من صانعي الألعاب ومستحضرات التجميل إلى بائعي البرمجيات والمعدات الرياضية، أعلن المسؤولون التنفيذيون في جميع القطاعات عن تسريح للعمال وخطط لضغط النفقات، على الرغم من الأرباح التي حققها البعض.
تعتبر شركات مثل «ماتيل»، و«باي بال»، و«سيسكو»، و«نايكي»، و«إستي لودر»، و«ليفي شتراوس» نماذج قليلة عن مؤسسات خفضت بالفعل الوظائف في الأسابيع الأخيرة، وتعمل على تحليل عقود العمل الجديدة التي أعطت زيادات لعشرات الآلاف من العمال وأدت إلى ارتفاع التكاليف.
وتعتزم شركة متاجر التجزئة الأمريكية «مايسز» إغلاق خمسة من متاجرها وشطب أكثر من 2300 وظيفة. وأجلت «جيت بلو» نحو 2.5 مليار دولار من النفقات الرأسمالية على طائرات إيرباص الجديدة حتى نهاية العقد، وألغت بعض المسارات غير المربحة وعرضت هي و«سبيريت إيرلاينز» حزمة مكافأة نهاية الخدمة لموظفين محددين. في حين خفضت «يونايتد إيرلاينز» وجبات الدرجة الأولى في بعض رحلاتها القصيرة.
وقالت «دلتا إيرلاينز»، وهي شركة مربحة، إنها ستخفض بعض الوظائف المكتبية، واصفة ذلك بـ «التعديل البسيط». وبينما يراقب المستهلكون الأفراد محافظهم في ظل التضخم الحاصل والوضع الاقتصادي المتأرجح، يضغط المستثمرون على الشركات من أجل القيام بالشيء نفسه لمواجهة النفقات المرتفعة بشدة.
- إجهاد التكلفة
وخلال السنوات الماضية، استطاعت الشركات الإفلات من تحميل التكاليف المرتفعة على العملاء، لكن قوة التسعير لديها تضاءلت، لذلك يبحث التنفيذيون عن طرق أخرى لإدارة الميزانية أو جني المزيد من الأرباح.
وقال غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في شركة «إيرنست آند يونغ»: «أنت في بيئة يشكل فيها إجهاد التكلفة جزءاً كبيراً من المعادلة بالنسبة للمستهلكين وقادة الأعمال. لقد ارتفعت تكلفة كل شيء تقريباً بأكثر مما كانت عليه قبل الوباء، سواء كان ذلك السلع والمدخلات أو المعدات والعمالة، وحتى أسعار الفائدة».
- البنوك
وكانت خمسة من أكبر البنوك الأمريكية، بما في ذلك «ويلز فارغو» و«غولدمان ساكس»، ألغت أكثر من 20 ألف وظيفة في عام 2023.
والآن، ينتظرون تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتي من شأنها تحرير الأموال النقدية لعمليات الاندماج والاستحواذ المكبوتة.
ومع ذلك، كان هناك بعض الاستثناءات لموجة خفض التكاليف الأخيرة، فعلى سبيل المثال، قالت شركة «وول مارت» الشهر الماضي إنها ستقوم ببناء أو تحويل أكثر من 150 متجراً على مدى السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب استثمار أكثر من 9 مليارات دولار لتحديث العديد من متاجرها الحالية.
- عام الكفاءة
وانعكس تقليص حجم القوى العاملة والتكاليف على جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا، حيث اتبعت الشركات خطى تخفيضات ميتا في 2023، والذي أطلق عليه الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ اسم «عام الكفاءة».
ووفقاً للبيانات والتقارير المالية، بلغ عدد الوظائف الملغاة داخل الشركات الأمريكية 82307 وظائف في يناير/ كانون الثاني، أي أكثر من ضعف العدد في ديسمبر/ كانون الأول، ولا تزال النسبة أقل بنحو 20% عن العام الماضي.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات «أمازون» و«ألفابت» و«مايكروسوفت» و«سيسكو»، من بين شركات أخرى، عن تخفيضات في أعداد موظفيها أيضاً. كما قالت «يو بي إس» إنها ستلغي 12 ألف وظيفة ستوفر للشركة مليار دولار، حسبما قالت الرئيس التنفيذي كارول تومي أواخر الشهر الماضي، مستشهدة بتراجع الطلب.
بدورها، حرصت «وورنر برذرز» على تقليص الإنفاق على المحتوى والتوظيف كجزء من توفير إجمالي قدره 4 مليارات دولار في التكلفة السنوية النهائية. ووعدت «ديزني» بتخفيض التكاليف بقيمة 5.5 مليار دولار في عام 2023، مستندة إلى قرار تسريح نحو 7000 موظف لديها. ومنذ ذلك الحين، قامت الشركة بزيادة وعودها للادخار إلى 7.5 مليار دولار، وتوقع المسؤولون التنفيذيون في تقرير أرباحها الفصلية الصادر في 7 فبراير أنها قد تتجاوز هذا الهدف.
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «باراماونت غلوبال» عن تسريح المئات من العمال في محاولة للعمل كشركة «أصغر حجماً وأقل إنفاقاً»، وفقاً لرئيسها التنفيذي بوب باكيش. وسلكت «كومكاست» الطريق ذاته مع تفاوت الأرقام.
وفي قطاع السيارات، قلصت أكبر شركات صناعة السيارات في البلاد، مثل «جنرال موتورز» و«فورد»، إنفاقها بمليارات الدولارات عبر خفض أو تأخير الاستثمارات في السيارات الكهربائية بالكامل.
- أنماط التحول
في غضون ذلك، أرجع خبراء الصناعة بعض التخفيضات الأخيرة إلى فترة غير عادية مدتها أربع سنوات، ضرب خلالها الوباء وتداعياته مفاصل الاقتصاد العالمي. وبأن الشركات بالكاد تلتقط أنفاسها اليوم وتلقي نظرة فاحصة على كيفية عملها.
