تساعدك السيرة الذاتية المصوغة بشكل جيد في التميز عن المرشحين الآخرين للوظيفة؛ إذ إنها تعكس هويتك، وهي أول انطباع تتركه عند التقدم لها. وعندما يتعلق الأمر بإعداد سيرة ذاتية لوظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن ما تقرر تضمينه وحذفه، قد يُحدث فرقاً كبيراً في فرصك بالحصول على المقابلة أو الفشل في العقبة الأولى.
وفي هذا المقال، يقدّم لك خبراء في موقع «بيت دوت كوم» بعض الأفكار المفيدة، التي يجب تذكرها عند تخصيص سيرتك الذاتية لوظيفة في هذا المجال، لمساعدتك في التميز عن الآخرين والحصول على وظيفتك التالية.
أفضل طرق التخصيص
قد تعتقد أن التنسيقات البراقة والأشكال الجريئة، ستساعدك على ترك انطباع يصبّ في مصلحتك، ومن الممكن أن يكون الأمر كذلك، لكن ليس دائماً. وستتفاجأ من عدد السير الذاتية التي تم تنسيقها بشكل بسيط جداً، ولكنها تقوم بتوصيل المعلومات المهمة بكل وضوح وبساطة.
لذلك، كقاعدة عامة، يجب ألا تزيد سيرة تكنولوجيا المعلومات على صفحتين، فلا تجمع كل خبرتك المهنية ومواهبك فيها. امنحها إطاراً وجيهاً ومقروءاً. وعلى الرغم من أن تكنولوجيا المعلومات هي مجال تقني، فإن السيرة الذاتية المُعقدة لن تثير إعجاب خبير التوظيف، لذلك يجب عليك تقديمها بطريقة احترافية تُثير اهتمام أي صاحب عمل، واحرص على ألّا تساوم على الوضوح.
ويفضّل العديد من الأشخاص استخدام سيرة ذاتية عامة وإرسالها إلى أصحاب العمل، إلا أن وجود بعض النماذج لديك، سيسمح لك بتخصيص طلبك لوظيفة محددة، أي تطوير سيرتك الذاتية بشكل أسرع. ونظراً لوجود العديد من المجالات المختلفة في هذا المجال، فإنه يُمكنك الابتعاد قليلاً عن النموذج الأساسي، وتكييف محتواك وفقاً للوظيفة المحددة.
تحقق من الوصف الوظيفي، وقارن متطلبات الوظيفة بما لديك في سيرتك الذاتية. قم بإضفاء الحيوية على الأقسام المهمة، وأدرج المواهب التي تكون قد اكتسبتها سابقاً. قمْ بتخصيص سيرتك الذاتية لهدف معين، وأعد تنظيم بعض الأشياء. ولا تنسَ تحديد القدرات التي يجب تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، بناءً على الوظيفة التي ترغب في التقدم إليها.
كيف تبدأ؟
1 - نبذة شخصية قصيرة:
احرص على تضمين ملخص مميز، عند كتابة سيرتك الذاتية لوظيفة في تكنولوجيا المعلومات، واعرض خبراتك وتجاربك بطريقة تجذب انتباه خبير التوظيف، وتوفر أمثلة على الأشياء التي حققتَ نجاحاً بها في مجالات حاسمة طوال حياتك المهنية، فقد لا تتجاوز المرحلة الأولى إذا كنت لا تستخدم النبذة الشخصية لإظهار نفسك بشكل صحيح، أثناء كتابة سيرتك الذاتية لوظيفة في تكنولوجيا المعلومات.
أنت لست مطالباً بالتعريف عن نفسك أو عن أهدافك المهنية طويلة المدى، حيث يمكنك تسليط الضوء على إنجازاتك وأهدافك المهنية في مجال تكنولوجيا المعلومات. تجنب استخدام الصفات الشخصية مثل «طَموح» و«تطلعي» وما إلى ذلك؛ حيث إن هذه الصفات لن تؤدي إلا إلى الانتقاص من الكفاءات الأساسية التي يجب إبرازها.
إن خلفيتك الأكاديمية ومؤهلاتك، وقطاعات تكنولوجيا المعلومات ذات الصلة التي عملت بها، والمواد والعمليات التي تعاملت معها، والوظائف المهمة التي شغلتها هي النقاط الخمس الرئيسية التي يجب أن تسعى جاهداً لإبرازها، ويجب عدم إعطاء أي معلومات لا تتعلق بهذه النقاط.
قدّم أدلة على هذه المعلومات، من خلال توفير حقائق وبيانات، للتأكيد بأن النبذة الشخصية ليست مجرد فقرة من الادعاءات الفارغة. قم بتضمين درجاتك الجامعية وعدد سنوات الخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وأي نتائج بارزة من المبادرات السابقة.
2 - الخبرة العملية:
قسم الخبرة العملية هو المكان الذي يمكنك فيه ترويج نفسك بشكل حقيقي؛ إذ إنه فرصتك لعرض خصائصك، لذا تأكد من تسوية التفاصيل بترتيب زمني عكسي، وتأكد من صحة التنسيق؛ لأنه إذا كان على خبير التوظيف الاختيار من بين عشرة مرشحين، يُمكنك المراهنة على أنه سيبدأ مع المرشح الذي يتمتع بخبرة أكثر صلة.
سلط الضوء على أحدث وظائف شغلتها في هذا المجال، وتغنَّ بأهمية المهام الأساسية التي قمت بها، مع إعطاء أمثلة. اعرض مسؤولياتك الإدارية سواء كان ذلك في التصميم أو البرمجة أو التعامل مع البيانات الضخمة أو تشغيل الدعم الفني. كما أنه من المفيد إعطاء تواريخ وظيفتك السابقة بإسهاب. قم بتضمين أكبر قدر ممكن من المعلومات، ولا تخجل من الاعتراف بأنه ليس لديك عروض عمل حالية، فمن يدري، قد يكون صاحب العمل يبحث عن شخص قادر على البدء بشكل فوري.
3 - المهارات والقدرات الأساسية:
هناك العديد من المجالات، التي تندرج ضمن تكنولوجيا المعلومات، ولكن القدرات والمهارات الأساسية، التي يجب أن تضعها في سيرتك الذاتية عند التقدم لهذه الوظيفة هي:
- معرفة التكنولوجيا الحالية والمتطورة، وكذلك مبادئ التصميم
- الإلمام بالهندسة المعمارية ودمج الأنظمة
- الخبرة في إدارة المشاريع
- المهارة في تحديد أولويات عبء العمل
- القدرة على التواصل بشكل فعال مع أصحاب المصلحة
- القدرة على الحصول على المعلومات الأساسية ومعالجتها بشكل فعال
- التفكير الاستراتيجي والتنوع في نهج التنفيذ
4 - المؤهلات الأكاديمية:
تشمل تكنولوجيا المعلومات مجموعة متنوعة من القطاعات الفرعية، التي ستغير من الإجابة حسب مسار التأهيل لكل فرد، وأسهل طريقة لمعالجة هذا الأمر هي التفكير في مجال عملك المفضل، ثم إلقاء نظرة على المؤهلات المتاحة في هذا المجال. يمكنك الاختيار من بين الوظائف مثل مهندس دعم تكنولوجيا المعلومات، ومدير تكنولوجيا المعلومات، وفني دعم تكنولوجيا المعلومات، ومطور جافا، ومهندس شبكات، على سبيل المثال لا الحصر.
5 - الإنجازات:
احرص على أن تكون قصيرة وموجزة وسهلة القراءة. سلط الضوء على أي حالات قمت فيها بحفظ أموال مؤسستك أو استخدمت خبرتك التكنولوجية لمعالجة مشكلة حرجة في عملك السابق. يمكنك تلخيص أهدافك، وتوفير سياق لإنجازاتك، وتقديم أمثلة على المكان الذي أحدثت فيه فرقاً.
وأيضاً، من الطبيعة البشرية أن تميل إلى التقليل من شأن إنجازاتك، وأن تبدو متواضعاً لتجنب الظهور كشخص مغرور، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسير الذاتية، يجب التخلي عن تلك الأفكار. ضع في اعتبارك هذا: إذا كان منافسك يتقدم لشغل نفس المنصب وكنت تعلم أنه سيتباهى بعرض إنجازاته إلى أبعد الحدود، فهل ستعرض إنجازاتك بإيجاز بشكل يجعلها غير واضحة؟ بالطبع لا. لذا، التواضع غير وارد هنا.
6 - النشاطات الخارجية:
يهتم أصحاب العمل دائماً بالمعلومات الإضافية غير المتعلقة بالعمل حول المرشح، والتي قد لا تعتقد عادةً أنها مهمة؛ وذلك لأنها تساعدهم في الحصول على لمحة عن موازنتك بين حياتك العملية والشخصية. يمكنك تضمين الألعاب الرياضية التي تمارسها، والنشاطات الجانبية، والأحداث البارزة التي حضرتها، وهواياتك؛ إذ إن كل هذا يساعد في تمييزك كمرشح.
عليك تحقيق التوازن المناسب لتطوير السيرة الذاتية المثالية لوظائف تكنولوجيا المعلومات والحصول على وظيفة أحلامك. لا شك أنك تريد أن تكون سيرتك الذاتية سهلة القراءة والفهم، ولكن لا ضرر من أن تُثْبت لخبير التوظيف أنك على دراية جيدة في مجال عملك. وفي حين أن المصطلحات الفنية غير مألوفة بشكل عام في السير الذاتية، فإنه لا مفر من أن تكون بعض المفاهيم المعقدة التي ستذكرها في السيرة الذاتية لتكنولوجيا المعلومات غير مألوفة بالنسبة لبعض الأشخاص.
وتذكر أن تُجري بحثاً مناسباً عن الشركة التي تنوي العمل معها. اكتشف كل ما يمكنك معرفته عن الشركة، بما في ذلك حجمها وعدد المكاتب والإيرادات السنوية. إذا وصلت إلى مرحلة المقابلة، فمن المرجح أن يكون مدير التوظيف منبهراً بأنك قمت بواجبك، فيما يخص البحث عن المنظمة. هذه المعرفة، جنباُ إلى جنب مع سيرة ذاتية قوية لتكنولوجيا المعلومات، ستخدمك بشكل جيد.
