أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الأربعاء، أن جماعة الحوثي اليمنية، أطلقت عدة صواريخ باليستية مضادة للسفن في جنوب البحر الأحمر، وخليج عدن، مشيرة إلى استهداف سفينة يونانية بثلاثة صواريخ، فيما وافقت دول الاتحاد الأوروبي على خطة «أسبيدس» الأوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، لتبدأ مهامهما فعلياً في التاسع عشر من الشهر الجاري، ولمّح مسؤول أوروبي إلى التعاون مع إيران بهدف الضغط على الحوثيين.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية، في بيان، أمس الأربعاء «أطلق مقاتلون حوثيون مدعومون من إيران ستة صواريخ من مناطق في اليمن يسيطرون عليها في اتجاه البحر الأحمر وخليج عدن». وأوضح أن ثلاثة صواريخ استهدفت «ستار ناسيا»، وهي سفينة يونانية ترفع علم جزر مارشال، بحسب الجيش الأمريكي.
وتابع البيان، أن الباخرة أبلغت عن «انفجار قربها تسبب بأضرار مادية، من دون وقوع إصابات»، بينما تحطم صاروخ آخر على مقربة منها، وتمكنت مدمرة أمريكية في المنطقة من تدمير صاروخ ثالث. واستهدفت الصواريخ الثلاثة الأخرى، على ما يبدو، السفينة «مورنينغ تايد» البريطانية التي كانت ترفع علم باربادوس، وقد انفجرت كلها في البحر من دون التسبّب بأضرار.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الأربعاء، أن «لا مبرر» لبقاء القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث يمثل وجودها «تهديداً للأمن». وفي كلمة ألقاها أمام السفراء المعتمدين في طهران، رأى رئيسي أن قضايا الشرق الأوسط يجب «أن تتم معالجتها من قبل قادة المنطقة». وأوضح أن «الوجود الأمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان لا يشكل عاملاً أمنياً، بل يمثل تهديداً للأمن».
من جهة أخرى، وافقت دول الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، على المهمة البحرية المسماة «أسبيدس»، لتأمين حركة الشحن البحري التجاري في البحر الأحمر، وصد هجمات الحوثيين التي تعرقل التجارة، وتؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن مهمة أسبيدس «تهدف إلى إنشاء آلية ردع للدفاع عن حركة الملاحة البحرية في كامل المنطقة حتى السويس».
وأضاف أن المهمة ستضم ثلاث وحدات بحرية، ودعماً استخباراتياً ولوجستياً، وقدرات الإنذار المبكر المحمولة جواً، والحماية السيبرانية، ومساندة الأقمار الصناعية والاتصالات الاستراتيجية.
وأوضح أن عملية «أسبيدس» ستعمل في نطاق البحر الأحمر وجزء من الخليج العربي لتدمج بطريقة ما، المهمة الأوروبية الأخرى «إيماسوه»، معرباً عن الأمل في إمكانية مشاركة بلدان أخرى في هذا الجهد الجماعي للأمن. وأشار إلى أن إيطاليا ستشارك في المهمة بفرقاطة واحدة، وطائرات رادار، مؤكداً أن بلاده متواجدة بالفعل، بقطع بحرية، وأفراد في ثلاث بعثات دولية في المنطقة، هي «أتالانتا»، و«إيماسوه»، و«قوة المهام 53».
وأعلن بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية، أن الدول الأوروبية أطلقت «عملاً مكثفاً للغاية في مهمتها البحرية الخاصة التي ستحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من أي نوع من الهجمات غير القانونية، وغير المشروعة». وقال إن «الهجمات التي يقوم بها الحوثيون إنما هي ضد حرية الملاحة ومخالفة للقانون الدولي»، مضيفاً «لا يمكنهم إطلاق النار على السفن التجارية من دون سبب». وكشف أن «الاتحاد يتعاون مع الشركاء الدوليين، وفي المقام الأول مع إيران، التي تدعم، أو لها صلات بمعظم هذه الجماعات المتورطة في الهجمات، لاستخدام نفوذها لوقف ذلك، بما يساهم في خفض التصعيد». (وكالات)
