بغداد: زيدان الربيعي، وكالات
اعتمدت جامعة الدول العربية، أمس الأربعاء، قراراً يدين القصف الإيراني على أربيل، مؤكدة تضامنها الكامل مع العراق في أیة إجراءات يتخذها حفاظاً على سیادته وأمنه، وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أن الساحة العراقية يجب ألا تصير أبداً «مجالاً لتصفية الحسابات أو تحقيق المكاسب الإقليمية»، فيما قدمت بغداد شكوى ضد طهران إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن هجوم الحرس الثوري على أربيل.
وبعد أن دعا العراق إلى جلسة طارئة أمس، تبنت الجامعة العربية مشروعاً من سبعة بنود يدين القصف الإيراني. واعتبر القرار القصف «عدواناً سافراً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وخرقاً جسيماً لمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية». كما دان القرار جميع المبررات والذرائع التي ساقتها الحكومة الإيرانية والتي لا تعطي الحق لأية دولة في انتهاك سيادة دولة أخرى وتعريض حياة مواطنيها للخطر بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وبحسب ما أورد الموقع الرسمي التابع لوزارة الخارجية العراقية، فقد حمّل القرار إيران جميع عواقب هذا الانتهاك وما نتج عنه واعتباره سابقة خطيرة قد يؤدي تكرارها إلى تكدير السلم والأمن في المنطقة بشكل كامل. كما أكد القرار على وحدة وسيادة الأراضي العراقية ضد أي اعتداء أو انتهاك خارجي والتأكيد على حق العراق بصفته عضواً مؤسساً في جامعة الدول العربية وعضواً في الأمم المتحدة باللجوء إلى جميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية التي يكفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية في الرد على هذه الانتهاكات.
في الأثناء، أكد الأمین العام لجامعة الدول العربیة أحمد أبو الغیط، في كلمة أمام الدورة غیر العادیة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري للتباحث حول آخر التطورات والمستجدات التي طرأت على الساحة العراقیة، «الرفض القاطع» والإدانة الكاملة للقصف الإیراني الذي استهدف مناطق عراقیة في أربیل مشیراً إلى أن قرارات الجامعة العربیة ومواقفها واضحة وقاطعة في إدانتها لانتهاك سیادة العراق في وقائع سابقة.
وقال إن الدول العربیة تتعامل مع جیرانها وفق مبدأ حسن الجوار وتتطلع إلى المعاملة بالمثل مؤكداً أن الساحة العراقیة لا یجب أبداً أن تكون مجالاً لتصفیة الحسابات أو تحقیق المكاسب الإقلیمیة. وحذر في هذا الصدد من مغبة الانزلاق وتوسیع رقعة الحرب في الشرق الأوسط على نحو یعرض أمن المنطقة وشعوبها للخطر الشدید.
في غضون ذلك، قدم العراق شكويين لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ضد إيران في أعقاب قصف أربيل. وجاء في بيان للخارجية العراقية، أمس الثلاثاء أن «العراق تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي وأخرى إلى الأمم المتحدة، تتعلق بالعدوان الصاروخي الإيراني، الذي استهدف مدينة أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة».
وأضافت الخارجية أنها «رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة للعراق في نيويورك».
وأشارت إلى أنها «أكدت فيهما أن هذا العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي».
