عادي
جماليات إماراتية

منال عبود.. الأشجار روح المكان

23:16 مساء
قراءة 4 دقائق
منال عبود

الشارقة: عثمان حسن

مفردات ومعالم التراث الإماراتي، هو ما يشغل الفنانة التشكيلية الإماراتية منال عبود الفلاسي، التي تميل إلى إبراز بعض من معالم هذا التراث في لوحاتها، خاصة النباتات الطبيعية الصحراوية، وعلى نحو أقل الأماكن كالبيوت ومفرداتها من أبواب وشبابيك، وهي تميل إلى المدرسة الواقعية، والتأثيرية المتدرجة من الانطباعية الفرنسية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي تسعى إلى تمثيل أكثر دقة للون.

تأثرت منال عبود، بأسلوب الفنان الإماراتي عبد القادر الريس، ومدرسته في رسم الأبواب والشبابيك على نحو ما عرف به الريس من براعة في رسم التفاصيل بشفافية لونية ساحرة.

تؤكد منال عبود، أن بدايات شغفها بالرسم تعود إلى أيام المدرسة الابتدائية، حين كانت تقوم برسم لوحات فنية تحوز على إعجاب المشرفين الفنيين في مدرستها، وفي نهاية مسابقات الرسم كان يتم اختيار هذه اللوحات على قائمة لوحات الشرف.

في مرحلة متقدمة عملت منال، مدرسة لمادة التربية الفنية في سلك التعليم، وهنا، بدأت رحلة أخرى في مجال الرسم، وأصبحت تشارك في المهرجانات الفنية التي تجري في الدولة، وكان العام 1999، قد شهد أول مشاركة لها في معرض جماعي بتنظيم من وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مهرجان دبي للتسويق، وأقيم في مركز تسوق «برجمان»، تلاها مشاركة ثانية في عام 2002، ضمن معرض نظم بمناسبة يوم الأم وشارك فيه عدد كبير من الفنانين التشكيليين، وذلك في خيمة كبيرة في خور دبي، ثم توالت مشاركاتها في مناسبات اليوم الوطني ال 52 للدولة، وقدمت فيه مجموعة من اللوحات التي عبرت من خلالها عن حبها للوطن وما فيه من إنجازات، على طريقتها، بما فيه من عادات وتقاليد وقيم تستحق التنويه، وتستمر منال في نشاطاتها، حيث من المقرر أن تشارك في معرض في منتصف شهر فبراير / شباط الجاري، بمجموعة من السفن الشراعية التراثية التي تقدمها بمسحة انطباعية تأثيرية خاصة من خلال تدرجات اللون.

اللون الأزرق

في حديثها عن اللون، تؤكد منال عبود، أنها تحبذ دائماً استخدام اللون الأزرق في لوحاتها، حيث تقول: «أنا أعشق اللون الأزرق، وغالبا ما يأسرني هذا اللون الرومانسي الذي يمثل لون السماء والبحر والهدوء والحرية والتوازن، وأعشق بدرجة أكبر تدرجات هذا اللون من البنفسجي الذي هو مزيج من الأحمر والأزرق، مروراً بالأزرق الفاتح والتركواز أو اللون الفيروزي، وغيرها من الألوان التي تمدني بطاقة إيجابية، وتحفزني على الاستمرار في الرسم لوقت متأخر من الليل».وفي غمرة حديثها عن اللون، تستذكر منال عبود، اسمين مهمين في التجربة التشكيلية الإماراتية، هن: د. نجاة مكي، وسلمى المري، أما د. نجاة مكي، فتصف الفنانة تجربتها اللونية ب المبهرة والساحرة، والتي تستخدم فيها ألواناً مشعة، خاصة في لوحاتها التي تصور المرأة وغيرها من مفردات التراث الإماراتي، وأكدت منال، أن نجاة مكي صاحبة بصمة لونية خاصة، وذات فلسفة مغايرة، وهي تستخدم اللون لتخلق مزيجاً فريداً مفعماً بنبض الحياة، أما سلمى المري، فهي تستخدم تقنية عالية من اللون تصور من خلالها الكثير من تفاصيل البشر، والكائنات من قطط وطيور وحيوانات مختلفة، ومناظر طبيعية، ومنال عبود، تؤكد أن المري تصحب المشاهد في رحلة لونية مدهشة وهي تحاكي مفردات الواقع بكل ما فيه من تغيرات وتبدلات، حيث تمتاز ألوانها كما هو عند د. نجاة مكي، بقوة جذب فيها قدر كبير من التعبيرية الساحرة.

صفاء

تتحدث منال عبود، عن تلك اللحظات الخاطفة التي تنتابها وهي تمارس الرسم، في البداية، تشير إلى أن هذه اللحظات نادرة، وحين تباغتها تعيش أجمل لحظات حياتها، هي لحظات من الجمال والصفاء الذهني كما تصفها، حيث ينعكس هذا الصفاء على جمال المنتج الذي تقع عليه عيناها، وقد يكون هذا الهدف لحظة انعكاس الشمس على الأرض، وقد يكون منظراً طبيعياً فيه الكثير من التفاصيل كالنباتات الصحراوية، أو الأشجار، وهنا تعلق الفلاسي وتقول: «الأشجار تعني لي التجذر بالمكان».ومن بين هذه النباتات تذكر الفلاسي، أنها مغرمة برسم الغاف والنخيل، وغيرها من النباتات المنتشرة في البيئة الإماراتية، حيث تواصل الفنانة رسم هذه المشاهد وتشارك من خلالها في المعارض التي تنظم في أنحاء الدولة كافة.

المرأة والتراث

كان التراث كما أشرنا سابقاً هو ملهم الفنانة منال عبود، وهنا، تعود الفنانة بالذاكرة إلى عام 1998، حين كانت تعمل معلمة في سلك التربية والتعليم، وتم تنظيم معرض حول المرأة الإماراتية، فقدمت ملمحاً تراثياً للباس المرأة من خلال تفاصيل الثوب (العباءة والشيلة)، وكانت العباءة كما توضح منال ذات لون تقليدي أسود، وهي عبارة عن زي طويل أنيق ترتديه النساء في الإمارات، حيث قدمت الفنانة هذا الزي التراثي، وهي؛ أي العباءة تصنع عادة من قماش الحرير مع تطريز يدوي باللون الأسود.

كما قدمت منال عبود رسوما للشيلة التراثية (غطاء الرأس)، التي كانت مستخدمة في خمسينيات القرن الماضي، وهي تعبر عن هوية وطنية تبرز المرأة بحشمتها ووقارها.وأشارت منال إلى أنها قدمت هذا الطراز بلمسة عصرية من التصاميم التي تبرز أشكالاً جميلة من التطريز الذي يضفي حيوية على اللباس تماشياً مع المعاصرة، حيث لا يزال هذا اللباس يمثل هوية يجب الحفاظ عليها، ولا بأس من تقديم لمسة معاصرة في بعض التفاصيل كالأكمام والألوان وبعض التفاصيل الصغيرة التي تحبذها فتيات اليوم.

إضاءة

الفنانة منال عبود، حاصلة على بكالوريوس تربية فنية من جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1997، تمارس الفن منذ أكثر من 20 عاماً، شاركت في معارض محلية ودولية كثيرة بينها: الجناح الخاص بدولة الإمارات في بينالي البندقية - الدورة 54، ضمن البرنامج التدريبي لمؤسسة الإمارات 2011، كما شاركت في ورشة تدريبية فنية في مدينة دوندي - اسكتلندا، وشاركت في برنامج سفراء التعليم 2019، في جامعة تورنتو - كندا، وقد حصلت الفنانة على العديد من الجوائز بينها: المركز الأول في جائزة سلطان العويس، عن أجمل لوحة فنية 2020.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzaa2vy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"