية، وتكشف عن قيمتها وجدواها، وعلاقتها بالسياسة والدين والفن، وتمكننا من فتح نقاش حول هذه المسألة الحيوية بالنسبة للثقافة العربية، خاصة أن مؤلف الكتاب «برتراند سان سورنين» نهج طريقا في التحليل، وأثار مشكلات تعنينا مباشرة، ومنها على وجه التحديد ما أسماه «لغز العلم والعقلانية» في الثقافة العربية الحديثة.يتميز هذا الكتاب بجملة من السمات، أهمها مناقشة مسائل العقلانية، من خلال تاريخ العلوم، المبني على آراء العلماء والفلاسفة في القديم والحديث، مع حضور للتاريخ الآخر، ويقصد بذلك تاريخ العلوم في الهند والصين واليابان وفي الحضارة الإسلامية، ودراسة العقلانية الجديدة من خلال علوم أساسية، على رأسها علم الفلك وعلوم الحياة، مستبعداً وناقداً للنموذج الفيزيائي، مع مقارنة دائمة بين ما يسميه العقلانية الكلاسيكية والعقلانية الجديدة.

يشتمل مفهوم العقلانية على ثلاثة عناصر أو مجالات أساسية، على رأسها العلم والدين والفن، وهذه المحاولة التركيبية هي التي تميز الطرح الجديد لمفهوم العقلانية الذي حاول تأسيسه سورنين، ومن ضمن السمات التي يتميز بها الكتاب، الاهتمام بالجوانب السياسية والاجتماعية والتاريخية والثقافية لمسألة تأصيل العلوم، وتقديم الأفكار اللازمة للحد من التفاوت العلمي بين الأمم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtpnu6vm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"