عادي

«قمر» بيونغ يانغ قد يشعل الحرب

23:32 مساء
قراءة 4 دقائق
1
قمر التجسس الكوري الشمالي لحظة إطلاقه

كتب - بنيمين زرزور:

دخل الفضاء كعنصر إضافي في تأزيم المواجهة بين الكوريتين، بعد إطلاق بيونغ يانغ قمرها الصناعي التجسسي الجديد «مانريغيون-1»، لأغراض جمع المعلومات، ما يهدد بمزيد من التصعيد وجرّ المنطقة، والعالم، إلى مواجهة قد يصعب تجنبها.

حذرت كوريا الشمالية، يوم الأحد الماضي، من أن «الصدام الفعلي والحرب» أصبحا مسألة وقت، في شبه الجزيرة ‏الكورية، في أعقاب إلغاء اتفاق خفض التوتر العسكري بين الكوريتين.‏

جاء ذلك التهديد في مقال نشره معلق عسكري كوري شمالي، بوكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية «يونهاب»، والذي ألقى باللوم على كوريا الجنوبية في إلغائها الاتفاقية العسكرية الشاملة لعام 2018، التي دعت إلى سلسلة من الإجراءات العسكرية، للحد من التوترات على طول الحدود. وألغت كوريا الشمالية فعلياً، الاتفاق بعد أن علقت كوريا الجنوبية جزءاً منه، احتجاجاً على إطلاق كوريا الشمالية لقمر تجسس عسكري، لتعيد كوريا الشمالية منذ ذلك الحين مواقع الحراسة وتنشر أسلحة ثقيلة على طول الحدود.

كان اتفاق 2018 الخط الأخير لمنع الصراع العسكري العرضي في المنطقة الواقعة على طول خط ترسيم الحدود العسكرية، حيث تحتشد قوات مسلحة ضخمة بأعلى كثافة، وتهدد بمواجهة حادة.

إعلان حرب

وقالت بيونغ يانغ إنها سوف تعتبر أي تدخل في تشغيل أقمارها الصناعية بمثابة إعلان حرب، مؤكدة أنها ستقضي على أقمار الاستطلاع الأمريكية رداً على أي تدخل أمريكي في أنشطتها الفضائية.

ويوم الثلاثاء، أعلنت كوريا الشمالية، أن قمرها الصناعي للتجسس العسكري التقط صوراً للبيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية، وحاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية، ترسو في قاعدة بحرية أمريكية.

ووفقاً للوكالة، نجح القمر الصناعي بالتقاط صور البيت الأبيض و«البنتاغون»، عند الساعة 11:36 مساء يوم الاثنين، وكذلك صوراً لقاعدة نورفولك البحرية، وحوض نيوبورت نيوز لبناء السفن، ومهبط في فيرجينيا عند الساعة 11:35 مساء.

وقد شاهد الزعيم كيم جونغ أون الصور أثناء تلقيه تقرير العمليات من مركز بيونغ يانغ للتحكم العام، التابع للإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات فرضها مجلس الأمن الدولي تحظر على بيونغ يانغ امتلاك واستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، لكن تلك العقوبات لم تتمكن من إيقاف أنشطتها حيث تمتلك تقنيات عسكرية متطورة في هذا المجال.

وحذرت كوريا الشمالية من أنها ستواصل ممارسة حقوقها السيادية، بما في ذلك إطلاق الأقمار الصناعية، في حين أفادت تقارير بأن قواتها تنشط في ترميم بعض مواقع الحراسة التي تم هدمها على الحدود مع كوريا الجنوبية.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان، إن إطلاق قمر صناعي للاستطلاع، الأسبوع الماضي، كان مدفوعاً بالحاجة إلى مراقبة الولايات المتحدة، وحلفائها. وجاء في البيان: «إنها طريقة قانونية وعادلة لممارسة حقنا في الدفاع عن أنفسنا والرد الشامل والمراقبة الدقيقة للعمل العسكري الخطر الذي تقوم به الولايات المتحدة وأتباعها».

صاروخ جنوبي

ودفع إطلاق القمر الصناعي كوريا الجنوبية إلى تعليق بند رئيسي في الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين، واستئناف المراقبة الجوية بالقرب من الحدود. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنها أجرت بنجاح، يوم الاثنين، تجربة إطلاق لصاروخ فضائي يعمل بالوقود الصلب فوق البحر بالقرب من جزيرة جيجو، وسط سباق فضائي متزايد مع جارتها كوريا الشمالية. وهذا هو الاختبار الثالث من نوعه بعد اختبارين آخرين في ديسمبر ومارس، من العام الماضي. وشملت عملية الإطلاق تجارب على تكنولوجيا تم تطويرها في هيئة تابعة لوزارة الدفاع، وصاروخاً فضائياً، وقمراً صناعياً من إنتاج شركة هانوا سيستمز، الكورية الجنوبية.

وتقدر كوريا الجنوبية أن الشمال كان لديه نحو 160 موقع حراسة على طول المنطقة المجردة من السلاح، بينما كان لدى الجنوب 60 موقعاً. وهدم كل جانب 11 منها بعد الاتفاق بهدف تهدئة التوتر، ومنع وقوع اشتباكات عسكرية.

ودعت الولايات المتحدة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين، لبحث إطلاق كوريا الشمالية قمراً صناعياً.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، إن الخطوة تظهر فقط مدى الخلل الذي وصل إليه مجلس الأمن، حيث تتبع بعض الدول الأعضاء الولايات المتحدة بشكل أعمى في إصدار بيانات لا معنى لها.

ورفضت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، إجراء محادثات مع الولايات المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد أسابيع من تدهور العلاقات.

وانتقدت شقيقة كيم، وهي مسؤولة كبيرة في إدارة الدعاية والإعلام في بيونغ يانغ، الولايات المتحدة ووصفتها بأنها تتبع «معايير مزدوجة للغاية»، لاقتراحها إعادة فتح المحادثات مع زيادة الأنشطة العسكرية في المنطقة. وأضافت أن كوريا الشمالية «ستواصل بذل الجهود لتطوير كل ما يتعلق بحقوقها السيادية، وستواصل ممارسة الحقوق السيادية التي تتمتع بها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من دون قيود في المستقبل أيضاً». ودعا كيم جونغ أون، الجيش إلى الاستعداد لأي «استفزاز»، وأعلن نشر المزيد من الجنود والأسلحة الأخرى على حدوده مع كوريا الجنوبية.

وكان الاتفاق العسكري في عام 2018 حدثاً بالغ الأهمية بالنسبة إلى شبه الجزيرة الكورية، حيث مهّد للدخول في حقبة جديدة من السلام والإعلان رسمياً عن تجنب خلافات الحرب الباردة التي كانت سائدة لعقود من الزمن. ومع ذلك، بعد أقل من عام، تلاشت كل مؤشرات التقدم في العلاقات بعد انهيار المحادثات الدبلوماسية بين كيم جونغ أون، والرئيس السابق دونالد ترامب، في فيتنام.

فبعد فشل قمة هانوي، أعلنت كوريا الشمالية أنها لن تتفاوض مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ثم حدث الوباء، وأغلقت كوريا الشمالية حدودها.

وألقت بيونغ يانغ باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في هذا التصعيد، بعد تطوير واشنطن «نظام المراقبة» الخاص بها، والذي من شأنه التجسس على كوريا الشمالية والدول المجاورة.

وتبقى المنطقة عرضة لمزيد من التصعيد والأنشطة الاستفزازية، حيث ترسل بيونغ يانغ طائرات من دون طيار إلى كوريا الجنوبية تصور مواقع حساسة، مثل مجمع المكاتب الرئاسية، وهي أنشطة تثير القلق في كوريا الجنوبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ac72ew9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"