عادي

«برلماني منظمة التجارة»: تطوير النظام أهم من أي وقت مضى

20:05 مساء
قراءة 4 دقائق
خلال الجلسة

شارك وزراء وبرلمانيون في الجلسة الأولى لدورة أبوظبي للمؤتمر البرلماني لمنظمة التجارة العالمية المصاحب للدورة الثالثة عشرة للمؤتمر الوزاري للمنظمة، التي نظمها المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، الثلاثاء، وحملت عنوان «أبوظبي وخارجها: تشكيل وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يخدم الجميع».

وأعرب المشاركون في الجلسة عن شكرهم لدولة الإمارات وللمجلس الوطني الاتحادي على حسن الضيافة والتنظيم، مؤكدين أهمية دور المؤسسات البرلمانية والبرلمانيين في دعم عمل الحكومات، في تنفيذ القرارات التي تتبناها منظمة التجارة العالمية من أجل مصلحة شعوب العالم وتعزيز دورها في التعامل مع المسائل التي تحقق أهدافها، وأثنوا على عقد المؤتمر بعد توقف دام قرابة ست سنوات.

تطوير نظام المنظمة

وأعرب جواو أغيار ما تشادو، السفير والممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية، خلال الجلسة، عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، لأهمية الدور الذي تعلبه المؤسسات البرلمانية. وقال: «نحن نعيش في بيئة أصبحت مهمة لدى مختلف دول العالم، ونظام المنظمة هو الحامي للدول في ظل هذه التوترات والضغوط الجغرافية والسياسية، ويوجد هدف يجب العمل عليه لكي نضمن امتثال الأعضاء بالقواعد وتجنب حالات التجزئة، ولكن الوضع أصعب مما كان عليه منذ عشرين عاماً، والعمل على تطوير نظام المنظمة أهم من أي وقت مضى، ولدينا الكثير من الاتفاقات الثنائية المتعلقة بالتجارة الحرة، و60% من التجارة الخارجية تعقد حسب نظام المنظمة، ويجب أن نحرص على أن تبقى المنظمة لأهمية دورها للعالم، ولأن العالم تغير بطريقة جذرية».

وأشار ما تشادو إلى أن أجندة المؤتمر الوزاري تعالج وظائف المنظمة الثلاثة، ومن ضمنها المفاوضات، وتعددية الأطراف، وهيكلية المنظمة وتوسيع العمل ليشمل الجمارك والرسوم الجمركية، لأن معظم التجارة رقمية.

وقال: «إن الاتحاد الأوروبي وأعضاء آخرين يرغبون في إطلاق نقاشات حول مواضيع مهمة للنظام العالمي، وعلينا أن نفهم بعضنا قبل الخوض في هذه النقاشات، وكيف يمكن للتجارة أن تدعم استدامة البيئة، وتأثير السياسات للقطاع الصناعي في التجارة والاستثمار، وهذا يؤثر في تدفق الاستثمارات، وهذه البنود موجودة على جدول أعمال نقاشات المنظمة، لافتاً إلى نظام تسوية النزاعات، والمنظمة الآن ليس لديها نظام فعال للتسوية، وسوف يتم الحديث عنه مستقبلاً وما نريده هو تعزيز التقدم الذي قمنا به خلال العامين السابقين، وأن نضع اللمسات النهائية».

إصلاح عمل المنظمة

بدوره، قال دجاتميكو ويكاكسونو، المدير العام لوزارة التجارة في إندونيسيا: «أشكر الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس الوطني الاتحادي على الاستضافة والتنظيم، فالعمل بين الاتحاد ومنظمة التجارة العالمية مهم في المساهمة في تنفيذ مخرجات المؤتمر الوزاري الثالث عشر، مشيراً إلى أن العمل ضمن تعدد الأطراف مهم جداً، ويجب أن نعيد النظر في السياسات، وأن نعالج عدم التوازن بين مخاوف أعضاء المنظمة، ويمكن الدخول في إصلاح عمل المنظمة، ومعالجة عدد من المسائل، منها الأمن الجيد، والمواد الغذائية، وهي مسألة تم الحديث عنها، وما زالت معلقة بعد أكثر من 11 عاماً، وهناك أمر مهم جداً بشأن تقديم إعانات صيد السمك، فنحن بحاجة إلى دعم أصحاب المصلحة».

وتابع: «علينا أن نتحدث عن نظام تسوية النزاعات وهذه هي الأولوية الأساسية لأن هذه مسألة أصبحت الآن تزداد وتكبر، وهناك الكثير من الأعضاء ينتظرون القرار النهائي في هذا النظام، ولا بد من التفكير في كيفية سد أو تقليص الفجوة الرقمية، وهذه فرصة لتحقيق هدف معالجة عدم التوازن في مسألة الاتفاقات التجارية، وعلى المنظمة أن تقدم منفعة للجميع بين الدول النامية والمتطورة».

اتفاقيات تشيلي مع المنظمة

من جهته، قال خوان أنطونيو كولوما كوريا، رئيس مجلس الشيوخ التشيلي: «بلادي لديها أكبر عدد من الاتفاقات مع منظمة التجارة العالمية، ومنذ العديد من السنوات، اعتقدنا أن التجارة هي الحل للفقر والكثير من المشاكل، ولكن الآن هناك العديد من المسائل يجب حلها لتعزيز الثقة»، مضيفاً أن «تشيلي هي دولة نامية وليس كاملة النمو ولكننا نمضي قدماً، وتم مناقشة هذه الاتفاقات في البرلمان التشيلي».

وأشار إلى أن السيناريو العالمي يتغير، مضيفاً أنه يعمل كبرلماني لأكثر من ثلاثين عاماً، والمنظمة أدت دوراً وعملت جيداً خلال السنوات الماضية، متسائلاً: كيف يمكن أن نسوي النزاعات على مستوى المنظمة، وذلك من خلال إيجاد آليات لحل وتسوية النزاعات، فلا يمكن للتجارة أن تتوقف، لأنه لا يوجد سبيل لحل النزاعات.

وتابع: «الموضوع المتجدد هو الأمن الغذائي، وهي ليست فقط مشكلة لدولة واحدة ولكنها عالمية تؤثر في جميع الدول، وتؤثر فينا عالمياً، والآن العالم متشابك والمشاكل نتشاركها جميعاً، وهذا الموضوع يسمح لنا بإصلاح السياسات الخارجية ومن عمل المنظمة، فالعالم يعتمد على بعضه بعضاً أكثر من أي وقت مضى، ومنذ عشر سنوات، عندما كنا نتحدث عن الأمن الغذائي، كان هناك من ينظر إلى الطرف الآخر، وعلينا أن نمضي قدماً بهذه القرارات وتنفيذها، لأن المشاكل تتفاقم وعلينا أن نتخذ التدابير حالاً ونرفع التحديات».

التعريفات الجمركية

كما تطرق إلى موضوع التعريفات الجمركية، وقال: «علينا أن نجد المعايير الملائمة لمواجهة التحديات الجديدة بالنسبة إلى الجريمة المنظمة، وأن نحصل على الدعم لدعم المسؤوليات المتبادلة لمراقبة الجمارك، وهناك الكثير من الممارسات التي تؤذي التجارة ولا بد من معايير جمركية تحمي التجارة، مؤكداً أن دور البرلمانيين أساسي ويكمل دور الحكومات في اتخاذ القرارات، والبرلمانات هي محرك الاقتصاديات العامة ومصدر إلهام للتغيير الإيجابي».

وطرح المشاركون في الجلسة عدداً من الأسئلة، تناولت: ما هي الجهود التي يمكن أن تبذلها نحو عالم أكثر سلاماً، والتوترات التي يشهدها العالم، وكيف حافظت المنظمة على موقعها، وكيف تعلب المنظمة أدواراً استباقية وهي مهمة بالنسبة للعالم، وتعددية الأطراف والفهم متعدد الأطراف، وإيجاد آليات حل منازعات بديلة للتجارة وغيرها، وتطوير القائمة لمناصرة عمل المنظمة، والحاجة إلى التوافق للتوصل إلى قرارات محددة حول المسائل التنموية، ومتى ستبدأ المنظمة بالمضي قدماً في حل العديد من المسائل العالقة، والأزمات والتحديات التي تواجه العالم وما يتوجب على البلدان عمله لتعزيز التعاون، وما هو دور البرلمانيين لتمثيل الشعوب لدى المنظمة والعمل من أجل مصالح الشعوب، وأن تسهم البرلمانات في تقرير المصير، والخطط المطبقة في المنظمة سيما في مسارات صنع القرارات والتي تتطلب وقتاً طويلاً، وعدم المساواة بين أعضاء المنظمة، وتأثيره في عمل المنظمة، فضلاً عن البطء في التكيف مع التحديات الحديثة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4ecv66nt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"