د. موزة سيف الدرمكي*
تعتبر الصعوبات التحصيلية من التحديات الشائعة التي يمكن أن يواجهها أطفالنا خلال مسار تعلمهم. ويحتاج الوالدان والمعلمون إلى التعامل بحساسية وفعالية مع هذه الصعوبات، لضمان تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال بهدف علاج مشكلاتهم وتحقيق نجاحهم.
أحد أهم جوانب التعامل مع الصعوبات التحصيلية هو ملاحظة طريقة تعلم الطفل، والاستماع إلى مشكلته كما يشعر بها هو، لفهم المشكلة فهماً عميقاً، والتعرف الى التحديات التي يواجهها الطفل في عملية التعلم والتطور. ففهم طبيعة الصعوبة التي يواجهها الطفل يساعد في تحديد الخطوات اللازمة لمساعدته، الأمر الذي يتطلب التواصل الواضح والمستمر بين الوالدين والمعلمين لفهم طبيعة الصعوبات وأسبابها وإيجاد الحلول لمساعدته.
ومن الأهمية بمكان تقديم الدعم العاطفي للطفل، مما يمنحه الشعور بالمساندة والتشجيع، الأمر الذي يساعده في التغلب على تلك الصعوبات، كون الوالدين والمعلمين مصدر قوة وثقة للطفل، يشجعونه على المثابرة والإيمان بقدراته. هذا إضافة إلى أن الصعوبات التحصيلية يجب أن تكون محفزاً لتطوير استراتيجيات متنوعة وفعالة في تعليم الطفل، مما يشجعه على تطوير مهاراته الذاتية وإكسابه استراتيجيات جديدة لتحسين أدائه وتحقيق نجاحه في التعلم.
كما يجب أن تسير تلك الخطوات جنباً إلى جنب مع العمل بشكل دائم على زرع ثقة الطفل بنفسه والتشجيع على الاستقلالية، لتحفيز الطفل على تطوير مهاراته الذاتية والاستقلالية في التعلم. ولا يمنع كل ذلك من البحث عن المساعدة الإضافية التي تتطلبها بعض الصعوبات التحصيلية خارج البيئة المدرسية، كدروس تنمية المهارات وزيارة مراكز التعلم أو المعالجين التعليميين، مع عدم إغفال إجراء التقييمات المستمرة، البنائية منها والختامية للتأكد من مدى تطور الطفل.
وفي النهاية، تعامل الوالدين مع الصعوبات التحصيلية لدى أطفالهما يحتاج إلى صبر وتفهم، ويتعين على الوالدين والمعلمين أن يكونوا داعمين للطفل خلال رحلته، مما يساعده على تجاوز الصعوبات وتحقيق نموه الشخصي والأكاديمي والنفسي.
* جامعة كلباء