عادي

كيف تحدث ظاهرة تسونامي؟

21:35 مساء
قراءة دقيقتين

باريس- أ.ف.ب

يحصل تسونامي أو المد البحري كالذي بدأ، الاثنين، بضرب السواحل الغربية لليابان مع أمواج بارتفاع متر واحد، نتيجة وقوع زلازل تحت البحار.

ومن بين الشروط المؤاتية لنشوء مد بحري، أن يكون الزلزال قوياً، وقد بلغت قوة زلزال اليابان 7,5 درجة بحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية و7,6 بحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

ويصل ارتفاع أمواج تسونامي الناشئة عن نشاط زلزالي من أعلى إلى أسفل الكتلة المحيطية، إلى مئات الأمتار، وتزداد قوتها في كل مرة تصطدم فيها بقاع البحر.

وفي نقطة الانطلاق لا يولد التسونامي سوى أمواج صغيرة متباعدة جداً لأن كتل المياه الهائلة التي حركها الزلزال تتنقل على عمق القاع، بخلاف الأمواج العادية التي تقتصر على سطح الماء.

ومع اقتراب أمواج المد البحري من السواحل بسرعة 800 كلم/ ساعة تقريباً، ترتفع المياه من قاع المحيط ما يركز الطاقة التي يحركها التسونامي. وتتباطأ سرعة الأمواج وتتقارب ويزداد ارتفاعها بشكل ملحوظ، إذ يمكن أن تصل إلى أكثر من عشرين متراً.

وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفّض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار. وبإمكان موجة التسونامي بما أنها تفقد القليل من طاقتها، الامتداد على مساحات كبيرة لتصل إلى سواحل تبعد آلاف الكيلومترات.

وفي عام 1960، تسبّب زلزال بقوة 9,5 درجة على مقياس ريختر ضرب تشيلي بتسونامي مدمر بلغ سواحل اليابان.

وأصدرت مدن في أقصى الشرق الروسي، الاثنين، بينها فلاديفوستوك الواقعة على الجانب الآخر من بحر اليابان، تنبيهاً من احتمال حدوث تسونامي.

وتنسق البلدان الرئيسية المطلة على المحيط الهادئ مراقبتها تحسباً لمخاطر هذه الأمواج. ويجمع مركز الإنذار من تسونامي المعلومات في هاواي بالولايات المتحدة.

وإن كانت العديد من أمواج تسونامي تحصل بعد زلزال، فهناك أسباب أخرى ممكنة، ومنها الانجرافات تحت البحار التي تتسبب بها أحياناً الزلازل، مثلما حصل في بابوازيا-غينيا الجديدة في 1998 (2000 قتيل)، وانفجار بركان مثلما حصل في كراكاتوا الجزيرة الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في آب/ أغسطس 1883)، أو سقوط نيزك في البحر.

ويمكن أيضاً أن يحصل مد بحري خفيف بسبب ظواهر تتعلق بأحوال الطقس.

وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول 2004، اجتاح تسونامي سواحل نحو عشر دول في جنوب شرق آسيا، ما أسفر عن سقوط 220 ألف قتيل. وعادلت قوته نحو 23 ألف قنبلة ذرية، كتلك التي أُسقطت على هيروشيما، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وتعرضت اليابان في مارس/ آذار 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت عنه موجات مد «تسونامي»، وأودى ب18 ألفاً و500 شخص بين قتيل ومفقود.

ولا يقتصر حصول التسونامي على المحيط الهادئ. فقد شهد المحيط الأطلسي والبحر المتوسط في الماضي مداً بحرياً، كما أورد المؤرخ البريطاني اميانوس مارسيلوس الذي شهد الزلزال في الإسكندرية (مصر) في عام 365.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yz72aeec

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"