عادي

تصاعد أزمة «تبليط الهرم» في مصر.. وزاهي حواس يدافع عن «منكاورع»

18:04 مساء
قراءة 4 دقائق
تصاعد أزمة «تبليط الهرم» في مصر.. وزاهي حواس يدافع عن «منكاورع»
تصاعد أزمة «تبليط الهرم» في مصر.. وزاهي حواس يدافع عن «منكاورع»
حالة من الجدل الكبير أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بعد إعلان إعادة تغليف هرم منكاورع في مصر بالجرانيت، ضمن «مشروع القرن» الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع بعثة أثرية يابانية، وتصاعدت الأزمة بدخول عدد من خبراء الآثار لتأييد القرار أو التصدي له.
ويهدف المشروع إلى دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيداً لإعادة تركيبها، الأمر الذي فتح باباً للجدل والنقاش والاعتراض من بعض المختصين، كما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً لدرجة أطلقوا عليه مصطلح «تبليط الهرم».
تبليط أم تغليف للهرم؟
اعتبرت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ مساعد الآثار والتراث الحضاري، أن مشروع تغليف الهرم الثالث بأحجار الجرانيت ليس له جدوى من الناحية الأثرية، كما أنه من غير المنطقي أن يُعلن البدء في المشروع دون وجود دراسة متخصصة منشورة في أي دورية علمية معتمدة، ولا يحق حتى الكلام عن المشروع دون دراسته دراسة دقيقة وعلمية.
وكتبت مونيكا عبر حسابها على فيسبوك: «لا يمكن، فعلاً ما ينقص ترميم الآثار هو تبليط هرم منكاورع، ألا ينتهي العبث بآثار مصر؟.. كل المواثيق الدولية في الترميم ترفض هذا التدخل بكل أشكاله، وأتمنى من كل أساتذة الجامعات في الآثار والترميم الوقوف ضد هذا المشروع بشكل فوري».
  • رد مسؤولي الآثار في مصر
ردّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور مصطفى وزيري، على المصطلح المتداول، مؤكداً أن إطلاق مصطلح «التبليط» على الكساء الخارجي للهرم الثالث أمر غير دقيق، بل هو مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية، التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع، والموجودة في منطقة أهرامات الجيزة، تمهيداً لإعادة تركيبها.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن الأهرامات كان لها كساء خارجي من الحجر الجيري، وهذا الكساء وقع وتناثر، ولم يتبق منه إلا بعض الأحجار، لذلك يعمل المجلس على إعادة الشيء لأصله.
وتابع: «المرمّمون المصريون يقومون بترميم الآثار بأيديهم.. وهذه البلوكات التي سقطت سنجري دراسات لإعادتها لمكانها الأصلي، ولا يوجد شيء اسمه تبليط».
وأضاف: «حتى الآن لم يتم البدء في مشروع ترميم الهرم، وإنما حالياً يتم إعداد الدراسة اللازمة لتوضيح كيفية العمل على المشروع بشكل علمي ودقيق، والكلام عن (تبليط) الهرم الثالث، والشائعات التي ترددت بإخفاء معالم الهرم هو كلام عارٍ تماماً من الصحة، ولم ينطق به أي مسؤول أثري».
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن هناك لجنة علمية مكونة من عدد من العلماء ستعرض عليهم الدراسات كافة قبل البدء في التنفيذ.
ووصف وزيري إعادة ترميم هرم منكاورع بـ«مشروع القرن» نظراً لأهميته التاريخية، فهو سيسهم في رؤية هرم الملك منكاورع، للمرة الأولى، كاملًا بالكساء الخارجي له، كما بناه المصري القديم.
كما أشار إلى أن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت نحو 16 بلوكاً، لم يتبق منها حالياً سوى 7 بلوكات فقط، وسيقوم المشروع بالعمل على دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.
وأضاف وزيري أن المشروع سيتم تنفيذه على مراحل عدة خلال 3 سنوات، ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجرامتري، وتوثيق، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية، موضحاً أن البعثة اليابانية هي التي ستتكلف قيمة المشروع بالكامل وليس قرضاً، وذلك في ضوء اهتمام البعثة اليابانية بهذا الملف، والدولة المصرية لا تتكلف أي جنيه فيه.
وأضاف وزيري أنه لن يتم استخدام حجارة جديدة، ولكن بعض الدراسات ترى أن الأحجار التي سقطت من الممكن أن تعود لمكانها مرة أخرى، وسيتم دراسة الأمر لمدة عام.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من الدراسة سيتم عرضها على خبراء مختصين، وفي حال الحصول على الموافقة أنها قابلة للتنفيذ قد يتم العمل عليها.
  • هل سيتم تنفيذ المشروع؟
دخل عالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق الدكتور زاهي حواس، على خط الأزمة، مشيراً إلى أن «من روّج لمصطلح (تبليط الهرم) يجب محاكمته».
وأضاف في تصريحات تلفزيونية: «لا بد أن يكون لدينا ضمير علمي، ولا يوجد أحد سواء أمين عام أو وزير يستطيع التأثير أو المساس بالهرم. لم يحدث أي شيء في هرم منكاورع مطلقاً ولم يتم إزالة أي حجر أو إضافة أي حجر».

وتابع زاهي حواس:«الملك منكاورع هو الملك الوحيد الذي قام بكساء الهرم بحجارة من الجرانيت وهذه الحجارة التي ظهرت في الفيديوهات المنتشرة لم تلمس مطلقاً».
وأوضح قائلاً:«الناس اعتقدت أن الكساء الموجود حول هرم منكاورع حديث لكنه قديم وعمره من عمر بناء الهرم».
وأكد أن الدكتور مصطفى وزيري تسرّع في الإعلان عن المشروع، مضيفاً: «وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، عندما وجد تداول معلومات مغلوطة في هذه القصة تواصل معي، وطالب بتشكيل لجنة برئاستي لطمأنة المصريين بعدم المساس بالهرم».
واختتم زاهي حواس حديثه قائلاً: «كان يجب دراسة مشروع القرن قبل الإعلان عنه، ولكن الدراسات التي سوف تجرى ستؤكد عدم المساس بالهرم».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mndn97ty

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"