عادي
أبرزها رئاسة «النووية العالمية» في 2024

الإمارات تودع «عام الاستدامة» بإنجازات في الطاقة النووية

17:08 مساء
قراءة 4 دقائق
محطة براكة
محطة براكة
أبوظبي: «الخليج»
حفل «عام الاستدامة» في دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من المبادرات والإنجازات، التي جعلت عام 2023 ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في الدولة، ومنصة ريادية لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة ظاهرة التغير المناخي، وتحقيق الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وواصل البرنامج النووي السلمي الإماراتي القيام بدور محوري في تحقيق الإنجازات الاستثنائية، على صعيد تسريع عملية خفض البصمة الكربونية، ودعم مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة، وبالتالي تعزيز الدور الريادي للدولة في هذا المجال على الصعيد العالمي.
وفي فبراير/ شباط 2023، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المكلفة بتطوير قطاع الطاقة النووية في الدولة، إنجازاً كبيراً تمثل في بدء التشغيل التجاري للمحطة الثالثة، ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، ليبرز أكثر دور المحطات بصفتها أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في المنطقة ككل، عبر إنتاج ما يصل إلى 4200 ميغاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، بهدف مواصلة دعم النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.
  • رئاسة المنظمة النووية

وفي مايو/ أيار الماضي، واصلت الدولة تعزيز مكانتها الريادية في قطاع الطاقة النووية على الصعيد الدولي، مع اختيار محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمؤسسة، رئيساً جديداً لمجلس إدارة المنظمة النووية العالمية، وذلك خلال اجتماع مجلس الإدارة، حيث سيتسلم مهام منصبه رئيساً للمجلس، عام 2024، ليصبح بذلك أول إماراتي وعربي يتولى هذا المنصب، وهو الإنجاز الدولي الثاني للإمارات في هذا القطاع، بعد اختيار الحمادي رئيساً للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين.
وفي يوليو/ تموز من العام نفسه، حققت شركة براكة الأولى التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن الجوانب المالية والتجارية لمحطات براكة، إنجازاً في غاية الأهمية تمثل في إتمام عملية إعادة تمويل محطات براكة، بالتعاون مع مؤسسات مالية إماراتية، حيث تمت عملية إعادة تمويل الرصيد المستحق بالكامل بموجب تسهيلات القرض من بنك التصدير والاستيراد الكوري، من خلال تسهيلات قرض جديد يموله اثنان من البنوك الإماراتية، هما بنك أبوظبي التجاري وبنك أبوظبي الأول، ما يسلط الضوء على الثقة الكبيرة بمشروع محطات براكة، فضلاً عن عوائد المحطات الاقتصادية الجديدة للإمارات، إلى جانب ما تحقق من العوائد الخاصة بتطوير سلسلة الإمداد المحلية وتوفير آلاف فرص العمل لمواطني الدولة.
وبينما كانت الأنظار تتجه لدولة الإمارات، وهي تجمع قادة العالم في مؤتمر «كوب 28»، الذي اختتم أعماله بنجاح باهر في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بادرت المؤسسة والمنظمة في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى إطلاق مبادرة غير مسبوقة في قطاع الطاقة النووية حول العالم، حملت اسم «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي»، والتي تضمنت دعوة القادة وصناع القرار لمضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050، لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول ذلك العام.
  • ضمان أمن الطاقة
وبينما كانت النسخة الثامنة والعشرين من هذا المؤتمر الدولي تاريخية لقطاع الطاقة النووية، مع الاعتراف العالمي بأهمية هذا القطاع في ضمان أمن الطاقة والاستدامة معاً حققت المبادرة نجاحاً كبيراً تمثّل في الإعلان عن تعهد 22 دولة في اليوم الثالث من المؤتمر بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاث مرات، بحلول عام 2050، حيث اتفقت على الأهمية الكبيرة لزيادة الاستثمارات في الطاقة النووية من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، وتسريع خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة.
وأطلقت المؤسسة، في الشهر نفسه، خطة لخفض البصمة الكربونية لكافة أنشطة المؤسسة والشركات التابعة لها في موقع محطات براكة، بالتعاون مع مختبر «إيداهو» الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، والتي تتضمن وضع مسار يُمكّن المؤسسة من خفض البصمة الكربونية، وتحقيق الحياد المناخي لكافة أنشطتها باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
كذلك شهدت الفترة نفسها خلال انعقاد المؤتمر إطلاق فرع الشرق الأوسط لـ«منظمة المرأة في الطاقة النووية» برئاسة إماراتية وبما يتماشى مع أهداف المؤتمر الخاصة بالمساواة بين الجنسين في الاستدامة واستراتيجيات خفض البصمة الكربونية، كما يأتي ذلك في إطار مواصلة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التزامها بتطوير قدرات ومهارات المرأة للقيام بأدوار رئيسية في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا النووية، وذلك بعد قيام الكفاءات النسائية بدور مهم في الابتكار وتشكيل مصدر إلهام للشابات من خلال دورهن في البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
ومع اقتراب المؤسسة من تحقيق جزء من أهدافها بتطوير محطات براكة، وتوفير ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، اتخذت خطوات مهمة على صعيد تحقيق الأهداف الأوسع والأشمل للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث أطلقت «البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية»، لدعم الصناعات الثقيلة والقطاعات التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة، حيث يتضمن البرنامج تقييم أحدث التقنيات الخاصة بالمفاعلات المصغرة والمفاعلات المتقدمة لتحديد التصاميم الملائمة منها، والتي يمكنها تلبية الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة مثل البخار والهيدروجين والأمونيا علاوة على استخدام الحرارة في القطاعات الصناعية في الدولة. ولهذه الغاية وقّعت المؤسسة خلال المؤتمر العديد من مذكرات التفاهم مع أكبر الشركات المتخصصة حول العالم لاستكشاف فرص التعاون المشترك في تطوير التقنيات المتقدمة في قطاع الطاقة النووية.
واختتمت المؤسسة عام 2023 بإعلان إتمام تحميل الوقود في مفاعل المحطة الرابعة في براكة، وفق متطلبات اللوائح المحلية وأعلى المعايير العالمية، ما يعد خطوة مهمة نحو التشغيل الكامل لكافة محطات براكة الأربعة، والتي تعد أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية وأكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في المنطقة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc586kdc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"