عادي
لرصد التغيرات البيئية والتخطيط العمراني المستدام

إطلاق «MBZ-Sat» منتصف العام الجاري إلى مدار 613 كم

00:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
فريق المشروع أمام عدسة القمر

دبي: يمامة بدوان

يستعد مركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-Sat»، الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، وذلك في منتصف العام الجاري إلى مدار 613 كم، والذي سيُسهم في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية ومراقبة جودة المياه والتنمية الزراعية.

جرى تطوير القمر، الذي يحمل الحروف الأولى من اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واستغرق نحو 4 سنوات، بالكامل على أرض الدولة، حيث جرى تصميمه وتصنيعه في المركز بمنطقة الخوانيج في دبي، ما يجعله صناعة وطنية 100%، فضلاً عن مساهمة القطاع الخاص الإماراتي، سواء بالمواد الخام من الألومنيوم والكابلات وغيرها من المواد الأخرى المستخدمة وجميعها من شركات إماراتية، فعلى سبيل المثال، زودت شركة «ستراتا للتصنيع» القمر الاصطناعي بألواح من الألمنيوم عالي الجودة، لضمان تحمل درجات الحرارة الشديدة والإشعاعات في الفضاء.

جدولة البيانات

ويمتاز القمر الاصطناعي، الذي سيتم إطلاقه على متن صاروخ سبيس إكس «فالكون 9»، بوزنه البالغ نحو 800 كغم، فيما تصل أبعاده 3x5 أمتار، وسيعمل على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من الضعف مُقارنة مع نظيره الذي تم إطلاقه سابقاً «خليفة سات»، وزيادة سرعة نقل وتحميل البيانات بمقدار ثلاثة أضعاف عن الإمكانات المتاحة حالياً، كما يساعد نظام جدولة ومعالجة الصور المؤتمت بالكامل في القمر على إنتاج صور تفوق كمية الصور التي ينتجها المركز حالياً بعشرة أضعاف، أيضاً يمتاز القمر بقدرته على اكتشاف عدد أكبر من العناصر الاصطناعية والطبيعية، بمعدل أعلى من الدقة والكثافة النقطية، مقارنة بالنطاق الحالي لأقمار مراقبة الأرض، وستكون البيانات الأولية قادرة على معالجة وظائف الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، للمساعدة في تحليل ومعالجة الصور.

خلال تطوير القمر في الغرفة النظيفة بالخوانيج

فريق العمل

ومن المتوقع أن تصل مدة عمل القمر الاصطناعي في المدار إلى 8 سنوات، كما يبلغ عدد فريق عمل مشروع القمر الاصطناعي نحو 200 مهندس، متوسط أعمارهم 27 سنة، منهم 70 مهندساً في قسم تطوير القمر، و35 مهندساً في قسم العمليات ومعالجة البيانات، كذلك 10 باحثين و40 متخصصاً وإدارياً في قسم الاستفادة من البيانات الفعلية.

ويعزز القمر الاصطناعي دعم جهود الدولة المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، والتي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة لمساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية، وإعادة الإعمار.

كما سيسهم MBZ-SAT في تلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية، التي توفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل، ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء.

مراحل المشروع

ومر المشروع بثلاث مراحل، الأولى مرحلة التصميم وإجراء الاختبارات على النموذج التجريبي، أما المرحلة الثانية، فقد شملت اختبار الأنظمة الكهربائية والميكانيكية على النموذج التأهيلي مشابهة تماماً لمثيلتها في النموذج النهائي، فيما تمثلت المرحلة الثالثة في بناء النموذج النهائي، وإجراء الاختبارات التأهيلية للقمر النهائي، والتي شملت اختبارات قدرة التحمل لعوامل الإطلاق واهتزازات صاروخ الإطلاق، والقدرة على تحمل بيئة الفضاء، سواء الإشعاعات أو ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها بالفضاء الخارجي، وذلك في مختبرات متخصصة خارج الدولة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، كذلك معايرة ومعاينة القمر النهائي مع الأنظمة الأرضية، وتجهيز شبكة من المحطات الأرضية المنتشرة حول دول العالم المختلفة، للتحكم واستقبال الصور والبيانات المرسلة من القمر، من أجل توفيرها للمستخدمين في داخل الدولة وخارجها بطريقة أسرع وبكفاءة أفضل، من خلال أتمتة جميع المراحل والعمليات في المحطة الأرضية الموجودة بمنطقة الخوانيج في دبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2ew3n83a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"