من أجل معاودة البناء والتكوين بشكل أفضل وتكرار بناء المنظومة، لا بد من توفير طريقة منسجمة وفعالة، وهي ليست بالعملية السهلة، وتحتاج إلى الوقت والجهد الكافيين، وغير مطلوب فيها تحقيق الإنجازات، ولاشك أن الأدوات التي تمتلكها وجودتها هي ما تصنع الفارق، والتي من خلالها تستطيع تنفيذ رؤيتك وتحقيق أهدافك، وهي أهم العناصر التي تُمكن الفريق من المضي قدماً إلى الأمام.
تتحول الأنظار والأضواء في الفترة القادمة على التحدي الأبرز، بطولة كأس آسيا 2024 التي ستقام في الدوحة، في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير المقبلين، ويتواجد الأبيض الإماراتي ضمن المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات إيران وفلسطين وهونغ كونغ، ويتطلع الشارع الإماراتي ليرى مدى الجاهزية الذي سيظهر عليها منتخبه في المواجهات الرسمية، والاستعداد الفني والبدني والحالة الذهنية والنفسية، وتأثير باولو بينتو المدرب البرتغالي والطفرة التي أحدثها، في المعسكرات والمباريات الودية التي خاضها في المرحلة السابقة.
وسادت حالة من الارتياح والثقة عند المراقبين، وبارقة أمل في ختام المعسكرات الإعدادية الماضية، والدفعة المعنوية لازمت التحضيرات، بسبب مستوى أداء المباريات والتجارب والانتصارات المتوالية، والتحدي الأكبر يتمثل في محاولة استعادة الفريق للشخصية والهوية الواضحة وتصحيح المسار، خصوصاً أن نتائج المنتخب المخيبة في السنوات الماضية، لم تكن على قدر الطموحات، من فقدان المكتسبات على المستوى الخليجي والآسيوي والعالمي، ولا شك أنه سيكون عملاً شاقاً ويحتاج إلى تضافر الجهود، للوصول إلى هذا المبتغى وتحقيق الهدف المنشود.
وتأتي اختيارات بينتو لقائمة أثبتت جدارتها، من خلال أداء ونتائج المنتخب في المباريات التي خاضها، ومزيج من أسماء شابة من عناصر المنتخب الأولمبي، والمؤكد جلياً ما يقوم به الطاقم التدريبي، من عمل دؤوب واجتهاد ملحوظ في هذه التجمعات، ومحاولة لإيجاد الصيغة الملائمة للتشكيلة الأمثل، وهو العنوان الأبرز الذي نراه في فكر المدرب، الذي لم يكتف بالبحث عن المواهب في دوري المحترفين بل البحث في دوري الأولى ومختلف المسابقات، لخلق فريق للمستقبل بعناصر شابة ومعدل أعمار صغير، قادرة على العطاء لسنوات والظهور المشرف في المحافل الدولية القادمة، والتي نتمنى فيها للمنتخب التوفيق والنجاح.
