عادي
الفعاليات تمثل وعياً مبكراً بأهمية الاستدامة

«الظفرة البحري».. خصوصية إماراتية في تطويع البيئة التقليدية

16:03 مساء
قراءة 3 دقائق
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الظفرة البحري الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، من 16 إلى 25 فبراير، على شاطئ المغيرة في منطقة الظفرة.
ويعمل المهرجان على التعريف بتراث وثقافة البحر في الإمارات، من خلال السباقات البحرية مثل سباقات القوارب الشراعية بأنواعها، والتجديف التراثي، والتفريس، والرياضات المرتبطة بالبحر مثل السباحة، وصيد السمك، وغيرها من الأنشطة، حيث تبرز هذه الفعاليات الخصوصية الإماراتية في تطويع البيئة التقليدية من أجل العيش فيها بتناغم، مما يمثل وعياً مبكراً بأهمية الاستدامة، إذ تشكل هذه الأنشطة في جانب من جوانبها صوراً لأنماط معيشية سابقة شهدتها أرض الإمارات في حقب تاريخية قديمة.
ويسلط الضوء على ثقافة القطاع البحري الإماراتي، وإبراز البعد الحضاري للدولة وعراقة مجتمعها، من خلال الفنون والحرف الأصيلة التي تعبر عن التنوع البيئي، وتفصح عن تميز وتفرد الإنسان الإماراتي منذ القدم.
كما يولي المهرجان أهمية للأبعاد الاجتماعية في أنشطته من خلال إرساء بيئة ملائمة للتبادل الثقافي، والتعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية وأصالتها بين الزوار والسياح الذين تفاعلوا إيجابياً مع الفعاليات منذ انطلاقته، مثل عروض الفنون الشعبية، والمطبخ، وغيرها.
وتلبي القرية التراثية للمهرجان والسوق الشعبي المصاحب له عدداً من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية، حيث تحتوي القرية على ركن للفنون اليدوية يقدم منتجات تعتمد على إعادة تدوير خامات البيئة المحلية، في تحقيق عملي لمفهوم الاستدامة في جوانبه التراثية والبيئية، مثل استخدام صدف المحار، وكرب النخيل، لصنع أدوات فنية ومنزلية، كما يوجد ركن للحرف التراثية التقليدية، مثل تزيين الشيلة بخيوط الفضة، وحرفة التلي، وصناعة الكحل العربي، وسف الخوص، وصناعة الحناء.
ويخدم السوق الشعبي بمحلاته الـ 35 الجوانب الاقتصادية لمجتمع المنطقة والأسر المنتجة فيها، بعرض سلع تتنوع بين التراثية والحديثة، مثل أنواع العطور والبخور، وألعاب الأطفال، والمصوغات الذهبية والفضية، والملابس، والمشغولات اليدوية، والحلويات والأطعمة والتمور، والزينة وغيرها من المنتجات التي تحمل طابعاً إماراتياً خاصاً.
فيما يتوسط ركن القهوة القرية التراثية في المهرجان، لإبراز كرم الضيافة الإماراتية الأصيلة وطقوسها المحتفية بالضيف عبر القهوة العربية التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الإماراتيين، بينما يعرف ركن الطبخ ومسابقاته الزوار بالثقافة الغذائية المحلية في الإمارات، ويعد سانحة لتذوق أطعمة خاصة ومتميزة.
وتعرف القرية التراثية للمهرجان، عبر العديد من الأركان والمعارض، بجوانب تراثية متعددة، لاسيما التراث البحري، ليتعرف الزائر من خلال ورش حية إلى الأدوات المستخدمة في الطواشة، والجلافة، وصناعة الديين والشباك، وأدوات الغوص، وفلق المحار، ونماذج المحامل التراثية، والصيد وطرقه، وأنواع الأسماك والمخلوقات البحرية، وغيرها من تفاصيل الحياة البحرية الغنية والمتنوعة.
ويبرز المهرجان، ضمن الأنشطة التي يقدمها للزوار، اهتمامه الكبير بالجوانب الترفيهية والتعليمية للصغار، حيث يحظى الأطفال بمساحات واسعة ضمن الفعاليات، حيث خُصص مرسم لهم لممارسة نشاط الرسم والتلوين والمهارات اليدوية التي تحمل طابع الترفيه والمتعة الذهنية، بالإضافة إلى أن البرامج متسقة مع أهداف الحفاظ على الهوية الوطنية، والداعمة لاستراتيجيات صون التراث الإماراتي.
ويمثل المهرجان إحدى النوافذ المشرعة على الثقافة البحرية الإماراتية التي يطل من خلالها الزوار والسياح على ماضي الإمارات، ويستشرفون مستقبلها ويلمسون حاضرها، وهي تسير باطراد في طريق النماء والازدهار، فخورة بماضيها، ومتطلعة إلى مكانتها المستحقة بين الدول، كما يعبر عن خصوصية منطقة الظفرة، وعن الوجه الحضاري لإمارة أبوظبي، وعن تفرد إنسان الإمارات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/28wjxxav

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"