عادي
«إنترنت الأشياء» الأسرع نمواً

هل تعلم مقدار البيانات التي تتعامل معها البشرية؟

17:22 مساء
قراءة 3 دقائق
بيانات انترنت الأشياء الأعلى نموا
إعداد: خنساء الزبير

تتنامى البيانات حول العالم بمعدلات فائقة السرعة، فيما نشأ 90% منها خلال العامين الماضيين فقط، ويتضاعف الحجم كل عامين.

ويُقصد بالبيانات: معلومات فعلية (مثل القياسات، أو الإحصاءات) تُستخدم كأساس للاستدلال، أو المناقشة، أو الحساب؛ وربما يربط البعض بينها وبين ظهور أجهزة الحواسيب، ولكنها ليست بالأمر المستحدث، حيث كانت البيانات موجودة قبل وقت طويل يسبق ظهور هذه الأجهزة. فقبل 5 آلاف عام استخدم السومريون «الكتابة المسمارية»، لتتبع البيانات المتعلقة بالماشية والممتلكات.

وللأهمية الكبيرة التي تلاقيها البيانات في الحياة المعاصرة خرجت بعض الأبحاث التي لم تكتفِ بدراسة الأرقام فقط، بل أيضاً السياق المحيط بتلك الأرقام.

لا تتوسع البيانات غير الرقمية بذات السرعة التي تتوسع بها البيانات الرقمية؛ فإذا تم أخذ كل المعلومات الموجودة في مكتبات الأبحاث الأكاديمية الأمريكية وجُمعت معاً فستكون 2 بيتابايت.

أما في حالة البيانات الرقمية فقد كان «غوغل» يقوم في عام 2008 بمعالجة 20 بيتابايت في اليوم الواحد.

وتزايد حجم البيانات عالمياً بشكل كبير في الأعوام ال 20 الماضية، لعدة أسباب مرتبطة ببعضها بعضاً.

ووفقاً ل«قانون مور»، الذي ابتكره غوردون مور، أحد مؤسسي «إنتل» عام 1965، فإن التخزين الرقمي يصبح أكبر وأرخص وأسرع، عاماً تلو عام، ومع ظهور قواعد البيانات السحابية أصبحت القيود الصارمة السابقة على حجم التخزين قيوداً بالية.

ومنذ عام 1986 زادت كمية تخزين البيانات المتاحة في العالم بسرعة، ما يعكس واقعاً جديداً من الحجم السنوي للبيانات المختزنة.

  • استهداف العملاء

ومنذ بداية الألفية الثالثة قامت شركات، مثل «غوغل» و«فيسبوك»، بتسخير البنى التحتية السحابية لجمع كميات هائلة من بيانات المستخدم لاستهداف العملاء؛ وسرعان ما تبنت الشركات في جميع أنحاء العالم أساليب مماثلة كحلول للبيانات الضخمة.

ومع حصول مليارات المستخدمين الجدد على إمكانية الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، زاد توليد البيانات بشكل هائل.

  • الحجم الحالي

وعند تقدير كمية البيانات في العالم من الأفضل تقسيم الإجمالي إلى زيادات أصغر، لأن في اليوم الواحد يولد العالم 2.5 كوينتيليون بايت؛ أي 1000 بيتابايت!، إذن، ما هي كمية البيانات التي يتم إنشاؤها في السنة؟

وفقاً للتقرير «بوصلة الاقتصاد الرقمي،» الصادر عن «ستاتيستا»، أنتج العالم 33 زيتابايت من البيانات في عام 2018، وحده.والزيتابايت هو 2 أس 70 بايت، ويعبر عنه أيضاً ب 1021 1,000,000,000,000,000,000,000 بايت أو 1 سيكستيليون بايت. وهذا يعادل 660 مليار قرص «بلو-راي»، و33 مليون عقل بشري، و330 مليون من أكبر أقراص صلبة في العالم.

ومن المؤكد أن إعطاء لمحات بالدقيقة واليوم والسنة، يعطي صورة جيدة عن حجم البيانات في العالم، ولكنه لا يجيب عن السؤال: ما كمية البيانات الموجودة في العالم؟

الصورة
  • الأسرع نمواً

وفقاً لأحدث التقارير فإن إجمالي مساحة البيانات العالمية وصل إلى 64 زيتابايت في عام 2020. ومن بعض النتائج المفاجئة في هذا التقرير ما يلي:

  • بيانات «إنترنت الأشياء» هي الأسرع نمواً، تليها وسائل التواصل الاجتماعي.
  • البيانات التي يتم إنشاؤها داخل السحابة لا تنمو بذات سرعة نمو البيانات المخزنة في السحابة
  • سوف ينمو نطاق بيانات الأعمال بمعدل أسرع مرتين من بيئة المستهلك بسبب الدور المتزايد للسحابة في التخزين والاستهلاك

ويجب ألا تذهب طي النسيان تلك الحواسيب المركزية القديمة، والأجهزة غير المتصلة بالشبكة، ومحركات الأقراص الصلبة المحلية، وكل الأشكال الأخرى من البيانات الرقمية التي لا يمكن الوصول إليها. بجانب البيانات غير الرقمية، مثل نماذج التأمين والكتب وكتيبات التعليمات. وفي الحقيقة من الصعب احتساب بعض هذه البيانات، لذا ربما يكون من الأفضل النظر إلى 64 زيتابايت كحد أدنى، وهو أقل تقدير لكمية البيانات الموجودة في العالم.

  • تقدير مستقبلي

وقد يتبادر سؤال حول حجم البيانات الذي سيكون في المستقبل مع هذا التزايد المذهل، وكما أن من الصعب التنبؤ بكمية البيانات الموجودة في العالم الآن يصعب أيضاً التنبؤ بحجم البيانات في السنوات المقبلة لكن العديد من الباحثين تدارسوا الأمر وتوصلوا إلى بعض النتائج المثيرة للاهتمام.

وقد قامت مؤسسة البيانات الدولية، IDC، على وجه الخصوص بعمل جيد في هذا الصدد، ويتوقع فريقها أن حجم البيانات العالمية سوف يتوسع إلى 175 زيتابايت بحلول عام 2025.

وسوف يأتي ما يقدر بنحو 90 زيتابايت من هذه البيانات من أجهزة «إنترنت الأشياء» وحدها؛ وفي الوقت ذاته تتوقع مجلة فوربس أن 150 تريليون غيغابايت من البيانات في الوقت الفعلي سوف تحتاج إلى التحليل بحلول عام 2025. ومع حجم البيانات وتعقيداتها، من المرجح أن تستخدم الشركات منصة لإدارة البيانات لإعداد البيانات للتحليل وتسليمها إلى الوجهات، بما في ذلك سير عمل الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u4wjzxy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"