عادي
ثورة معرفية جديدة ترتقي بالمخرجات

الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد هيكلة المشهد التعليمي

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: محمد إبراهيم
أكد خبراء في التعليم والتحليل الرقمي، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إعادة هيكلة المشهد التعليمي؛ إذ يقدم فرصاً متنوعة ترتقي بمستوى المتعلمين في المراحل المختلفة، ويمتلك تطبيقات نوعية تحق المرونة والجودة في عملية التعلم ومخرجاتها في قطاع التعليم العالي.

قال الخبراء ل«الخليج» إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يرتكز على نماذج متعددة لإنشاء محتوى جديد يحاكي الإبداع الشبيه بالإنسان، ومن خلال تحليل كميات هائلة من البيانات يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي هذه إنشاء نصوص وصور أصلية وموسيقى. فكّر في الأمر بصفتك فناناً رقمياً يمكنه إنشاء قطع فريدة دون تدخل بشري.

محتوى جديد

في وقفة مع الدكتور طارق قنديل أستاذ مساعد في التحليل الرقمي بكلية انبره للأعمال جامعة هيريوت وات دبي، أفاد بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي مصطلح حديث يعد أحد أشكال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تدريب نماذجه على توليد محتوى أصلي جديد بناء على إدخال اللغة الطبيعية، ويمكن استخدامه وتطبيقه بطرق مختلفة وبشكل فعال في التعليم العالي لتعزيز تجربة التعلم ودعم البحث.

1

وقال إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتمتع بالقدرة على إحداث ثورة في التعليم العالي من خلال توفير أدوات مبتكرة تدعم التدريس والتعلم والعمليات الإدارية، ما يؤدي إلى تعزيز التجربة التعليمية الشاملة للطلاب والمعلمين على حد سواء.

أربع تطبيقات

وفي حديثه عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيفية توظيفها في العملية التعليمية، أفاد بأن هناك 4 تطبيقات تثري عملية التعلم؛ أبرزها التعلم التكيفي الذي يشكل أحد الجوانب الواعدة للذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم العالي لقدرته على تخصيص تجربة التعلم. ومن خلال تحليل بيانات الطلاب الفردية، يمكن لهذه الأنظمة تصميم محتوى تعليمي يناسب الاحتياجات المحددة وأنماط التعلم لكل طالب. يمكن لهذا النهج الشخصي أن يعزز بشكل كبير مشاركة الطلاب والأداء العام. وهناك أيضاً تطبيق لإنشاء المحتوى، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي مساعدة المعلمين والباحثين على إنشاء مواد تعليمية عالية الجودة؛ إذ يمكنه إنشاء الكتب المدرسية وملاحظات المحاضرات وأدلة الدراسة بناء على أحدث الأبحاث وأفضل الممارسات، كما توفر هذه التقنية الوقت وتسمح للمعلمين بالتركيز على أفضل طرائق التدريس.

تعلم اللغات

ويوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي تطبيق تعلم اللغة، حيث يمكن المتعلمين من تعلم لغة جديدة مهما كانت درجة صعوبتها، حيث يمكن الذكاء الاصطناعي التوليدي منصات تعلم اللغة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من محاكاة المحادثات الواقعية، ويوفر للطلاب فرصاً تفاعلية لممارسة مهاراتهم اللغوية. يمكن لهذه الأنظمة أيضاً إنشاء تمارين وملاحظات مخصصة لتسهيل اكتساب اللغة.

موجهون افتراضيون

وقال إن التطبيق الرابع يصنع الموجهين الافتراضين؛ إذ يفتح الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصاً مثيرة للطلاب للحصول على مرشدين أكاديميين افتراضيين لتقديم التوجيه والإجابة عن الأسئلة والمشاركة في المناقشات حول مواضيع مختلفة، وهنا يستطيع المتعلمون الاستفادة من التوجيهات والرؤى المخصصة، ما يمنحهم مزايا نوعية في رحلتهم التعليمية.

وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على تعزيز تطبيقات الواقع الافتراضي/الواقع المعزز في التعليم العالي، وإنشاء عمليات محاكاة وتجارب غامرة تساعد الطلاب على فهم المفاهيم المعقدة بطريقة أكثر جاذبية وبالتالي توفر للطلاب تجربة تعليمية استثنائية وتشجع الطلاب على الانغماس في بيئة تشجع على الابتكار والاستكشاف. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدية تحليل بيانات الطلاب للتنبؤ بالتحديات المحتملة وتحديد التحديات في مرحلة مبكرة، ما يتيح التدخلات في الوقت المناسب لدعم نجاح الطلاب.

تحديات واعتبارات

توقفنا مع الدكتور بسام مكاوي، أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني المشارك في كلية الاتصال الجامعة القاسمية، الذي ركز على أبرز التحديات والاعتبارات الأخلاقية، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم العالي يثير المخاوف على اعتبار أنه تقدم تكنولوجي جديد، وتعد الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بخصوصية البيانات والتحيز في الخوارزميات المستخدمة من العوامل الأساسية التي يجب معالجتها، ومن الضروري تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي للتعلم المخصص وحماية خصوصية الطلاب.

1

وقال إن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إنشاء المحتوى المواد التعليمية، بما في ذلك ملاحظات المحاضرات والاختبارات وموارد التعلم، ما يساعد على توفير وقت المعلمين ويضمن تقديم محتوى متنوع وعالي الجودة، كما يستطيع تصميم كتب دراسية أو مواد تكميلية تتضمن أحدث الأبحاث والتحديثات، ما يسهم في الحفاظ على محتوى البرنامج الدراسي محدثاً وملائماً.

الكفاءة الإدارية

وأكد الدكتور أحمد محيي الدين، من جامعة دبي الطبية، أهمية دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في الترجمة اللغوية والفورية للغات؛ إذ تعمل أدوات الترجمة اللغوية المولدة بالذكاء الاصطناعي على تسهيل التعاون بين الباحثين والمعلمين والطلاب من خلفيات لغوية مختلفة، ما يؤدي إلى كسر الحواجز اللغوية كما يمكنها الترجمة في الوقت الفعلي خلال المؤتمرات الدولية على سبيل المثال، ما يسمح للمشاركين بالتفاعل مع المحتوى بلغتهم المفضلة.

وأضاف أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعزز الكفاءة الإدارية، حيث يمكن لروبوتات الدردشة التوليدية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الإدارية الروتينية، والإجابة عن استفسارات الطلاب، وتوفير معلومات حول الدورات والجداول الزمنية وموارد الحرم الجامعي، ما يسهم في تحسين الكفاءة الإدارية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/f6v53jk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"