عادي
مجتمع التعليم يتأهب لتصنيفاتها الجديدة

«الرقابة» تصل الميدان.. والمدارس ترفع درجة الاستعداد

02:03 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق- محمد إبراهيم

مع بداية موسم التقييمات، يسود مجتمع التعليم الخاص حالة من الاستنفار؛ إذ ترفع المدارس درجة الاستعداد لاستقبال فرق الرقابة أملاً في الارتقاء بتقييمها السابق أو التحسين من مستوى إلى آخر، فيما يتأهب الميدان التربوي بمختلف فئاته لمعرفة تصنيفات المدارس الخاصة بحسب التقييم الجديد لفرق الرقابة.

في وقت أكد خبراء أهمية التقييمات الدورية على المدارس؛ إذ تحدد المستوى الحقيقي لأدائها، وتكشف في الوقت ذاته عن الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وتحسين، معتبرين أنها تعيد تصنيف المدارس سنوياً وفقاً للمستوى وجودة الأداء والمخرجات.

وأكد عدد من مديري المدارس، أن الإدارات تعمل على قدم وساق وفق خطط ممنهجة ومدروسة لاستقبال فرق الرقبة والخضوع لتقييم العام الدراسي الجاري 2023-2024، والتركيز على سد الثغرات ومعالجة الإخفاقات في السنوات السابقة، وتلبية توصيات الرقابة سابقاً.

وجد المعلمون، أن موسم التقييم عادة ما يستنهض طاقات الكوادر المدرسية بدءاً من الطالب وولي الأمر مروراً بالمعلمين وصولاً إلى القيادة المدرسية، ما يسهم في رفع الكفاءة والالتزام لدى الجميع، وإيجاد فرص حقيقية لتحسين وتجويد آليات العمل والمخرجات.

في المقابل أكد عدد من أولياء الأمور أن تقييمات المدارس تشكل أهمية كبيرة لدى الآباء؛ إذ إنها تمنحهم فرصاً متنوعة وتمكنهم من اختيار المدرسة المناسبة لأبنائهم، مؤكدين أن الرقابة أصبحت المؤشر الحقيقي الذي يقيس درجات جودة التعليم في أي مدرسة.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بمختلف فئاته أهمية الرقابة، وكيف تنعكس نتائجها على آليات عمل المدارس للارتقاء بمستوياتها وجودة أدائها، فضلاً عن استفادة الكوادر وأولياء الأمور من مخرجات الرقابة سنوياً.

الصورة

عمليات الرقابة

البداية كانت مع عملية رصد «الخليج»؛ إذ بدأت عمليات الرقابة الرسمية في المدارس الخاصة في مرحلتها الثانية بمختلف إمارات الدولة، والتي تركز على تقييم العملية التعليمية ومقوماتها وعناصرها كافة، فالعمل جارٍ على قدم وساق، ودوام الهيئات بأنواعها يمتد في مدارس إلى الثامنة مساء.

وتشكل عمليات الرقابة أهمية كبيرة لدى المدارس الخاصة كافة؛ إذ ترتبط ارتبطاً وثيقاً بتعديل الرسوم الدراسية وزيادتها أو الإبقاء على وضعها الراهن، كما تؤثر فعلياً في آراء أولياء الأمور عند اختيار مدارس أبنائهم التي تستند بشكل مباشر إلى نتائج الرقابة.

من يملك القدرة على التطوير والاستفادة من عملية رصد نقاط القوة ومواطن الضعف في مدرسته خلال التقييم؛ سيكون لديه حق الصدارة في قائمة المتميزين، وسيكون التقييم «زائراً خفيفاً»، يمر على المدارس المتميزة مرور الكرام.

وفي نظرة إلى معايير الرقابة، نجد أنها داخل عملية تطويرية مستمرة، في محاولة جادة إلى الوقوف على مستوى أداء المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها وأشكالها، بأنظمة وأدلة إجرائية مطورة لتقييم المدارس الخاصة، لتحقيق الكفاءة والتأكد من استجابتها للمعايير والتشريعات، وتعزيز العمل المشترك لتحقيق أهداف التعلم المعتمدة.

تشخيص الواقع

في وقفة معها ترى الخبيرة التربوية آمنة المازمي، أن التقييمات التي تجرى على المدارس سنوياً، تلعب دوراً مهماً في تشخيص واقع مؤسسات التعليم قبل الجامعي، للوقوف على حقيقة المستوى الأكاديمي وجودة التعليم ومخرجاته، وهنا تكمن أهمية الدقة والشفافية في عملية التقييم، وأهمية وضع معالجات تخاطب مخرجات التقييم لكل مدرسة.

وأضافت أنه في موسم التقييم، نرى مدارس كثيرة متألقة على غير العادة، لتعود إلى سابق عهدها عقب الانتهاء من فترة التقييم، وقياس الكفاءة والقدرة على التطوير وجودة المخرجات، وهناك أيضاً بعض المدارس التي تعوّل على شركات الاستشارات المتخصصة لاجتياز «مطبات» التقييم.

أدوات التقييم

وأكدت أن عملية تطوير أدوات التقييم المستمرة، منحت فرصة للمدارس للتطوير والارتقاء بمستوى أدائها سنويا، فالأمر أصبح أكبر من مجرد ترتيب أوراق أو إعداد خطط، فضلاً عن أن فرق التقييم لديها مهارات تفوق قدرات المدارس، لاكتشاف الأوضاع الحقيقية وتقييمها بمهارة واحترافية.

وأفادت بأن فريق التقييم يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في تشخيص أداء المدارس الخاصة؛ إذ إن نتائج الزيارات والتقارير الختامية، تقدّم وصفاً تفصيلياً عن حال المدارس الحقيقية، وتساعد صناع القرار على بناء خطط واستراتيجيات جديدة، لتحفيز المتميزين على مواصلة تألقهم، وإعانة الآخرين على معالجة الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.

متطلبات الرقابة

وأكد عدد من مديري المدارس (وليد فؤاد لافي، وسلمى عيد، وسميحة عبد الله)، أن إدارات المدارس اعتادت على هذه الفترة من كل عام، وباتت على دراية تامة بمتطلبات الرقابة وما تركز عليه فرق التقييم، فهناك خطط مدروسة تهدف إلى تغطية جميع الجوانب التي تستهدفها الرقابة من أداء القيادة المدرسية وكفاءة المعلمين وجودة المخرجات، فضلاً عن البيئة التعليمية.

وأفادوا بأن التقييم يعد أداة مهمة للمجتمع المدرسي بمختلف فئاته، وتطوير أدواته واستحداث أساليبه وتجديدها باستمرار؛ إذ يعد مساراً فاعلاً يُلزم الجميع بالمحافظة على التميز، كما أنه يوفر رؤية متكاملة لأولياء الأمور، لاختيار المدرسة المناسبة لأبنائهم.

إجراءات التقييم

وقالوا إن إجراءات عمليات الرقابة والتقييم، تشمل المراحل الدراسية من الروضة إلى المرحلة الثانوية، وتجسد في مضمونها المسارات الجديدة التي يشهدها التعليم في الدولة، لصناعة منتج تعليمي وطني عالي الجودة، يواكب في محتواه الاتجاهات العالمية، لاسيما أنها طالت أركان البيئة التعليمية بقيادتها التربوية والمعلمين والطلبة.

وأكدوا أن مشهد الرقابة والتقييم مختلف العام الجاري؛ إذ تم استحداث أدوار جديدة، من شأنها ضمان كفاءة وجودة المدارس ومخرجاتها، فضلاً عن تطبيق التقييم الذاتي في مدارس الدولة، لتشجيعها على إدراك مفاهيم الرقابة وأهميتها والمسؤولية المنوطة بها، واستخدام نظام إلكتروني مطور لقطاع الرقابة، لتوفير معلومات دقيقة عن واقع الميدان التربوي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أي خلل أو نقص.

استنهاض الطاقات

في المقابل أكد المعلمون محمد عبدالله، وإبراهيم القباني، ووفاء الباشا، وسميه عبد العزيز، وإلهام توفيق، ووهيبة حمدان، أن مجيء الرقابة سنوياً يستنهض طاقات الكوادر التربوي كافة، ويجدد دائماً إبداعات المعلمين داخل قاعات الدرس، باستراتيجيات حديثة وتفاعل لافت للطلبة ونتائج مبهرة خلال عملية التقييم.

وأفادوا بأن البعض يعتقد خطأ بأن الرقابة وإجراءات التقييم التي تخضع لها المؤسسات التعليمية بأنواعها، أمر مزعج، قد يكلف الإدارات جهوداً إضافية أو أعباء جديدة مضافة إلى واجباتهم الأساسية، في حين تعول عليه نظم التعليم العالمية، كأداة للتطوير وتعتبرها اتجاهاً فاعلاً لضبط إيقاع جودة المخرجات، والارتقاء بأداء المعلمين والهيئات الأخرى في المجتمع التربوي.

وقالوا إن عملية التقييم تحمل جوانب إيجابية كبيرة تنعكس على المدارس بمختلف مناهجها، وتخلق نوعاً من التنافسية بين إدارات المدارس لتحقيق مستوى جودة مرتفع، وهذا بلا شك ينعكس إيجابياً على جودة التعليم ونوعية المخرجات والبيئة التعليمية.

أفضل المعايير

وفي لقاء مع عدد من أولياء الأمور، أكد كل من إيهاب سرور، وعبد الله مراد، هالة علي، ومنيرة آل علي، أهمية الرقابة التي تقييم جودة التعليم في المدارس وتحدد نقاط القوة والضعف، وتركز على تحفيز المدارس على تحسين أدائها والوصول إلى أفضل المعايير التعليمية، فضلاً عن ضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية للطلاب، وتعزيز المساءلة؛ إذ تُسائل الرقابة المدارس عن أدائها وتضمن استخدام الموارد بشكل فعال.

وأفادوا بأن الرقابة توفر معلومات موثوقة لأولياء الأمور حول أداء المدارس، ما يمكنهم من اختيار المدرسة المناسبة وفقاً لنتائج الرقابة، فضلاً عن تمكينهم من متابعة أداء المدرسة وجودة التعليم في كل مدرسة وفقاً للتقييم السنوي، ويجد الآباء فرصة كبيرة للمشاركة في تحسين جودة التعليم من خلال تقديم ملاحظاتهم التي ترتبط بنتائج الرقابة.

ماهية الرقابة

على الرغم من أن ركب التعليم، يتجه نحو تعزيز مفاهيم الذكاء الاصطناعي، والاستناد إلى العلوم المتقدمة في تربية وإعداد الأجيال، وإرساء معايير مهنية لتراخيص المعلمين، وخلق مسارات جديدة للتطوير، لمواكبة المستجدات، فإن هناك بعض المدارس تجهل ماهية الرقابة ومعاييرها وأدوات التقييم، ومفهوم التقييم الذاتي، ومسارات تحقيق الجودة.

نوعية التعليم

تخضع المدارس الخاصة في مختلف إمارات الدولة، للرقابة والتقييم، لنتعرف من خلال نتائجها إلى نوعية تعليم الطلبة وجودته، وكفاءة المعلمين، ومدى قوة القيادة المدرسية، وجودة المخرجات في تلك المدارس، التي ما زالت تنشد التطوير والتأهيل، لتكون قادرة على بناء الأجيال وفق خطط واستراتيجيات حديثة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yckyv6rf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"