محمد بن ثعلوب الدرعي
يوم كروي مثير، يصعب تكراره، ذلك الذي شهدته الجولة ال23 بالدوريات الأوروبية الكبرى، في ديربي إيطاليا، وديربي مدريد، إلى القمة الاستثنائية في إنجلترا، ثلاث مواجهات كانت محط أنظار عشاق كرة القدم في العالم، وعلى الرغم من أن نتيجة تلك المواجهات ليست حاسمة بشكل نهائي بالنسبة لصراع اللقب، إلا أنها أخذت أهميتها، كونها مواجهات خاصة، كتلك التي جمعت إنتر ويوفنتوس في ديربي إيطاليا، وريال مدريد وأتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة.
أما القمة الإنجليزية التي جمعت أرسنال بمتصدر الدوري ليفربول، والتي حسمها المدفعجية بثلاثية مقابل هدف، فقد كانت مثيرة حتى في أدق تفاصيلها، وخلطت نتيجتها أوراق المنافسة، بعدما اقترب أرسنال من القمة مقلصاً الفارق إلى نقطتين، في الوقت الذي قد يخسر ليفربول الصدارة في حال فوز السيتي في المباراتين المؤجلتين، كما أن رغبة أرسنال في انتزاع النقاط الثلاث كانت أكبر، كونها الفرصة الأخيرة لتضييق الفارق، والإبقاء على حظوظه في المنافسة، وتلك الحسابات كانت سبباً في الإثارة التي شهدتها الجولة 23 للبريميرليغ، والتي أعلنت بداية مرحلة المنافسة الفعلية على لقب الدوري، بوجود 4 فرق تتزاحم على القمة، ما من شأنه أن يشعل المنافسة بشكل مثير في قادم الجولات.
أرسنال أشعل الدوري الإنجليزي، وفتح المجال أمام السيتي لانتزاع الصدارة، أما في ديربي مدريد، فقد تلقت جماهير الريال خبراً صادماً قبل انطلاق المباراة بدقائق، بسبب إصابة فينيسيوس، ما أربك حسابات أنشيلوتي، ليحل إبراهيم دياز بديلاً، وبالفعل كان خياراً مثالياً ونجح في تسجيل هدف التقدم، وعلى الرغم من السيطرة الواضحة للريال، إلا أن أتلتيكو أدرك التعادل في الوقت القاتل، محققاً نقطة ثمينة، أبقته في المنافسة ضمن الأربعة الكبار، وفي النهاية التعادل مع الريال من الناحية المعنوية، يعتبر مكسباً للمدرب سيميوني في هذا التوقيت، ويمكن القول إن النتيجة مرضية نوعاً ما لقطبي مدريد، ليتأجل الحسم إلى موقعة جيرونا المقبلة.
أما في كلاسيكو إيطاليا فقد أكد إنتر ميلان أنه الأفضل، ليس فقط لأنه حسم الكلاسيكو أمام يوفنتوس لصالحه بهدف نظيف، بل لأنه أثبت أنه الأفضل فنياً وتكتيكياً وذهنياً، وبالتالي فإنه الأقرب لحسم اللقب.