شهدت جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول الاثنين، سجالاً بين مندوبَي روسيا والولايات المتحدة، بشأن الضربات الأمريكية على مواقع جماعات مسلحة تابعة لإيران في سوريا والعراق، فيما اتهمت الصين الولايات المتحدة بتأجيج الصراع في الشرق الأوسط، من خلال هجماتها الانتقامية، بينما دعت وزيرة الخارجية الهولندية، هانكي بروينز سلوت، من بغداد، أمس الثلاثاء، جميع الأطراف إلى منع مزيد من التصعيد.
ووجهت الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة تهمة صب الزيت على النار في الضربات التي شنتها على أهداف في سوريا والعراق، رداً على ضربة استهدفت قاعدة أمريكية في الأردن في 28 يناير وأسفرت عن مقتل 3 عسكريين أمريكيين.
واتهم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة ب«خلق المزيد من المشاكل في الشرق الأوسط»، ودان الضربات الأمريكية، ووصفها بأنها «غير قانونية، وغير مسؤولة، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن الدولي».
وفي المقابل، قال نائب السفير الأمريكي، روبرت وود ، إن الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين وميليشيات أخرى «تتماشى مع القانون الدولي».
وأضاف أن الضربات الجوية «لا تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة»، وتابع: «سنواصل الدفاع عن قواتنا»، وأشار إلى 165 هجوماً شنتها الميليشيات المدعومة من إيران حتى الآن، ضد الجنود الأمريكيين.
بدوره، قال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، إن تصرفات الولايات المتحدة في المنطقة تعزز «الحلقة المفرغة من العنف والعنف المضاد».
ودعت بكين الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء واحترام سلامة أراضي الدول و«وقف العمليات العسكرية غير القانونية».
وكانت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، دعت خلال الجلسة «جميع الأطراف» إلى الحؤول دون تصعيد التوتّرات في الشرق الأوسط.
وأضافت «أكرّر الدعوة التي وجّهها الأمين العام إلى جميع الأطراف إلى أن يبتعدوا عن حافة الهاوية، وأن يأخذوا في الاعتبار الكلفة البشرية والاقتصادية التي لا تحتمل لنزاع إقليمي محتمل».
وفي السياق نفسه، قالت وزيرة الخارجية الهولندية، هانكي بروينز سلوت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها العراقي، فؤاد حسين، إنها تبادلت معه «وجهات النظر حول الضربات الأمريكية الموجهة في العراق وسوريا، رداً على الهجمات ضدّ طواقمها»، معربة عن أسفها «لكلّ الأرواح التي فقدت».
وتابعت «يدين كلانا بشدّة، تلك الهجمات ومن ضمنها الهجوم الإيراني الأخير في أربيل الذي أدّى إلى مقتل سبعة مدنيين، من بينهم رضيع هولندي»، بينمال قال حسين إنه تحدّث مع الوزيرة عن «خطورة استمرارية العنف في المنطقة».
وكان السوداني استعرض مع الوزيرة الهولندية،العلاقات بين البلدين ،وأهمية تعزيز التعاون على مختلف الصعد والمجالات. وأشار، إلى حرص الحكومة على استمرار التعاون مع بعثة الناتو في العراق، التي ستتسلم هولندا رئاستها منتصف العام الجاري.(وكالات)
