بحث وزير الخارجية الأمريكية مع المسؤولين الإسرائيليين، أمس الثلاثاء، تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتداعيات ما بعد الحرب في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك فرصة لترتيبات إقليمية جديدة، و«اندماج» إسرائيل في الشرق الأوسط، بعد «هذه المرحلة الصعبة»، فيما أكدت وزيرة الخارجية الألمانية من القاهرة، أن الضفة الغربية وغزة ملك للفلسطينيين، وأعرب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن قلقه من احتمالات انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة.
وطالب بلينكن خلال لقائه نتنياهو، بتفادي إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين في قطاع غزة، حيث سقط أكثر من 80 ألفاً، بين قتيل وجريح، أغلبيتهم العظمى من النساء والأطفال. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلينكن «جدّد دعمنا لحقّ إسرائيل في منع تكرار الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وشدد على أهمية تجنب إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين، وحماية البنية التحتية المدنية في غزة». والتقى بلينكن في إسرائيل الرئيس، إسحق هرتسوغ، ووزير الجيش، يوآف غالانت، ونظيره يسرائيل كاتس. ومن المقرر أن يجتمع مع مجلس الحرب، وأحد أبرز وجوه المعارضة والعضو في حكومة الحرب، بيني غانتس، قبل زيارة الضفة الغربية المحتلة، ثم مصر. وأكد بلينكن في وقت سابق، امس الثلاثاء، وجود «فرصة حقيقية» لإسرائيل «للاندماج في الشرق الأوسط». وقال بعد اجتماعه مع كاتس «أعتقد أن هناك فعلاً فرصة حقيقية لاندماج (إسرائيل) في الشرق الأوسط، لكن علينا أن نتخطى هذه المرحلة الصعبة جداً». وكان بلينكن أكد في وقت سابق، ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكم قيادة فلسطينية. وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمر أساسي لاستقرار كل المنطقة، على الأمد البعيد، بحسب ما نقلت «وول ستريت جورنال».
من جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة للقاهرة، أمس الثلاثاء، إن مصر وألمانيا متفقتان على أن غزة والضفة الغربية ملك للفلسطينيين. وأضافت أن معاناة الفلسطينيين في غزة لا يمكن أن تستمر، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير ملموسة الآن لضمان وصول المساعدات إلى السكان هناك. وأشارت إلى أن على المجتمع الدولي التزام بتنظيم الأمن في غزة بعد الحرب، ويتعين على سلطة فلسطينية خضعت للإصلاح أن تلعب دوراً حاسماً في المستقبل. وأضافت في مؤتمر صحفي مع نظيرها المصري سامح شكري، أن على جميع الأطراف التركيز في الوقت الحالي على حصول الفلسطينيين في غزة على المساعدات.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري «لابد أن نركز على وقف إطلاق النار، والتعامل مع القضايا الأمنية، ووصول المساعدات الإنسانية ومنع التهجير». وقال «كل الخطوات التي تتخذ هي بغرض الدفع نحو التهجير، لا يمكن أن يظل مليونا فلسطيني محاصرين في رقعة في الجنوب بهذا الشكل».
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الثلاثاء، إنه يشعر بالقلق من أن إسرائيل ربما اتخذت إجراء في غزة قد يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وقال كاميرون أثناء تلقيه أسئلة من لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان «هل أشعر بالقلق من أن إسرائيل اتخذت إجراء قد ينتهك القانون الدولي لأن هذا المكان بالتحديد تعرض للقصف أو أي شيء آخر؟ نعم.. بالطبع».
إلى ذلك، دعت الجزائر، أمس، لعقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي في ال12 من يناير/ كانون الثاني الجاري، حول التهديدات الإسرائيلية بالتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.(وكالات)
