دبي: فاروق فياض
قال آدم فورجاكس، المدير العام لشركة «إفيشيو» المتخصصة في سلاسل التوريد وإدارة المشتريات، إن مناخ دولة الإمارات العربية المتحدة، يتميز بالعديد من المزايا التي تؤهلها لتوليد الطاقة المتجددة، ولديها رأس المال اللازم للاستثمار في البنية التحتية الخضراء. وعلاوة على ذلك، فهي تتمتع بهياكل حكومية قوية يمكنها دفع التغيير من خلال التشريعات والتمكين، ولدى سكانها وعي متزايد وكافٍ بالحاجة إلى تحسين الاستدامة والحد من الكربون.
وقال فورجاكس، في تصريحات ل«الخليج»: «إن الإمارات كذلك، تتمتع بواحد من أعلى معدلات استهلاك الطاقة للفرد في العالم، إضافة إلى توفر الوقود الأحفوري وبأسعار معقولة، ومناخ يتطلب طاقة كبيرة للتبريد وإنتاج المياه من خلال تحلية المياه».
وتابع فورجاكس: «أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، العديد من المبادرات الاستراتيجية التي من شأنها التحول نحو الطاقة المتجددة، ك«المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050»، والتي تهدف إلى جعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحقق صافي انبعاثات صفرية، كما تعد استضافة مؤتمر «COP28» أيضاً دليلاً رائعاً على تركيز الدولة وقيادتها في تطوير مستقبل صافي الانبعاثات الصفرية.
ومع التوافق الكامل مع «اتفاق باريس للمناخ»، وتوجيهات السلطات المختصة في الدولة، والجهود الدؤوبة بالتوازي مع برنامج القيمة المحلية المضافة الحالي في البلاد، ليس لدينا أدنى شك في أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستنجح في طموحها».
بصمة كربونية
وعن أهمية تقليل البصمة الكربونية للعمليات اللوجستية في الإمارات، مع الأخذ في الاعتبار قسوة المناخ والمسافات الشاسعة؛ قال فورجاكس: «يحتاج موضوع تخفيض البصمة الكربونية وسياسة اعتماد الخدمات اللوجستية إلى دراسة كاملة، ومع ذلك توجد العديد من الآليات لتقليل الانبعاثات بشكل كبير والتي يجب على المنظمات النظر فيها بشكل ممنهج، واستكشاف كل الخيارات في ظل التطور التكنولوجي المستمر وتطور البنية التحتية».
وتتمثل الخطوة الأولى في تقييم فرص خفض الطلب، أو تطويره، مع التأكيد على أن يكون المنتج النهائي بالقرب من المستهلك، وإدامته لفترة طويلة جداً، ووضع هيكلة جديدة لإعادة التعبئة والتغليف لتقليل الوزن والحجم، كذلك ينبغي على الشركات تطوير خدماتها اللوجستية لضمان تقليل الشحن عن طريق الجو، واختيار الطرق الأكثر فعالية، حيث يمكن البحث عن وسائل نقل بديلة.
إضافة لذلك، يمكن معالجة أنواع الوقود المحسّنة، مثل الغاز الطبيعي المسال للشحن، والوقود الحيوي للنقل البري، أو الجوي، أو الكهرباء للنقل البري.استراتيجيات متنوعة
وعن الاستراتيجيات التي يمكن لشركات سلسلة التوريد اعتمادها لدمج مصادر الطاقة المتجددة في عملياتها، أوضح فورجاكس، اعتماد الطاقة المتجددة يعدّ من أسرع وأسهل الخطوات لإزالة الكربون، وذلك يتم بحسب البلد، حيث تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتوفر الوقود الأحفوري وسهولة الوصول إليه، بقيمة مناسبة، وفي الوقت نفسه تتمتع المنطقة بوجود العوامل الجغرافية التي تساعدها على استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
ويمكن للمؤسسات تبنّي ذلك من خلال شبكة، أو سلسلة عن طريق اختيار عقد توريد للطاقة الخضراء، ويمكن تمويل القدرة على إنتاج الطاقة الخضراء بدلاً من تلقّي الطاقة المتجددة.
كما يمكن للمنظمات التفكير بشكل بعيد المدى، وأن تعتمد وتموّل إنتاج الطاقة المتجددة بشكل مباشر، وقد تتطلع المؤسسات أيضاً إلى اعتماد أنظمة الطاقة المحلية والمتجددة، حيث يتم بناء القدرات في الموقع، عادة على الأسطح، باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية (PV)، التي من المحتمل أن تكون متصلة بتخزين البطاريات المحلية، وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء الكهربائية، والمركبات الكهربائية ( EV) نقاط الشحن.
تنمية اقتصادية
وعن كيفية معالجة قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية لقضايا التنوع والشمول؛ قال المدير العام ل«إفيشيو»: «تتمثل الخطوة الأولى في الإدراك، أي إدراك أن الافتقار إلى التنوع والشمول هو من أكبر القضايا، وهو ليس مجرد مشكلة علاقات عامة، بل هو فرصة ضائعة لتكوين فريق أكثر فعالية».
وفضلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنمية القيمة المحلية، أو المحتوى المحلي، في السنوات الأخيرة، والتي، على الرغم من تركيزها على التنمية الاقتصادية على نطاق أوسع، إلا أنها تتضمن أهدافاً مهمة بالتوطين، وزيادة تمكين النساء في القوى العاملة الوطنية. والتعامل مع الموردين المحليين في المناطق الريفية في محاولة لتوطين العرض. وكان التنوع والشمول أيضاً موضوعاً رئيسياً في المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات لعام 2023 في دبي، لذا تتم معالجة الموضوع بشكل متزايد، ولكن ربما لا تزال هناك حاجة إلى آليات أكثر قوة.
