استخدام وسائل النقل العام، من أهم الطرق للاستكشاف والتجول وسط مكان جديد؛ إذ يعدّ ركوب الحافلة أو مترو الأنفاق طريقة رائعة لاستكشاف الوجهات بأساليب غير مكلفة، ولكن على الرغم من روعة وسائل النقل الجماعي من الدرجة الأولى، فإنه يمكن العثور على خيارات النقل العام في العالم، والتي تمثل تجارب جديدة وغريبة في حد ذاتها، منها مصاعد للدراجات ومصعد سكة حديد مائل.
في قلب العاصمة لشبونة في البرتغال، يتم فصل منطقة بايكسا بومبالينا السفلى عن منطقة بايرو ألتو الأعلى عن طريق تغيير مفاجئ في الارتفاع يبلغ 45 متراً، وفي وقت مبكر من سبعينيات القرن التاسع عشر، تم اقتراح نظام رفع لتسهيل التسلق؛ إذ يتكون في البداية من مصعد سكة حديد مائل يعمل بالطاقة الحيوانية، وبدأ العمل في عام 1900 لاستبداله بمصعد عمودي، قام بافتتاحه الملك كارلوس في عام 1901 وبدأ تشغيله بكامل طاقته في عام 1902، ويعمل مصعد سانتا جوستا على نقل الأشخاص ذهاباً وإياباً منذ ذلك الحين.
تم تصميم البرج الحديدي الأنيق على الطراز القوطي الجديد من قبل راؤول ميسنييه دو بونسارد، وكان محرك المصعد يعمل في الأصل بمحرك بخاري، ثم تم تحويله إلى تشغيل كهربائي في عام 1907، ولا تزال لشبونة تحتوي على بعض السكك الحديدية المعلقة القديمة (أي خطوط الترام المائلة) التي لا تزال قيد التشغيل، ولكن سانتا خوستا هو المصعد الحضري الرأسي الوحيد المتبقي، وإلى اليوم، يعمل المصعد لمدة 16 ساعة يومياً.
وصُنع سلم الدراجة لأول مرة في عام 1993 باسم «الترامبي»، من اختراع راكب دراجة في تروندهايم في النرويج، كان ببساطة قد سئم من إرهاق نفسه أثناء صعود التل للعمل كل صباح، ولإصلاح هذه المشكلة، طور نظاماً يتم من خلاله وبضغطة زر واحدة، ظهور صفيحة قدم من مسار في الأرض لدفع الركاب إلى أعلى التل، إذ يقوم راكب الدراجة الذي يبقى على دراجته، بوضع قدمه اليمنى على اللوحة وتنقل كلاًّ من الدراجة وركابها طوال الطريق قبل أن يختفي مرة أخرى في المسار.
وخرج الإصدار الأول من المصعد إلى النور في عام 2012 وتم استبداله بإصدار محدث في عام 2013 يحمل الاسم الجديد «CycloCable». وتضمن المصعد الجديد عدداً من تحسينات السلامة ودفعة ترويجية لزيادة الاهتمام بركوب الدراجات في المدينة، ويتم استخدام المصعد كل يوم كوسيلة نقل للركاب من قبل المسافرين على الدراجات، أو ركوب عربات الأطفال أو الدراجات البخارية.
القطار المائل
لينتون ولينماوث، سكك حديدية تعمل بالطاقة المائية للانضمام إلى المدن التوأم من لينتون وينماوث على الساحل الوعر في شمال ديفون في جنوب غرب إنجلترا.
يفصل بين لينتون ولينماوث جرف مرتفع، مما يجعل من الصعب على الأشخاص والبضائع التنقل بينهم، وفي أواخر القرن التاسع عشر، نشأ الاهتمام ببناء القطار الجبلي المائل؛ إذ لعب المهندس المدني جورج كرويدون ماركس دوراً رئيسياً في تصميمه وجلب التمويل من شريكه في العمل، السير جورج نيونس، كما شارك المقاول المحلي روبرت جونز في تصميم نظام الكبح المبتكر للقطار المائل وبناء الخط وصيانته في العقود الأولى من تشغيله.
بدأ البناء في عام 1887، وبعد عام واحد أجاز قانونٌ برلماني لشركة Lynmouth & Lynton Lift Company تشغيله، وتم افتتاح خط السكة الحديد المكتمل عام 1890، كما تم استخدامه بشكل مستمر منذ ذلك الحين، بينما كان الاستخدام المبكر يركز إلى حد كبير على نقل البضائع، ولكن سرعان ما أصبح القطار الجبلي المائل شائعاً لدى السياح، وأصبح يستخدم في الأغلب لسفر الركاب؛ إذ تم تحويل منصاتها المسطحة إلى عربات ركاب في عام 1947، وهي أعلى وأشد سكة حديد منحدرة تعمل بالماء في العالم.
