عادي

حرب أوكرانيا.. كيف أنهت عقوداً من الحياد؟

15:36 مساء
قراءة 3 دقائق
حرب أوكرانيا.. كيف أنهت عقوداً من الحياد؟

«الخليج» - وكالات
دفعت الاتفاقيات العسكرية الجديدة التي أبرمتها دول أوروبية لتعزيز قدراتها الدفاعية، باحثين في الشؤون الدولية ومحللين إلى ربط هذا التسارع الملحوظ في وتيرة التسليح بالقلق العام داخل نادي الناتو وفي الغرب، تجاه موسكو التي أنهت حربها مع كييف حياداً استمر لعقود.
وترى صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن تلك الاتفاقيات التي أبرمتها دول مثل السويد وفنلندا والدنمارك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا هذا الشهر تعكس التغيرات الرئيسية في حلف الناتو، حيث يتسابق الأعضاء لتجديد ترساناتهم التي استنزفت في دعم أوكرانيا على مدار العامين الماضيين.
مظلة واشنطن الأمنية
وفي القلب من جميع اتفاقيات التعاون الأمني ​​الدفاعي الست توجد مبادئ توجيهية تسمح للقوات الأمريكية بالعمل في البلاد في مهام تدريبية مع تخفيف الإجراءات البيروقراطية لنشر الأفراد والمعدات بسرعة في حالات الطوارئ.
وبحسب الصحيفة، فإن للولايات المتحدة أن تقول: «هذه المنطقة بأكملها هي منطقة دفاعية واحدة. كيف يمكننا العمل سوياً سواء في التخطيط أو في التدريب أو في عمليات الردع؟ الآن أصبح من الممكن القيام بكل هذا بعقلانية، بدلاً من القول: لا نستطيع التزود بالوقود في السويد، كما يشير تشارلي سالونيوس باسترناك، الباحث البارز في المعهد الفنلندي للعلاقات الدولية».
وعند انضمام شبه جزيرة القرم في عام 2014 إلى سيطرة روسيا، بدأت السويد وفنلندا التدريب بشكل أوثق مع حلف شمال الأطلسي والدول الفردية، ما يوفر وجوداً فعلياً للتحالف في أقصى الشمال لم يكن موجودًا من قبل.
ووقعت الولايات المتحدة الاثنين الماضي أحدث اتفاقية مع فنلندا التي تمتلك أطول حدود لحلف شمال الأطلسي مع روسيا، وتمتد لمسافة 800 ميل من بحر البلطيق إلى القطب الشمالي.
وبررت هلسنكي قرارها عقد اتفاقية تسليح مع واشنطن بما وصفته استخدام موسكو الهجرة كسلاح على طول الحدود الفنلندية من خلال تشجيع المهاجرين من دول أخرى على محاولة العبور إلى فنلندا، ما أدى إلى إغلاق مجموعة كبيرة من نقاط العبور على الجانب الفنلندي، ما نمى لديها إحساساً بالحاجة الملحة لتوقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة.
وانتهت عملية التوازن التقليدية في هلسنكي بين موسكو والغرب تمامًا عندما دخلت الدبابات الروسية أوكرانيا في فبراير 2022، ما دفع فنلندا إلى القفز إلى حلف الناتو إلى جانب السويد، التي لا تزال تنتظر تصويت تركيا والمجر على عضويتها.
وقبل أيام، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستعيد إحياء منطقة لينينغراد العسكرية، وهي منطقة عسكرية روسية كانت موجودة منذ فترة طويلة وتقع على الحدود مع فنلندا.
ووقعت واشنطن بالفعل اتفاقيات مع أيسلندا والنرويج في السنوات السابقة، ما يعني أن الولايات المتحدة لديها الآن أطر قانونية لنشر قوات في جميع دول المنطقة الشمالية من أوروبا.
كما تتمتع دول الشمال الاوروبي أيضًا بعلاقات دفاعية عميقة فيما بينها فهي جميعها جزء من اتفاقية التعاون الدفاعي لدول الشمال، إلى جانب أيسلندا والنرويج، وهي اتفاقية تزيل الحواجز أمام التعاون الدفاعي بين الدول.
وبحسب صحيفة «بوليتيكو» فإن هذه الدول بالإضافة إلى جيرانها من منطقة البلطيق في الجنوب، تقع على خط المواجهة، وهي تراقب بقلق التصرفات الروسية على سواحل البلطيق، وسوف ترحب بوجود أمريكي أقوى.
وقال ماكس برغمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن «القوة الدافعة الرئيسية وراء كل هذه الاتفاقيات هي العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والمخاوف بشأن الأمن الأوروبي والحاجة إلى زيادة تعداد القوات الأمريكية في الشرق، خاصة في حالة فنلندا».
تغيرات جذرية واتفاقات تاريخية
وترى «بوليتيكو» أن التغييرات التي حدثت في أوروبا منذ عام 2022 أصبحت تاريخية، فلم تتغلب فنلندا والسويد على عقود من الحياد فحسب، بل أنهت الدنمارك أيضاً هذا العام 30 عاماً من عدم المشاركة في التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي من خلال الانضمام إلى اتفاقية التعاون الهيكلي الدائم للاتحاد، وهي إطار للتعاون الدفاعي بين الدول، بالإضافة إلى وكالة الدفاع الأوروبية.
وأشارت إلى أن ما حدث حدث في البنتاغون يوم الجمعة الماضي، من قيام ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا بتحديث الاتفاقيات الدفاعية الحالية مع واشنطن لتكريس خطط الانتشار العسكري الجديدة لناتو وتدريب القوات الأوكرانية ومشاريع التعاون السيبراني، يسلط الضوء بشدة على التركيز المتجدد على الردع والدفاع في أوروبا.
وقالت تولي دونيتون، نائبة وزير سياسة الدفاع في وزارة الدفاع الإستونية، بعد التوقيع، إن الاتفاقية المحدثة التي تستمر حتى عام 2028، تشمل «الوجود العسكري الأمريكي في إستونيا، والمساهمة في تطوير الفرق، والتعاون في مجال الدفاع السيبراني والدفاع المشترك لدول البلطيق».
وقد تم التأكيد على التركيز الأوسع على نشر القوات يوم الاثنين، عندما وقعت ألمانيا وليتوانيا اتفاقاً تاريخياً لنشر 5000 جندي ألماني بشكل دائم في هذه الدولة البلطيقية، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل عامين فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzcjxn5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"