عادي

شما بنت محمد: الأسرة والتعليم ركيزتان لبناء أجيال الإبداع

22:35 مساء
قراءة 4 دقائق
الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان خلال كلمتها في منتد ى التعليم بالقمة العالمية للحكوم ات

دبي: محمد إبراهيم

أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، أستاذ زائر بجامعة الإمارات وكليات التقنية العليا، أن بناء أجيال قادرة على صناعة أحلامها وبناء ذاتها منذ الطفولة بشغف وفاعلية وإبداع، يكمن في الأسرة والمنظومة التعليمية وكيفية تعاملهما مع الطفل ككيان يفتقر إلى الوعي الكامل والقدرة على صناعة أحلامه بشكل مستقل.

وقالت إن الإنسان أهم قيمة وثروة تمتلكها دولة الإمارات، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، (أبناؤنا هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن)، مشددة على أهمية منح الأبناء مساحة لاختيار مسارهم التعليمي وشغفهم حسب رغباتهم وليس حسب ما يريد الوالدين أن يحققاه من رغبات في أبنائنا، حتى لا يكون الطفل سجيناً لأحلام وضعت له مسبقاً من المنظومة التعليمية والأسرة.

وأفادت بأن الأحلام نوعان: أحلام وهمية نراها أثناء النوم لتعوضنا عن حياتنا الواقعية، وتحقق رغباتنا المؤجلة، والنوع الثاني تلك الأحلام التي تمنعنا من النوم وتمثل الواقع والأهداف التي نسعى إليها وحين نغلف تلك الأحلام بالأمل ستتغير حياتنا كثيراً.

وتساءلت خلال كلمتها في جلسة «استكشاف المهارات والمواهب وصناعة الأحلام - رؤية في جودة حياة الطلاب - تجربة أكاديمية الحلم والسعادة» في منتدى مستقبل التعليم ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، من منكم اختار مسار تعليمه دون رغبة منه؟.

وأكدت أنه لا يمكن إغفال الدور الحاسم الذي تؤديه المنظومة التعليمية في توجيه شغف الطفل وتعزيز جودة البيئة التعليمية، وهنا تكمن أهمية المهارات والمواهب في التعليم ودور البيئة التعليمية في صناعة الأحلام، فهناك دراسة حالة أكاديمية نفذتها مدرسة محمد بن خالد آل نهيان للأجيال بعنوان «الحلم والسعادة»، إذ تبين أنه لا يولد طفل بلا موهبة وقدرة خاصة تميزه عن الآخرين، وتكمن الإشكالية في قدرته على اكتشافها، ولم يتحقق ذلك من دون تهيئة حقيقية للطفل من خلال أجواء مناسبة لاكتشاف ذاته وممارسة حريته في التفكير والوعي والتساؤل.

وقالت إن اكتشاف المواهب وصياغة الأحلام في مرحلة الطفولة من خلال العملية التعليمية يحمل أهمية كبيرة لبناء شخصية الطفل، وهنا ندرك أن البيئة التعليمية ذات تأثير كبير ودور هام في تعزيز اكتشاف الطفل لمواهبه وصناعة أحلامه.

وأكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، أن كل الأشياء العظيمة تبدأ بفكرة، والأفكار مهما كانت براقة تظل في النهاية مجرد فكرة تكتسب قيمتها حين تتحول إلى واقع، وتتحول الكلمات إلى أشياء ملموسة، كما أشار ميشيل فوكو في كتابه الكلمات والأشياء، موضحة أن تحول الفكرة إلى واقع يحتاج لعمل جماعي يؤمن بقيمها.

كما استعرضت تجربة مدرسة محمد بن خالد آل نهيان للأجيال في مدينة العين مع (أكاديمية الحلم والسعادة) التي تؤمن أن كل شخص لديه شرارة داخلية تنتظر لتشتعل، ولكن كيف نكتشف هذه الشرارة؟ والجواب هنا بسيط، إذ إنه بالتجربة والاستكشاف، نحن نوفر لطلابنا الفرصة لاستكشاف مواهبهم في مختلف المجالات.

وقالت: «رحلتنا في الأكاديمية نحتفي بالفشل كما بالنجاح، نعم قد يبدو الأمر غريباً، ولكن الفشل هو جزء من الحياة، إذ إنه يعلمنا ويقوينا ويدفعنا للتفكير بطريقة مختلفة، ومن هنا يأتي الابتكار والإبداع.

وأفادت بأن الأكاديمية اعتمدت حزمة مبادئ للإبداع، أبرزها تحفيز العقل والتفكير النقدي، طرح الأسئلة، المناقشات مع الطلاب وتنمية مهارات التفكير الذاتي، والتعرف على الأحلام وتحديد الأهداف، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال ربط أحلام الطلاب بنماذج لشخصيات قدوة في الإمارات.

وقالت إن استراتيجية عمل الأكاديمية لم تقتصر على الطالب فحسب، بل كان هناك مسار آخر متوازٍ مع مسار الطالب وهو مسار أولياء الأمور لتتحقق الدائرة الكاملة المكونة من المدرسة والأسرة والطالب.

وأضافت أن الأكاديمية أسفرت عن إيجاد لغة مشتركة بين الطلاب في رحلتهم نحو تحقيق أحلامهم (ثق بنفسك، ثق بقدراتك، تغلب على مخاوفك، لا تتوقف عن المحاولة، تعلم من تجارب الملهمين، ابدأ الآن، لا تنتظر).

وأوضحت أن هناك فارقاً كبيراً بين أن تحب النجاح وأن تخاف الفشل؛ فالخوف هو قيد يكبّل النجاح أما حب النجاح فهو طاقة انطلاق للأحلام، وهنا أذكر كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله:«نجاح الشعوب يبدأ بغرس ثقافة النجاح في كل مكان».

وشددت في نهاية الجلسة على الأهمية القصوى للتعليم في رحلة الطلاب نحو اكتشاف مواهبهم وتحقيق أحلامهم، إذ إن التعليم ليس مجرد تحصيل للعلم، بل رحلة تنمية للشخصية وبناء للذات، ويقع على عاتقنا وعلى المعلمين وأولياء أمور والمجتمع بفئاته، مسؤولية توفير بيئة تعليمية تشجع على الإبداع والابتكار، فتوجيه الطلاب نحو التفكير النقدي والتعلم الذاتي، يمكنهم من مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة وثقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3js3z8wn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"